يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
الواقع التربوي في لبنان" بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

Tuesday, January 24, 2023 9:56:50 PM

في سلسلة من الندوات المتخصصة بالشأن اللبناني السياسي والاقتصادي والسوسيولوجي والتربوي وغيرها، استضاف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في مقرّه في بيروت، عصر يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني، كل من رئيسة رابطة التعليم الثانوي السّابقة ومديرة ثانوية رسمية في طرابلس، ملوك محرز، ونقيب المعلمين في التعليم الخاص، نعمة محفوض، ورئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عامر حلواني، في ندوة تربوية- ثقافية حملت عنوان "تحديات الواقع التربوي في لبنان"، حيث استعرض المشاركون في الندوة الأزمات التعليمية في القطاعات والمراكز التّي يشغلونها ويعملون بها، مسلطين الضوء على ثلّة من المسببات الرئيسية لها والتداعيات التّي تناسلت عنها، وصولاً لتقديم بعض الطروحات في مضمار الحلول المنظورة.

أزمة التعليم والإضرابات
استهلت الندوة بتعليق ساخر لمدير الجلسة ومدير المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في بيروت، خالد زيادة، عن الخلفية التّي انتقاها الفنيون لتحمل العنوان مكتوبًا بخط اليد وبالطبشور على لوحٍ خشبي، في كنايةٍ واضحة عن تأخر التعليم في لبنان وضمور أساليبه لصالح العجز والشلل التربوي الحاصل، معربًا عن تخوفه من عودة التعليم في الكتاتيب وتحت شجر السنديان، بطريقة فكاهية. الأمر الذي تبنته المديرة ملوك محرز في سياق حديثها الذي افتتحت فيه الندوة، والتّي استقالت مؤخرًا من منصبها كرئيسة رابطة معلمي الثانوي، شارحةً الثغرات والأزمات في قطاع التعليم الرسمي قائلةً: "إنها بلا شكّ أسوأ أيام التربية والتعليم من كل الجهات وفي كل المراحل، ففي دولة يُهمش فيها دور التعليم واهميته كرأسمال أساسي وجذري لارتقاء الشعوب والأمم، لا نزال نرى أن الرسميين لا يولونه الاهتمام الجدير به. فإن كان التعليم يوفر الرفاه الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي ويقي المجتمع من الانحراف الاجرامي، فإنه قطعًا المدماك المؤسس للنهضة والتطور، وفي حين يرزح المعلم والمتعلم تحت ظروف قاسية عرقلت لأربع سنوات حسن سير العملية التربوية، لا يزال المعنيون مغيبون بصورة تامة عن واقع انهيار الكوادر البشرية هذه وتدهورها".
أضافت: "وأمامنا اليوم عدّة تحديات مثلت حجر العثرة أمام استئناف العمل التربوي في المدراس الرسمية على وجه التخصيص بصورته المثلى كالتالي: أولاً، تضخم كلفة التعليم بالتوازي مع الانهيار الاقتصادي، بما لا يتوافق مع الميزانيات التّي وضعتها الدولة، فيما احتجزت المصارف باقي الأموال المؤمنة من التبرعات، ثانيًا، هجرة الخبراء والكفوئين في التعليم بحوالى 30 بالمئة منه منذ مطلع الأزمة، بسبب تدني الأجور وغياب الحقوق الوظيفية، ثالثًا، تأخر المناهج وتخلفها عن مواكبة التطور والحداثة، رابعًا، الطاقم التعليمي المنهار، والتسرب المدرسي الضخم بسبب انتفاء قدرة المواطنين على مواكبة أطفالهم تعليميًا من جهة الظروف المادية، وجعل الأولوية لبديهيات العيش. وفي حين بات طرح الحلول ضرورة كما هو تمويل قطاع التعليم الرسمي ضرورة، على القيمين المباشرة بوضع خطط تحول دون استفحال المجزرة التربوية هذه وتدارك تداعياتها بأقل خسائر ممكنة".

وتعقيبًا على حديث محرز أثار أستاذ التعليم الثانوي ونقيب المعلمين في التعليم الخاص نعمة محفوض الجدال الإشكالي المنطلق من جدوى الإضراب وأحقيته في الظروف الراهنة، مشيرًا لكون هذا الموضوع قد أدى إلى انقسام كبير في صفوف المعلمين/ات والأساتذة، إذ يرى أنه وفي خضم ما يشهده القطاع التربوي في لبنان من تحولات وصدمات، السّلطة غائبة لأنها فارغة فعليًا. وطالب المعنيين بالشأن التعليمي بتبني مطلب المباشرة بانتخاب رئيس للجمهورية وتكليف حكومة جديدة لوضع خطط جديدة وقانونية أكثر، وانطلاقًا من حرصه الشخصي وحرص زملائه على حق التعليم يجب استئناف العمل التربوي بصورة تحمي الأجيال القادمة من التخلف. وشدد على أهمية التمييز بين الصراع النقابي مع السّلطة وهدر حق طلاب لبنان من التعلم. كما وعرّج على وضع الأساتذة والمعلمين/ات في التعليم الخاص والذي لا يختلف عن أقرانهم في التعليم الرسمي، بل ويتجاوزهم سوءًا في بعض الأحيان، والذي تضاءل عددهم بسبب هجرة حوالى 20 بالمئة منهم منذ بداية الأزمة إلى دول الخليج وأوروبا وأميركا.

الجامعة اللبنانية
وختم المناقشات رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عامر حلواني والذي عُرف سابقًا بمواقفه الجدلية، والتّي اختلف عدد كبير من أساتذة الجامعة وطلابها في أسلوب طرحها وتوقيته، ولفت في حديثه للمشكلات البنيوية التّي غرقت بها الجامعة الوطنية منذ سنوات، قائلاً: "أولاً تكمن المشكلة بالتجاهل الرسمي التاريخي للجامعة منذ تأسيسها على يدّ الشعب اللبناني الأساتذة منه والطلاب خصوصًا. الدولة ليست مفلسة، بل لم تبد قط أي مبادرة لتحسين وضع الجامعة التّي تحوي حوالى 80 ألف طالب وطالبة، ويعلم فيها حوالى 30 ألف أستاذ بين متعاقد ومتفرغ حازوا على شهاداتهم من أرقى وأفضل الجامعات في العالم. وكما هو الحال في قطاع التعليم العام، فإن انتفاء القدرة التشغيلية بسبب تدهور قيمة الميزانية سبب أساسي في تعطل الجامعة اليوم. هذا وناهيك بتأخر القوانين المرعية الإجراء والتّي تعود لسنة 1967، بشكل لا يوائم التغير والحداثة في قطاع التعليم العالي حول العالم عامةً وبين جامعات لبنان خاصةً". وذكر فضيحة نهب 52 مليون دولار أميركي تعود للجامعة من فحوص الكورونا التّي أجراها طلاب وأساتذة الجامعة وفي مختبراتها، وكان من شأنها تسيير أمور الجامعة، فضلاً عن مجلس العمداء الذي لم يُشكل منذ عام 2018 نتيجة التسويف الرسمي المنبثق من التحاصص الطائفي.
فيما أجمع المتحدثون على أن الملام الأول في هذا الواقع المزري والحالك في تاريخ لبنان التربوي هو السّلطة اللبنانية، التّي تقاسمت الحصة التربوية وميزانيتها بجشع، من دون أن تعلم بأن فاتورة هذا التدهور كبيرة وطويلة الأمد. وشددوا على أهمية دعم القطاع التربوي اليوم لتدارك الأزمات التّي قد تتناسل عن عجزه غدًا وفي المستقبل البعيد.
المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

راجي السعد ينعي فؤاد السعد

مقتل شقيقتين بانقلاب سيارة في صيدا!

بالفيديو- اسرائيل تستهدف سيارة في الجنوب صباحًا

للمرّة الأولى… الرّواتب في شهر الاعياد تتأخر

خشية في بيروت من “الطابور الخامس”

لا إرادة دولية لوقف الحرب.. ولبنان مكشوف

مخاطر المقامرة جنوبًا قبل آب المقبل

فضيحة الأجهزة المخترقة تخترق التهويل بحرب!