يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

تمهيداً لترشيح نفسه: باسيل يعلن الافتراق عن حزب الله

Sunday, January 29, 2023 10:01:54 PM

كرس رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل المزيد من الافتراق السياسي عن حزب الله. ملوحاً بأنه في حال عدم التفاهم حول الرئاسة، فإنه قد يفكر أن يترشح بنفسه لرئاسة الجمهورية. هاجم باسيل المنظومة، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كما هاجم للمرة الأولى بهذا الشكل قائد الجيش جوزيف عون، معتبراً أنه "يخالف القوانين ويتصرف على هواه بالملايين".

مواقف استثنائية
وقال باسيل: "الوضع يتطلب حركة ومواقف استثنائية، بسبب الفراغ والمنظومة والانهيار. فالفراغ يعني جسم بلا رأس، وحكومة فاقدة لثقة المجلس النيابي، وبالتالي للشرعية. وتفتقد للميثاقية، ورئيسها يضع توقيعه 3 مرات على المرسوم ويقره من دون توقيع الوزراء، وهي حكومة عاجزة ومبتورة تحكم البلد وكأن الوضع طبيعي. ثانياً، هناك منظومة تتحكم بالبلد وترفض إصلاحه وتحكم سياسياً ومالياً، فيما حاكم المصرف المركزي هو حاكم لبنان ورئيس عصابة كما وصفه القضاء الفرنسي، مبيض ومختلس أموال اللبنانيين، وملاحق من قبل القضاء الأجنبي واللبناني. وثالثاً، هناك انهيار سياسي ومعيشي واجتماعي وتربوي، والخوف أن يتحول إلى انهيار أمني، وهم يهددونا به. وقائد جيش يخالف قوانين الدفاع ويأخذ بالقوة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرف على هواه بملايين من صندوق الأموال الخاصة".
وأضاف: "المنظومة بعد نهاية العهد بدأت تنفذ مخططها للسيطرة مجدداً، ولكن لليوم لا يوجد قرار خارجي أو داخلي بالتفجير. ولكن لا أحد يضمن. فارتفاع الدولار وما يجري من خلاف حول التحقيق قد ينذر بتصعيد أو انفجار. ومنذ العام 2015 إلى اليوم هناك مخطط لاستبدال اللبنانيين باللاجئين. وهذا يتم بمعرفة الدول المعنية والتي تمنح تأشيرات للبنانيين، في مشروع لتكريس الفراغ الرئاسي والفراغ البشري. وهناك من يقوم بحسابات خاطئة، ولكنها تفرحهم بأن باسيل يخسر، ولكن البلد هو الذي يخسر. وأمام كل هذه الوقائع هناك من يقول بعد بكّير، وهناك من يعتبر أنه لا بد من الانهيار أكثر لإعمار البلد من أول وجديد".

الشراكة..
وقال باسيل: "من دون رئيس لا دولة، ومن دون رئيس مع برنامج لا حلّ، والرئيس يحتاج إلى برنامج أسميناه الأولويات الرئاسية. وهذا يتطلب وفاقاً وشراكة". وأضاف: "لا وفاق من دون شراكة، ومن دونهما لا وجود للبنان، والأصول أن يتم تطبيق الوفاق والشراكة في عملية تشكيل الحكومة على الوزراء المسيحيين والمسلمين، ولا يجوز تطبيقها على المسيحيين دون المسلمين. فكيف إذا كان هناك بسلوكه يريد أن يفرض علينا انتخاب رئيس للجمهورية؟ وعلى المسيحيين مسؤولية أن يتفقوا لتحقيق خيارهم، وهنا أحمّل المسؤولية لمن يرفض الحوار أو يرفض بالمطلق الاتفاق. فهذا الرفض يحمله مسؤولية الفراغ وإضعاف الموقع، لأنه من الأفضل أن تكون شرعية الموقع منه وفيه، وبالتالي يجب أن يكون مدعوماً من القوى صاحبة التمثيل، ولا يوجد أي تبرير واه لعدم المحاولة في سبيل الاتفاق. وبحال لم نتفق، لا يحق لأحد أن يتخطانا جميعاً، ولذلك على بكركي مسؤولية رفض إقصاء هذه الكتلة وتخطيها. إنه ضرب من الجنون السياسي والوطني التفكير بانتخاب رئيس للجمهورية من دون المسيحيين". بدا باسيل هنا يرد على حزب الله وعلى حركة أمل.

التهديد بالتقسيم
وأكد باسيل: "مخطئ من يظن أن بإمكانه تكرار تجربة العام 1990 إلى 2005، وقد تنازلنا عن الترشح، ونحن لا نريد فرض مرشحنا، ولكن لا نرضى بفرض مرشح علينا، ونريد رئيساً لا يخجل من تاريخه أو تجاربه، وأقل حقوقنا استنهاض الدولة وطاقات البلد، لا أن تضع منظومة يدها عليه. ولا بد من انتاج دولة تحقق المساواة بين الناس، كي لا يهددنا أحد بالتقسيم وكي لا يتعالى علينا أحد".
وقال باسيل: "المنظومة تريد رئيساً نعرف من هو، بينما إذا رفضنا نكون حافظين للجمهورية والدولة والرئاسة". وأضاف: "هم يريدون رئيساً يلغي التحقيق الجنائي والمالي ويطمس جريمة العصر في سرقة اللبنانيين وفي تفجير المرفأ". المنظومة تريد رئيساً لإعادة انتاج نفسها للتحكم بمقدرات دولة ومؤسسات مفككة وشعب مسروق، وهي تعرف حساسية المقاومة وتلعب على وتر خوفها من استهدافها، فيأتينا رئيس بالخوف والتخويف وليس بالثقة.

الترشح للرئاسة
وأكد باسيل: "نحن نعلم ما نريد ونعمل على الوصول إلى ذلك، ووضعنا مسودة بأسماء من دون تبنيها ومن دون التمسك بأي واحد منها، وقد بدأنا بالتواصل مع الكتل للتوافق معها على مجموعة أسماء، على قاعدة الأنسب والأقدر والأصلح لتأمين التوافق عليه من دون تحدٍ، ونمد يدنا للجميع وندعو للتشاور بعجلة، ثنائياً أو جماعياً، للتوافق على برنامج جديد وعلى لائحة مصغرة من الأسماء للاتفاق على واحد منها، أو للتصويت لها بحال تم التعذر على الاتفاق على إسم واحد منها. وبحال لم نلق نتيجة سندرس المواقف لأي مرشح يصل، بشرط أنه قبل انتخاب الكتل المؤيدة له التعهد بتنفيذ مطالب إصلاحية فيها خير لكل اللبنانيين، وأبرزها قانون اللامركزية وقانون استعادة الأموال المحولة وغيره. وهذا للتأكيد أنه يهمنا المشروع وليس فقط الشخص". أما بحال فشل المسعى الأول والثاني، فسأفكر جدياً بالترشح لرئاسة الجمهورية للتمسك بأحقية التمثيل، وحتى لو لم يكن لدي حظوظ، أما إذا كان تنازلنا من دون مقابل ونذهب إلى نهاية الدولة فالأفضل أن نحافظ على حقنا". وبحال رفضت كل مساعينا وتأكدت نوايا الإقصاء، سنذهب إلى الممانعة الشرسة ضد كل المنظومة ولا نموت. ولدينا خياراتنا مثل كل شركائنا في الوطن".

الانغلاق والافتراق
واعتبر أن المنظومة لا تريد تنفيذ الطائف ولا شراكة متوازنة ولا لامركزية، ولكن ماذا تريد؟ أما نحن فلا نريد إلا لبنان الواحد العربي المشرقي المتوسطي مقابل خطاب الإنغلاق ومحاولة اقناع المسيحيين بأن الحل هو بالافتراق، ولكن أريد أن أعرض عليكم سلسلة من الوقائع التي حصلت من الطائف إلى التلاقي. في الطائف دفعنا ثمن الحفاظ على الدولة والشرعية قبل العام 1990 وبعده، ومن غرائب الأمور المعترض على الطائف أصبح اليوم من المطالبين بتنفيذه الفعلي، والطائف يعيش عندما يتم تطبيق اللامركزية وليس الفيدرالية، وعندما تطبق الدولة المدنية وتصحح الثغرات فيه وعندما يتم تطويره. وماذا تريدوننا أن نفعل عندما نرى أن الدستور لا يطبق.
أما بما يتعلق بالتلاقي، فمنذ التسعينيات إلى اليوم تضع المنظومة يدها على كل المقدرات، وحاولنا أن نضع يدنا بيدهم لتطبيق القوانين، ولكنهم رفضونا في كل المشاريع والقوانين، واعتمدوا سياسة النكد وعدم السماح بالإنجاز، وعادوا ورفضونا في رئاسة الجمهورية لولا حزب الله، وعادوا ورفضونا في سنوات العهد لإفشال نظرية الرئيس القوي، وراكموا الارتكابات للوصول إلى سرقة العصر. ونحن رضينا بالهم والهم ما رضي فينا.

حزب الله..
أما حول التفاهم مع حزب الله، فاعتبر باسيل أنه "بدأ يهتز منذ عدم بناء الدولة، ولا يزال مستنداً إلى حائط، هو حائط الوحدة الوطنية، وهو يقف على ثلاث أرجل، هي بناء الدولة، والشراكة، والوحدة الوطنية، فسقط مبدأ بناء الدولة، وسقط مبدأ الشراكة، وبالتالي هو يقف على قدم واحدة حالياً. ونحن مستعدون لعقد تفاهم جديد مع حزب الله، ومع أي مكون جديد لبناء الدولة بشرط تنفيذه، نحن ضحينا عن قناعة للحفاظ على التفاهم، وعندما الكلام في الغرف المغلقة لا يؤدي إلى تفاهمات، يجب الحديث به بالإعلام. من حق جمهورنا أن يعلم ما يجري".
وهنا أيضاً رد باسيل على حزب الله وكلام المعاون السياسي لنصرالله بالمطالبة بمعالجة الاختلافات في الحوارات البينية وليس عبر وسائل الإعلام.
وأضاف: "وللأسف يبدو أن المقاومة لم تقتنع معنا بأن ما يحميها هي الدولة المحمية والمحصنة من الفساد، لأن مشروع المقاومة لا يجب أن يتناقض مع مشروع الدولة".
وقال: "نحن نتفاهم مع الحزب على المقاومة، ولكن هذا لا يكفي. لأنه لا اتفاق على بناء الدولة، ولا يمكن أن تكون هناك أولوية تتقدم على بناء الدولة، وصحيح كما قال السيد نصرالله على الجميع أن يتحملوا مسؤولية إنقاذ البلد، ولكن ليس الجميع يتحملون المسؤولية عن الماضي، فلا يمكن أن يتساوى المقاوم مع العميل، ولا يتساوى المناضل لبناء الدولة مع الفاسد الذي عمل على هدمها. هناك أشخاص اليوم يخافون على التفاهم وأنا أولهم، وهناك من ينتظر انتهاءه ليشمت. أتوجه للحريصين على التفاهم: ماذا يمكننا أن نفعل بعد وماذا علينا أن نقدم؟ فالمسألة هي مسألة كرامة ووجود، ومن ليس لديه بديل يموت. ولكن نحن لا نموت". وهذه إشارة من باسيل حول الجهوزية للبقاء وحيداً من دون حزب الله والبحث عن بدائل عن التفاهم.

قضية المرفأ
وفي تفجير المرفأ قال باسيل: "نحن لم نكن مع التحقيق الدولي، ولكن من حق الأهالي أن يعرفوا الحقيقة، ونطالب مجلس القضاء الأعلى للتدخل ومعالجة الوضع، وعقد جلسات متتالية للمجلس للوصول إلى القرارات اللازمة. ونطالب مدعي عام التمييز بتسهيل الأمر لإعادة التحقيق إلى نصابه ومعرفة الحقيقة. أما بالتحقيق المالي، فأصبح معلوماً أن رياض سلامة متهم باختلاسات وتهريب أموال، ونحن نقوم بالجهد لاستعادة الأموال ولم ينجح حتى الآن.
وختم باسيل بالتوجه إلى مناصري التيار الوطني الحرّ: "اخترنا بوعينا خوض المعارك المستحيلة، ولذلك نكون وحدنا. وهذه ليست عزل ولا انعزال، نختار خوض المعارك المبدئية، وهذا كان تاريخنا طوال السنوات الماضية، وخضنا معارك كثيرة لوحدنا، وما زلنا وحدنا نواجه المنظومة والإعلام معها، والقضاة، ونواجه عراة من دون أموال ومن دون دعم لا داخلي ولا خارجي، وهذا جوهر الخلاف الحقيقي بيننا وبين القوى السياسية".
المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

سامي الجميّل لنصرالله: أنت تجلب “الدب عالكرم”

بري يتابع شؤونا صحية مع الأبيض ويستقبل العريضي

توضيح من الدفاع المدني

البطريرك روفائيل ميناسيان يلقي رسالة عيد الفصح السبت المقبل

اليازا: استمرار التعاون مع الجيش لنشر الوعي على السلامة المرورية

لأن الجلسات المفتوحة حكمية لفوز المعارضة... الثنائي متمسك باقفال المحضر لتعطيل نصابها

فرار داني الرشيد من مبنى حماية الشخصيات

الأشقر: إيجابيات موسم الأعياد على المستوى السياحي لن تطال الفنادق