يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

تدويل السلام ينذر بالإستسلام

Saturday, May 6, 2023 12:26:18 PM



بقلم د. الياس نبيل حسون

تثار مسألة "السلام" بأشد حدة في خضم الحروب، حيث تقوم مكاتب الدراسات والمنظمات الدولية بالعمل على ايجاد الصيغ والحلول الميسرة بهدف الاتفاق والتعاون الدوليين.
أمثلة واحداث، عربيةٍ منها ودولية، نستهلها من الحرب الأهلية اللبنانية مروراً بالعراقية فالسورية ومؤخراً الروسية – الأوكرانية والسودانية ما يدل على أن الأخطار الدولية لا تزال وستبقى تتربص هذا الكون إلى ما لا نهاية، بما في ذلك التنبؤ الوشيك على المستوى النوويوالتلميح باستعماله.
من هنا يجب تسليط الضوء وإسناد الأهمية للأحداث المتسلسلة والتي تكون في أغلب الأحيان واضحة المسار بحيث لا يختلف عاقلين على أنها ستؤدي إلى اندلاع حربٍ مستقبلية بين طرفي النزاع، فنعود بالذاكرة إلى مجازر ما بعد انهيار الإتحاد السوفياتي مروراً بأحداث الحادي عشر من أيلول وصولاً إلى الحروب الراهنة ودور الناتو وما استتبعها من غزوٍ لأفغانستان والعراق باسم الديمقراطية والسلام الدولي.
من المفارقات أن مسألة السلام أو ما يعرف بالتدخل الدولي من أجل السلام، لا يطرح إلا بعد إندلاع المعارك وتقدمها بحيث يصبح من الصعب العودة إلى ما قبل تداعياتها ونتائجها، فيكون عندئذٍ مبرر التدخل بحجة تدعيم السلام حلًّ لا مفر منه.
بعد مرور سنوات وعقود على التدخلات الأجنبية لفرض السلام، يمكن أن نرى جليّاً النتائج بعد قراءة الوضع الأمني والسياسي في كل من العراق وليبيا أو حتى سقوط كابول مجدداً في أيدي طالبان في 15 آب 2021...
أما من الناحية الأخرى، لا يزال من السابق لأوانه القول بشكل قاطع، أن النماذج الغربية لبناء السلام والتي روجت لها الأمم المتحدة منذ تسعينيات القرن العشرين لن تخرج سالمة من هذه التجربة بحيث أن نموذج الديمقراطية الليبرالية الذي ينتهج مبادئ الفكر الفلسفي السياسي الليبرالي، ويتمثل بتوفير الحماية الكاملة لحقوق الإنسان المقوننة دولياً ووطنياً، كما ينفرد باحترام مبدأ التنافس بين الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى مبدأ الفصل بين السلطات، كذلك حرصه على منح الأفراد حرياتهم المدنية، وحقوقهم السياسية على أكمل وجه، لا يعدّ أفضل الحلول المتوفرة.
جهود دولية عدة بُذلت وتبذل، ها هي الإمارات العربية المتحدة في 15 شباط 2023، حيث أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي "مركز الإمارات الافتراضي للسلام الدولي"، والذي يعكس نهج سياستها الخارجية القائم على السلام والدبلوماسية والحوار، إذ يتبنّى المركز المبدأ الذي ينص على "أن الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وأن السعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية".
علّ هذا النموذج يكون البادرة والقدوة لباقي الدول والحكومات التي ترتقي نحو الكمالية باعتبار أن استدامة السلام ليست بالمهمة السهلة أو التلقائية، فهي ترتكز على الإرادة السياسية، الأمنية، الاجتماعية والقانونية.
أما السؤال الذي يطرح، هل يمكن لمن استخدم لعقود نقاوة وتعطش الدول الهشة لفكرة السلام ليبسط هيمنته واستعماره أن يُعَدِل استراتجيته واهدافه وفكرة المكاسب خدمةً للإنسان والإنسانية؟
و من هنا "أيكون بديل السلام هو الإستسلام"؟!؟!

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟