يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

المحامي ناضر كسبار - القضاة والمحامون...مواقف وطرائف

Friday, June 11, 2021 9:56:38 AM

بقلم المحامي ناضر كسبار

منذ اليوم الاول لتبوئه منصب نقيب المحامين وهو يعمل ليل نهار، متحدياً جميع الظروف التي استجدت او تفاقمت من سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية وصحية، حتى ليحس المراقب ان النقابة اصبحت جزءاً اساسياً منه وهو جزء منها.
يتابع عشرات المواضيع والمشاكل في آن واحد. ويتدخل شخصياً خصوصاً عندما يعلم ان هناك خلافاً بين محامين او داخل عائلة احد المحامين او في مواضيع إنسانية، وهو الآتي من بيئة تعودت على العطاء بفرح ودون مقابل.
كل يوم يزور الطابق الثالث في مركز نقابة المحامين في بيروت للاطلاع على آخر الاعمال التي يقوم بها شباب جمعية فرح العطاء. هذه الاعمال التي لم تكلف النقابة اي مبلغ. اعمال متطورة تجري بتقنية عالية تحاكي العام 2025، والتي سوف تجعل من النقابة محط انظار رجال العلم والقانون والهيئات التحكيمية في لبنان والخارج.
* * *
نظرنا عندك
طال انتظار المحامين وبينهم المحامي يوسف لحود في مكتب قاضي التحقيق عمر الناطور لحين انتهائه من التحقيق.
فأرسل له مع كاتبه بيتا شعريا، وهو يعرفه يتذوق الشعر، ويستلطف روح الدعابة:
نظرنا عندك يا ناطور تاصرنا متل الناطور
والهيئة اسمك مشتق من كلمة ناطر ونطور
فضحك القاضي الكبير، واعلم المحامين انه كان بصدد التوسع بالتحقيق في دعوى كبيرة وشائكة.
* * *
ما انت روكز يا صبي
في كتابه "قبل ان ننسى" يروي القاضي اميل ابو سمرا الطرفة الآتية:
في السنة الاخيرة في مدرسة الحكمة كانت الادارة تخفف عنا وطأة النظام، فكان بإمكاننا ان ندرس اينما شئنا، ذات يوم كنت اتمشى امام قاعة الدرس حيث كان الخوري الياس شوبح يقوم بالمناظرة فيها. فلما رآني جايئا اطل علي وقال:
- شو القصة عمبمتدن؟. فاجبته ضاحكا:
قاطع الرسن...!
- فأقترب مني وقال:
يعني مطرحك فقلت:
- مطرحي يا سيدي نعم!. واضاف قائلا: اميل انا مضطر ان اغيب ساعة فهل يزعجك ان تنوب عني هذا الوقت؟ قلت:
- بأمرك!...ودخلنا معا القاعة واوصى التلاميذ بأن لا يزعجوني وجلست على المنبر وتابعت القراءة. وبعد هنيهة لاحظت ان احد التلامذة يجلس مقرفصاً. فأوعزت اليه في ان يجلس مستقيماً ففعل. ولكنه ما لبث ان عاد الى ما كان عليه فانتهرته فاستقام، ولكنه رجع الى وضعه الاول عندئذ سألته:
- ما اسمك؟ فقال روكز! فاخذت ورقة وكتبت عليها:
ما انت روكز يا صبي وانما
انت الذي قد كان يصحب روكز؟.
* * *
الطريق الى الاصلاح
في محاضرة القاها في نقابة المحامين في بيروت بتاريخ 8/2/2001 يقول القاضي جوزيف غمرون
اليس هو زمن التحدي، ورئيس وزراء لبنان يعلن على الملأ عزمه على التصدي لغول الادارة بتحويل الاربعين توقيعا في احدى الادارات العامة من اجل شراء كمية قليلة من البن، الى توقيعين او ثلاثة على الاكثر؟. انه يعرف، رئيس وزراء لبنان، ان اتمام معاملة شراء كمية قليلة من البن لادارة رسمية، بتوقيعين فقط، يختصر نصف الطريق الى الاصلاح، ويبقى النصف الاخر، بالطبع، في عهدة الانسان.
* * *
ولد الولد...والدعوى
ويضيف القاضي غمرون:
اننا امام التحدي الكبير، وانا مرة اخرى، لا افهم كيف نغالي في الحديث عن تحديثات، في انظمتنا السياسية، والاقتصادية، فيما اصبح تندرا اقامة الدعوى في لبنان، وراجت الصورة عند الناس ان يأتي صاحب القضية الى قصر العدل، محنيا على عصاة يرافقه ولد ولده، ليسلمه الدعوى التي اقامها ايام الشباب.
ويختم القاضي جوزيف غمرون
هل تساءلنا، فيما يتعلق بالقضاء الجزائي، لماذا خطت بعض التشريعات الحديثة خطوات متقدمة ذهبت الى حد المبادرة في الاصلاح السياسي، كما حصل في ايطاليا، او الى تفعيل العقوبة، والحد من وقوع الجرائم، كما حصل في مصر، بينما نحن لا نزال في حال تخلف كبير في هذا المجال، نرى احكامنا تصدر يعد مرور سنوات على حصول الجرائم، او اقامة الدعاوى، حتى ولو كانت احيانا تتعلق بجنح بسيطة، جاعلة من العقوبات، في حال صدورها، مجرد تدابير خالية من اية فائدة، وغير مؤدية الى اي اصلاح؟
هل تساءلنا مثلا لماذا عمدت تلك التشريعات، بصورة عامة، الى دمج قضاءي النيابة العامة والتحقيق في قضاء واحد، والى الغاء الهيئات الاتهامية، موصلة قضاياها الى المحاكم بصورة محمودة بعد تحقيق مباشر، وعلمي، ودقيق، يقوم به وكيل النيابة المتخصص، وفاصلة قضاياها امام هذه المحاكم، بعد اتباع اصول موجزة خاصة، بسرعة محمودة؟ ام لم نتساءل بعد في عالم التطور، والتحديث، واختزال التواقيع، كم اصبح مبذرا للوقت، ومفقدا للثقة مرور الملفات الجزائية بكل هذه المفارز: تحقيقات اولية متشبعة، ومتلاحقة، واحيانا متعارضة، ومن غير ذوي اختصاص، تحت اشراف نظري للنيابة العامة، فمطالعة، فتحقيق استنطاقي بعيد عن الحدث، فقرار ظني، فإحالة الى النيابة العامة، ومنها الى هيئة اتهامية غارقة في العديد من القضايا، فقرار اتهامي غالبا ما يكون استنساخا للقرارالظني، فإحالة الى النيابة العامة، ومنها الى المحكمة، وقد مرت شهور طويلة، واحيانا كثيرة سنوات على وقوع الحادث، وما ادراكم كم تستغرق المحاكمة من وقت في ظل نظام الاستكتاب البليد، والتبليغ السلحفاتي، والتخلف في سوق المتهمين، والبدائية في التفتيش؟
* * *
بين الطويلة والقصير
شتاء 1979 كان المحامي طانيوس رزق في انكلترا حيث الامطار غزيرة وتعرف الى فتاة طويلة جدا قالت له مازحة:"يبدو انك اصبحت قصيرا من امطار انكلترا". فأجابها:"بل يبدو انك قد استغرقت احد عشر شهرا حتى ولدت".
* * *
فرامل السيارة
كان المحامي طانيوس رزق مع بعض اصدقائه، وراح احدهم يشيد بسيارة اشتراها ابنه. وكعادته في اقتراح ما يعود اليه، قال:"من ميزات هذا النوع من السيارات، ان له خمسة اجهزة فرامل". فاستغرب احد الحاضرين وقال:"هنالك اولا فرامل الرجل. وثانيا فرامل اليد وثالثا فرمل علبة السرعة (الفيتاس) فما هي الفرامل المتبقية في سيارتكم؟ وارتبك الرجل. فاستدرك المحامي رزق قائلا:"هنالك رابعا الحجارة وراء الدواليب، وخامسا الاشجار والجدران على جوانب الطرقات".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟