بقلم المحامي حنا البيطار


أجمل ( والجمال هنا بمعنى القباحة ) ما سيحكى عن السياسيين اللبنانيين أنهم وقفوا كلهم ( سياديين وممانعين ) بوجه " الغزوة " القضائية الاوروبية بحجة السيادة ودعما ً للسلطة القضائية اللبنانية العادلة والفاعلة والمستقلة !!

صحيــحٌ أنهــــم ( كلهم ) دعمــــوا هنـــدسات ونصبويـــات الطوبــــاوي ( الطوباوية هنا بمعنى طوباوية الاجرام المخادع ) رياض سلامة وجمعية الخداع والاجرام ( جمعية المصارف )، ولكنهم، كلهم بدون اي استثناء ، يريدون مصلحة الوطن والمواطن ويعملون بكل جهد ( وصدق ايضا ً ! ) لضمان حقوق المودعين !!! كلهم اثبتوا نجاحهم في حماية رموز النظام والسيادة حتى وان كانوا فاسدين ناهبين سارقين مجرمين، السيادة كما الممانعة عندهم لا شأن لها ولا علاقـــة بحقوق الدولة والمواطنين وجنى اعمارهم والكرامة الذاتية والانسانية!!! صحيح جدا ً انهم هرّبوا ملياراتهم ، اشخاصا ً طبيعيين ومعنويين الى المصارف الاوروبية وافـرغوا البلاد من العملات الصعبة ( وهي اموال الشعب اللبناني )، وصحيح ايضا ً انهم شيطنوا بعض القضاء الشريف الشجاع ومنعوه من ملاحقة ومحاكمة السارقين والمجرمين، ولكنهم ( كلهم، والحمدلله) مع العدالة، وقد برع مجلس النواب بكتله ولجانه كافة في الدفاع عن هذه العدالة التي هي الركن الاساس في السيادة والكرمة الوطنية .

اخيرا ً وليس آخرا ً، اقول لهم :

إن رحمكم الناس المكبلين بالعصبوية والجهل والتبعية فلن يرحمكم التاريخ والاجيال كما ان الله، نعم ان الله لن يسامحكم ولن يرحمكم ...