يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص - قضية بيع الأملاك الرهبانية الأنطونية تابع.. تفاصيل جديدة تُكشف

Monday, January 30, 2023 10:48:41 AM


بقلم جانين ملاح
خاص اللبنانية

لطالما تغنّت الكنيسة المسيحية والرهبانيات اللبنانية بملكيتها العقارية في لبنان، كدليل على تجذرها في هذا البلد التي كانت لها اليد الطولى في نشأته وتكونه في وضعه الحالي. والاهم أن الملكية لم تتكون بالإرث أو بواسطة عمليات الشراء العادية، بل نتجت بمعظمها عن هبات لأشخاص قدموا جنى عمرهم للرهبانيات والكنيسة، قناعة منهم بأن هذا الامر سيعزز الوجود المسيحي ويجذره في ارض الاجداد حتى قيل إن الكنيسة والرهبانيات امتلكوا ثلث مساحة جبل لبنان.
بدأنا في الآونة الاخيرة نسمع من جديد عن عمليات بيع لمساحات كبيرة من هذه العقارات، كان اخرها الضجة التي اثيرت حول بيع عقارات الرهبنة الأنطونية في الحدث والتي كان موقعنا " اللبنانية" أول من طرحها للرأي العام.
وقد تلا مقالتنا سجالا واسعا حول أهداف البيع وأسبابه وعلاقته بالتحول والتغيير الديمغرافيين. وكانت الحجة التي دافع بها المسؤولون عن عمليات البيع دائماً هي حاجة الرهبانيات والكنيسة للأموال وهو ما عبّر عنه المدبر نادر نادر الانطوني في اتصال هاتفي على اذاعة صوت لبنان، حيث أكد ان سبب البيع يكمن في حاجة الرهبانية الأنطونية الى تسديد ديون بملايين الدولارات متوجبة للمقاولين ولتسديد رسوم عن مخالفات البناء.

في الحقيقة، وبعيداً من السجال الذي اثارته هذه القضية ثمة اسئلة جوهرية عديدة يتوجب طرحها في هذا الصدد: من هو المسؤول عن هذا النزف الخطير في جسم الرهبانيات والكنيسة الذي اصابها في العمق؟ ما هي حاجة الرهبانيات الى مشاريع عقارية ضخمة بملايين الدولارات مخالفة للقوانين ومن دون تخطيط أو دراسة جدوى والاهم من دون مراقبة في التنفيذ ممّا سبّب هدراً فاضحاً؟ هل انتهينا من هذه المشاريع أم ما زالت تفرخ من هنا وهناك كالفطر تلبية لرغبة أفراد لديهم من حب العظمة ما يكفي ليورّطوا رهبانياتهم والكنيسة في مشاريع يعلمون كيف تبدأ ولا يعلمون متى وكيف تنتهي وبأي ثمن؟ هل يحق للرؤساء العامين ومجالس المدبرين في الرهبانيات تغطية اخطائهم الفاضحة سواء في الموافقة على هذه المشاريع الفاشلة أو في الاخطاء المتراكمة في ادارة شؤون الرهبانيات المادية العائدة لهم عبر تسييل عقارات الرهبانية التي تكوّنت من تعب وجني عمر المؤمنين والتي أتمنوا على اداراتها والمحافظة عليها لتسديد الديون الناتجة عن اخطائهم؟
والأهم، من يخرج الرهبانيات من الدوامة الخطيرة هذه التي إذا ما استمرت تهدد الوجود المسيحي في العمق؟ وهل حقا أن الفاتيكان موافق على بيع كل هذه الأصول والممتلكات، وإن كان موافقًا بالفعل كما يدعي المسؤولون والمدبّرون هل الفاتيكان مطّلع على كافة تفاصيل ومعطيات البيوعات تلك قبل إعطاء الإذن؟ لقد لجأت بعض الرهبانيات على تصوير عمليات البيع على انها مقايضة. هل هناك من يدقّق إن كانت المقايضات وهمية أم فعلية؟ وهل تحصل الرهبانيات على عقارات مقابلة بذات القيمة والموقع؟ هل الكرسي الرسولي على علم بكل هذه "الحربقات" اللبنانية التي أصبحت عندنا ملحا للرجال؟ هل الفاتيكان يعلم تأثير هكذا أفعال على معنويات العائلات المسيحية في ظل الأوضاع التي يعيشونها والتحديات التي يواجهونها يوميًا، كما وعلى النسيج الاجتماعي اللبناني الدقيق والحساس؟ اسئلة لا بد للمسؤولين الكنسيين والرهبانيات اعطاء الاجوبة الواضحة والصريحة عنها واتخاذ التدابير الصارمة بدل الإمعان في
التبريرات التي لم يعد لها أي جدوى.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!