يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الحريري يمثل إعتلال المنظومة الفاسدة لا الإعتدال.. هالهم صعود مخزومي فبدأوا التلفيق ضده والتآمر عليه

Sunday, January 23, 2022 12:35:27 PM




خاص اللبنانية

"لا ترمى بالجحارة إلاّ الشجرة المثمرة"...
تلك هي حال رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي مع خصومه ومنافسيه الذين اكتشفوا باكرا ما زرعه ويزرعه يوميا في قلوب الناس، ولا سيما منهم البيارتة الذين استفاقوا قبل ايام على الاضواء التي كشحت العتمة عن شوارع مدينتهم قلب الوطن، والماضية الى مزيد من الضوء بفعل مبادراته التي تعبر عن مدى التصاقه بهم وتحسسه لعذاباتهم في زمن الانهيار المهول الذي اصاب الوطن بفعل اجرام النظومة السياسية الفاسدة في حقه.
ولقد كان متوقعا ان يهجم الفاسدون والمفسدون على مخزومي لانهم اكتشفوا ان هذا الرجل العصامي، وعلى مدى تجربته القصيرة في العمل النيابي وتجربته الطويلة في تعاطي الشأن العام، قد سبقهم بمسافات طويلة جدا في خدمة الناس والتعبير عن تطلعاتهم التغييرية، ما جعله يتبوأ مركزا متقدما عنهم ولم يقدروا على ازاحته عنه في الانتخابات النيابية الماضية ولن يقدروا على ذلك في الانتخابات المقبلة في حال حصولها كما لن يقدوا على منعه من كسب المزيد من التأييد الشعبي في كل حال. فهم بعد التجربة اثبتوا انهم اشجار لا تسمن ولا تغني من جوع ولا حاجة لأي انسان ان يرميهم بحجر، ولذلك لم يجدوا سوى ترويج الاكاذيب والاضاليل عن تحالفات انتخابية مزعومة نسجها او سينسجها مخزومي مع اطراف وقوى سياسية تنتمي الى المنظومة الفاسدة من دون ان يدركوا ان الرجل يهاجم هذه المنظمة في كل مواقفه واطلالاته الاعلامية والسياسية ويدعو الناس الى الثورة عليها واسقاطها اليوم قبل الغد وشعاره في هذالمجال: "التغيير قرار. فعلُ إيمانٍ وشعلةُ حقٍ لا يحملها إلا من رأى في وطنه ملاذاً آمناً وأرضاً لا تٌستَبدل مهما اشتدت الأزمات". وهذا الشعار يكشف ان الرجل عابر لكل تلفيقات الفاسدين وخزعبلاتهم ومحاولات تسفيه انجازاته والنيل منها الى رحاب الوطن الذي يشكل بالنسبة اليه والى مؤيديه واللبنانيين هموما ملازاً أمناً وارضاً غير قابلة للإستبدال...

ففي زمن الشدة وحيث غاب، بل هرب، الفاسدون من الناس، لم يهن مخزومي ولم يهرب، بل ظل بأصالته وانتمائه الوطني ولا يزال لصيقا بالناس بشخصه وبمؤسساته على اختلاف اختصاصاتها مقدما الخدمات للبيارتة وغيرهم في بقية المناطق بلا منة وانما فعل الواجب المطلوب من كل من يتعاطى الشأن العام ازاء الذين اوكلوه مهمة الدفاع عن حقوقهم والتعبير عن تطلعاتهم في الندوة النيابية وخارجها. ويبدو ان هذا الامر ولّد مركبات نقص لدى خصومه الكبار منهم والصغار فانبروا يحيكون الاكاذيب ضده بغية تشويه مسيرته فيما هو يتصرف ازاءهم بوحي القول الشعبي: "القافلة تسير والكلاب تنبح".. بل يجب "القافلة تسير والثعالب تعوي "وليس الكلاب، لأن الكلاب مصابة بطبعها دوما بداء الوفاء لاصحابها، فيما هم ثعالب شيمتهم الاحتيال والغدر ضد كل من هو افضل منهم وقوى وانجح ومن هو اقرب الى قلوب الناس وقضاياهم...

وقد هال خصوم مخزومي انه كان السبّاق الى اطلاق حملته الانتخابية في وقت كان خصومه من المنظومة الفاسدة ولا زالوا يتلهون بمصالحم وسرقاتهم التي لم نقطع دابرها بعد على حساب معيشة الناس، وهالهم ايضاً انهم اكتشفوا ان ما حققه مخزومي في الميدان الشعبي من تأييد بات من الصعب عليهم محوه بأي اسلوب، وان الكذب والتدجيل ضد الاوادم لم يعد تجارة مربحة في زمن استغاثة الناس وتعلقها بمغيثيها، فقد يستمر هؤلاء الفاسدون في تضليلهم واكاذيبهم، ولكنهم لن ينالوا من هذا الرجل "فالشمس شارقة والناس قاشعة".. وانارة شوارع بيروت جزء من هذه الشمس التي حجمتها المنظومة الفاسدة عن اللبنانيين في كل لبنان.
على ان الرجل لا يتوقف عند ترشح هذا واستنكاف ذاك عن الترشيح للانتخابات النيابية، فهذه الانتخابات قد حصلت من قبل ان تحصل، بدليل مزاج الناس المشمئز من المنظومة الفاسدة التي تستميت لاعادة انتاج نفسها، ويبدو انها وجدت ضالتها في العمل على تعطيل اجراء هذه الانتخابات لانها ستكشف هزالها إن لم تعريها وتنهي وجودها في الحياة السياسية لمصلحة قوى التغيير الواعدة بقيامة لبنان الجديد الخالي من الفساد والمفسدين..

فالجميع في منظومة الفساد مزنوقون ولذلك يعملون الآن على تعطيل الانتخابات وتمديد ولاية المجلس النيابي لسنتين على الاقل اعتقادا منهم انها فترة كافية لهم "لاعادة انتشار قواهم" واستعادة زمام المبادرة على وقع ما يمكن ان يكون قد رسى عليه الوضع في الاقليم. لكن السؤال الكبير هو: هل سيقبل اللبنانيون الغارقون في الفقر والجوع بقاء منظمة متهالكة كهذه متحكمة برقابهم؟والسؤال الاكبر هو: هل ان المجتمع الدولي الذي يهدد ويتوعد بسيف العقوبات ضد كل من يحاول عرقة اجراء الانتخابات سينفذ تهديده ووعيده ويضمن اجراء انتخابات نزيهة وشفافة لانتاج سلطة جديدة نظيفة وخالية من الفاسدين؟

قابل الايام سيحمل كثيرا من التطورات، وربما المفاجآت،في ظل اقتناع بدأ يترسخ لدى الرأي العام، بل لدى قوى التغيير وهو ان اللبنانيين اذا لم يلتقطوا فرصة التغيير التي تتيحها لهم الانتخابات النيابية، وآثروا تحت وطأة الجوع الاستسلام لرشاوى المنظومة الفاسدة المختلفة ومنها "البطاقة التمويلية" وخلافها، او لسعيها الى تعطيل الانتخابات، فانما يكونون قد حكموا على انفسهم وعلى البلد العيش لمرحلة جديدة من حكم الفساد، وعندها على لبنان السلام....

فـ" الثنائي الشيعي" كما قال مخزومي "عطل الحكومة قرابة ٣ أشهر وها هو اليوم، وبعد أن حاول إقناع اللبنانيين بأن عودته (الى جلسات مجلس الوزراء) كانت من أجل وجع الناس، يستولي على صلاحيات رئيس الحكومة ويضع جدول أعمالها في انتهاك صارخ ومخالفة واضحة للدستور. أي وقاحة هذه وإلى متى سيبقى هذا الثنائي متفرد بالقرارات المصيرية؟

اما رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الذي عطل البلد وجعله بلا حكومة لاكثر من عشرة اشهر ثم غاب لاشهر، عاد ليظهر مظلومية مفتعلة باعلان استنكافه وتياره عن الترشيح للانتخابات، افيما هو يستبطن في ذلك رغبة دفينة في تعطيل الانتخابات ليضمن بقاءه في السلطة الى ان يرضى عنه من يريد له ان يرضى محليا ومن دول وجهات لم تعد تقيم له اي وزن، ويعينه على فعلته هذه من بدأ من المنظومة الفاسدة( حركة "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي" وحزب الله) يتمنى عليه ان يعود عن استنكافه ويخوض غمار الانتخابات الى جانبهم لأنه "يمثل في رأيهم "الاكثرية الاسلامية السنية" و"الاعتدال" فيما هو في الحقيقة يمثل إعتلال المنظومة الفاسدة التي تحاول بكل مكوناتها (المتحالفة في ما بينها او المتناقضة) استجماع قواها المتداعية تمهيدا لهجوم مضاد على قوى التغيير التي يشكل مخزومي ابرز عناوينها في بيروت العاصمة وبقية المناطق وتهز عروش الفاسدين منذ انطلاقتها في 17 تشرين الاول عام 2109.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!