يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

رسالة ردع جديدة لإيران: قاذفات أميركية للشرق الأوسط.. وباحث إيراني: الخطوة أهم من مقتل سليماني

Sunday, January 17, 2021 3:41:19 PM



في رسالة ردع للمرة الخامسة خلال الفترة الأخيرة في وجه إيران، توجهت قاذفتا B-52 الأميركيتان إلى الشرق الأوسط.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، بأن القاذفتين حلقتا في الأجواء الإسرائيلية في طريقهما إلى الخليج العربي.

وكان مسؤولون أميركيون أشاروا سابقا إلى أن هذه الرحلات الجوية هي رسالة ردع واضحة لإيران.

صواريخ إيران و"نيميتز"
يأتي هذا بعد أن كشفت وسائل إعلام أميركية أمس السبت عن سقوط صاروخين إيرانيين على بعد 100 ميل من حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" في المحيط الهندي.

فقد أفادت شبكة "فوكس نيوز" أن الصواريخ بعيدة المدى التي أطلقتها إيران سقطت على مقربة من سفينة تجارية وعلى بعد 100 ميل من مجموعة نيميتز الضاربة، في أحدث مثال على تصاعد التوترات في المنطقة.


أقمار صناعية
كما نقلت عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن صاروخًا واحدًا على الأقل هبط على بعد 20 ميلًا من سفينة تجارية، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول السفينة.

وفي حين أن 100 ميل في الأفق لا يمكن رؤيتها من حاملة الطائرات أو السفن المرافقة لها، إلا أن أقمار التجسس الصناعية الأميركية التي تدور في مدارات عالية في الفضاء تتبعت إطلاق الصواريخ من إيران، بحسب ما أوضح المسؤولون.

تعزيز عسكري

يشار إلى أن حاملة الطائرات نيميتز كانت بقيت في شمال بحر العرب بناءً على أوامر من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترمب، في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن طلب البنتاغون عودتها، ما دفع إلى تغيير مسارها والبقاء في المنطقة.

وخلال الأشهر الماضية عززت واشنطن وجودها العسكري في الشرق الأوسط في عرض للردع شمل إرسال قاذفات B-52 ذات القدرة النووية أكثر من مرة، والإعلان عن عبور غواصة نووية بالقرب من الخليج العربي، وتمديد إقامة حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في المنطقة.

عد عام على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بطائرة مسيّرة أميركية استهدفت موكبه عند أطراف مطار بغداد في بداية العام الماضي، لا يزال أثر الضربة عميقا في نسيج ميليشياته، فقد ألحق غيابه نكسة كبيرة بإيران والميليشيات التي تدور في فلكها سواء في العراق وسوريا ولبنان واليمن، نظراً لأهمية الدور الذي كان يلعبه في التنسيق مع هذه التنظيمات، خصوصاً أن علاقات وثيقة كانت تربطه مع قادتها.

في كتابه بعنوان "The Shadow Commander Soleimani, the US, and Iran’s Global Ambitions، أو ما ترجمته "قائد الظل: سليماني، الولايات المتحدة وطموح إيران العالمي"، الصادر قبل شهرين، فصل الكاتب والباحث من أصول إيرانية آراش عزيزي سيرة "الحجي" كما يُلقّبه أنصاره ومراحل مسيرته العسكرية في الشرق الأوسط الممتدة من كرمان – مسقط رأسه في إيران مروراً بأفغانستان ووصولاً الى الجنوب اللبناني.

التنقّل بسلالة
وفي مقابلة مع "العربية.نت"، أوضح عزيزي "أن بقاء سليماني في الظل لسنوات ساعده على "التنقّل بسلاسة" بين دول المنطقة متجنّباً بذلك صدور حظر بالتنقّل من جانب الأمم المتحدة، لكن في العقد الأخير من حياته، خرج من دائرة الظل وبرز اسمه وصورته كقائد ".

غيابه أثر على عمل الميليشيات
كما أشار الباحث من أصول إيرانية إلى "أن غياب سليماني أثّر كثيراً على عمل الميليشيات الإيرانية في المنطقة. فهو كان لديه القدرة الذاتية على التنسيق فيما بينهم وهو ما لم يعد موجوداً بعد غيابه. فعلى سبيل المثال، طلب سليماني شخصياً ذات مرة من حسن نصر الله، زعيم حزب الله أن يمنحه العشرات من القادة الميدانيين الذين يمكنه اصطحابهم إلى العراق للقتال. المسألة ليست مرتبطة بـ "نوع" الطلب الذي يمكن تقديمه وتنفيذه وإنما بمستوى الارتباط الشخصي الذي كان لدى سليماني مع قادة الميليشيات في دول مختلفة".


ومنذ مقتل سليماني برز بشكل واضح التغيير في سياسة طهران، التي اعتمدت في السابق نهج فرض الإرادة الأكثر صرامة الذي كان يتبعه سليماني، والذي لم يتمكن خليفته إسماعيل قاآني من اتقانه بسبب "افتقاره إلى الكاريزما والعلاقات الشخصية التي كان يتمتع بهما سلفه" كما أوضح عزيزي.

قاآني أشبه بمدير مكتب
ولفت إلى "أن لا أحد يستطيع لعب دور سليماني. والحرس الثوري الإيراني الذي قرر تعيين قاآني قائداً لفيلق القدس، يعلم أنه لن يكون بنفس جرأته. فهو أقل رتبةً منه، وأشبه بمدير مكتب مقارنةً بسليماني الذي كان غالبا على الأرض وفي الميدان".

خطوة أهم من مقتله
إلى ذلك، اعتبر عزيزي "أن النفوذ الإيراني في المنطقة تعرّض لضربة إثر مقتل سليماني، مع العلم أن هذا النفوذ لم يكن قائماً على رجل واحد".

ولعل الأكثر أهميةً من مقتل سليماني برأي عزيزي "شلّ قدرة إيران المالية على مدّ ميليشياتها بالدعم المادي بسبب العقوبات المفروضة عليها، بالإضافة الى ظهور تحرّكات جماهيرية في كل من العراق ولبنان ضد النفوذ الإيراني".

نصرالله ودور سليماني
ورداً على سؤال عمّا إذا كان زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصرالله يستطيع لعب دور سليماني، قال عزيزي "هذا ما كان يأمله الكثيرون على ما يبدو، لكنه لا يقدر لعب دوره لسبب بسيط أن إدارة حزب الله تحتاج لعمل كبير وجهد فلا يمكنك أن تكون قائداً غير متفرغ لفيلق القدس أو قائداً غير متفرّغ لحزب الله. لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا تخلّى نصر الله عن قيادة حزب الله وهو ما لا أعتقد أنه ممكن نظراً لوجود العديد من الاختلافات في التنظيم وسيخسرها لمصلحة الفصيل المنافس".


حزب الله يواجه الغضب
وعن حزب الله في الداخل اللبناني، قال عزيزي "لا يزال صلبا فهو أقوى الأحزاب في لبنان سواء على صعيد التسلح أو السياسة، وله نفوذ ليس فقط بين الشيعة، لكنه نسج تحالفات مع الأحزاب السنّية والمسيحية، وتحالفه الوثيق مع "التيار الوطني الحر"، حزب الرئيس اللبناني ميشال عون مكّنه من السيطرة على الدولة اللبنانية إلى حد ما".

في المقابل، أشار الى "أن الحزب يواجه الكثير من الغضب والكراهية في الشارع اللبناني، وإذا نجحت حركة تفكيك النظام الطائفي في البلاد، فلا شك أن قوته ستضعف أكثر من أي وقت مضى".

انتخابات العراق حاسمة
أما بالنسبة للميليشيات العراقية فالأمور مختلفة وفق عزيزي، لأنهم ليسوا موحّدين فيما بينهم والعديد منهم بدأوا يبتعدون عن إيران ويصبحون قوات عراقية أكثر استقلالية. كما أنهم يواجهون تصميم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على تأكيد سيادة العراق وتحييد سيطرتهم على الدولة العراقية. والانتخابات في يونيو المقبل ستكون ذات أهمية حاسمة في تحديد مستقبل العراق".

العربية

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

الحوثي: جنود العدو طيور بط في مرمى النيران.. وعمليات “حزب الله” منكلة به

لإجبار الفارين من القتال على العودة... هذا ما قامت به كييف!

بالصورة - السنوار يتجوّل في غزّة!

إصابة 4 جنود إسرائيليين على الحدود اللبنانية

"حماس": مستعدون لإلقاء سلاحنا بهذه الحالة

مئات المستوطنين يواصلون اقتحام الأقصى بـ"الفصح".. واعتداءات على المصلين (شاهد)

خدعته إيران باستخدان فتاة.. جندي إسرائيلي أرسل صوراً لـ”القبة الحديدية” إلى إيران! هكذا خدعته استخبارات طهران باستخدام “فتاة” وهمية

“تيك توك” يتعهد بالطعن على الحظر الأميركي