يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص - إنتبهوا على اطفالكم من الخطف.. العصابات تجتاح المدارس

Wednesday, November 16, 2022 2:06:57 PM

بقلم جانين ملاح
خاص اللبنانية

لم تكن أزمة انطلاق العام الدراسي، وتحدیاته الصعبة، وغلاء الأقساط، والزحف نحو المدارس الرسمیة وتحمیلها أكثر من طاقتها عوامل كافیة لزعزعة ھذا الإنطلاق، إلى أن برزت إلى الواجهة مشكلة الأمن الإجتماعي داخل المدارس وخارجها، وما یستتبعه من عملیات مشبوھة تُحاك على مقربة من المدارس؛ فیا أیها الأھل، أولادكم بخطر، وھم رھن إشارة العصابات المتجوّلة.. فماذا في التّفاصیل؟؟

كثیرةٌ ھي الصّعاب التي یعاني منھا القطاع التربوي في لبنان، ولا بدّ من أن ھذه الصعاب قد اشتدّ وزرھا على وقع الأزمات الإقتصادیة،والسّیاسیّة، والأمنیة المتعاقبة، إلا أن عملیة التّفلت والتّراخي بصدّ ھذه الخطورات قد شرّعت الأبواب أمام عصابات الخطف لتصل إلى حدود المدارس، ولیكون الطّلاب الضحیة الأولى لمصائد ھذه العصابات، لتأتي روایة مرعبة جدیدة تتكلم عن عملیة خطف فاشلة حصلت أمام إحدى المدارس.

المال الهدف الأوّل والمرتجى
لا یُرام من عملیات الخطف سوى الفدیة طبعاً، فإن عقلیة العصابات المحترفة ھذه قرّرت أن تعدّل بعملها وخططها لتستهدف بالتالي الأطفال، وتبتعد عن رؤوس الأموال، وأصحاب الیاقات، مستفیدة من ضعفهم، وسهولة جذبهم، وایقاعهم بشباكها. وھذه الظاھرة لم تكن ولیدة الأزمة المستجدة إنّما ھي تمتد لسنوات وسنوات مضت، حیث أن أحداث الابتزاز والخطف لا تزال نشطةً منذ زمن لیس بالبعید، فمن بعلبك، وصولاً إلى أھم المدارس في بیروت، تنشط ھذه العصابات، وھذا ما تؤكده أیضا تقاریر عدة صادرة عن القوى الأمنیة.

ومن ھنا لا نستطیع إلا أن نستذكر سنة ٢٠١٩ التي كانت نشطةً بمحاولة الاختطاف، من خلال عصابات تستعمل سیارات داكنة اللون، تعمل على الإیقاع بالأطفال وخطفهم من الشوارع المحیطة بمدارسهم، وبحادثة مرعبة أكدت إحدى الأمهات من خلال تسجیل انتشر لها آنذاك عن أن امرأة تلبس عباءة سوداء حاولت تخبئة إبنتها تحت عباءتها بمحاولة خطفها، إلا أنّه ولحسن حظّها، فقد تنبهت لها والدتها.

روایة یؤكدھا أھالي طلاب مدارس بیروت، حیث یروي أحد الآباء عن محاولة خطف من أمام المدرسة تعرّض لھا ابنه، من خلال محاولة عناصر تابعین لعصابة خطف على الإیقاع بابنه وحمله على ركوب سیارة "جیب" داكنة اللوّن.
عملیات خطف جدیدة
ومن ٢٠١٩ إلى ٢٠٢٢ لم تتوقف وتیرة ھذه العملیات، وفي تفاصیل روایة جدیدة، فإن إحدى إدارات المدارس البارزة قد نشرت رسالة لأھالي الطلاب یشرحون من خلالها عن عملیة مشبوھة حصلت أمام مدخل المدرسة، حیث یشیر قسم العلاقات والتواصل داخل ھذه المدرسة إلى أن طفل وفتاة مجهولان قد تقدما نحو الطالب وحاولا أن یستدرجاه إلى سیارة قریبة مفتوحة الأبواب، إلا أن والدة طالب آخر كانت تسیر خلفه أجبرتهم على المغادرة. وھذا ما یفسر حقاً التفلت الحاصل، ومدى الحریة، والراحة الكبیرة التي تتمتع به ھكذا عصابات أمام أبواب المدارس.

وھنا تكمن الإشكالیة الكبیرة، والمشھد المرعب:" ماذا لو لم تكن الوالدة ھناك؟"
ومن ھنا وبغض النّظر عن نیة الخطف، والخاطفین، فإنّه لا بدّ من التنبیه الدائم لخطورة ما قد یتعرض له الطلاب أمام مدارسهم، ووجوب الحذر الدائم لأي عملیة قد تحصل، خاصة وأن ھذه العصابات غالبة ما تستطیع أن تحقق أھدافها من خلال الحصول على الفدیة المطلوبة.

أكیاس بیضاء.. سوق حرة بین المدارس والجامعات

لم یتوقف دور العصابات على عملیات الخطف، لا بل تنوعت الأسالیب والمحاولات للإیقاع بالطلاب، فبأدوات جدیدة بدأ أعضاء ھذه العصابات بمحاولة بیع المخدرات أمام أبواب المدارس والجامعات، إذ أن مسؤولي الأمن العام یؤكدون خلال عدة تقاریر لهم بأن معدل ملاحقة آثار الإتجار بالمخدرات تأتي بالمرتبة الثانیة بعد معدل ملاحقة الإرھاب في لبنان. ومن ھنا لا نستطیع إلا أن نستذكر أیضاً مشهد بیع المخدرات "العلني" أمام الجامعة اللبنانیة، وما استتبعه من انتشار ھذه العملیات داخل الحرم، حیث كانت القوى الأمنیة لها بالمرصاد.

روایة أخرى یؤكدھا أساتذة خلال كلامهم مع الصحافة حیث یشیرون إلى أنّه یومیاً یتجمع نفس الشبّان أمام إحدى المدارس، ویبدأون ببیع أكیاس بیضاء، وذلك بقیادة رجل خمسیني، مشددین على أنّه ولو أن العملیة تمت خارج المدرسة، إلا أنّها لا تزال قریبة من محیط المدرسة، ما یعني أن عدم الأمان مازال متواجداً، ونسبة الإیقاع بالطلاب ھو أمر لیس بالمستبعد.
أمر بیع المخدرات ھذا تؤكده تقاریر متتابعة إلى أنّه ینشط وبقوة بمحیط المدارس والجامعات البارزة، ما یفتح فرضیة استغلال أعضاء العصابات للطلاب المیسورین، من خلال عملهم على الإیقاع بھم، وحملهم على السقوط بمصیدة آفة المخدرات.

حادثة ریان

وبالرجوع إلى شھر
المتابعة والملاحقة
توازیاً، تؤكد مصادر أمنیة لـ"اللبنانیة" بأن عملیات المتابعة والملاحقة ھي قائمة، فإن معظم البلدیات قد عمدت إلى تسییر دوریات دائمة بمحیط المدارس، وذلك لملاحظة أي حركة غریبة، أو أي تواجد لغرباء بجانب المدارس، وذلك من خلال تعاون مباشر ما بین البلدیات والقوى الأمنیة المولجة بالحمایة الداخلیة.
وتؤكد المصادر نفسها لموقعنا بأن العمل متواصل على ملاحقة أي متورط بهكذا عملیات، حیث تضیف بأن عمل قضاة التحقیق یتركز على معرفة المروج، والمدبّر، والفاعل، والمموّل لهكذا عملیات، وذلك من خلال حرب كاسحة تقودھا القوى الأمنیة لكسر كارتیل المخدرات الذي یفتك بالمدارس.
ومن ھنا تشدّد المصادر لـ"اللبّنانیة" على أن أمر نشر دوریات أمان المدارس ھو لیس بالجدید إنّما تم التشدید علیه ھذا فضلا عن إدخال كلّ المعلومات التي ترد إلى غرفة العملیّات في قوى الأمن الدّاخلي على برنامج الكتروني بهدف إجراء تقاطع بین المعلومات الواردة من كل الفصائل والتثبّت من صحّتها في حال ورودھا.

ھذه الأخبار، والعملیات لا تعدّ مجرد ضربة قویة للمدارس، وللواقع التربوي، إنما ھي تشكل حالة أمنیة خطیرة وخطیرة جداً على أمن أطفالنا، خاصة وأن الأمر تعدى الخطف، لیصبح عملیة متاجرة واضحة بطلابنا، مثنین في الوقت نفسه على التفاني والعمل الكبیر الذي تقوم بها القوى الأمنیة.


 

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!