خاص اللبنانية

رأى مرجع نيابي سابق أن لبنان يشهد للمرة الأولى منذ عقود حراكاً ديمقراطياً وحيوية سياسية في الطريق نحو الإستحقاق الحكومي لاختيار شخصية لتكليفها تشكيل الحكومة بتنافس واضح بين القوى السياسية لترجيح كفة خيارها الذي ينحصر حتى الآن بين الرئيس نجيب ميقاتي والسفير نواف سلام.

وأضاف المرجع بأن انكفاء تيار المستقبل عن الحياة السياسية وزعامة الطائفة السنية كان له الأثر البليغ في تقدّم وبروز شخصيات من الصف الثاني للمنافسة على لقب الرئاسة الثالثة وفقاً لقواعد الديمقراطية وإن كانت مبتورة ولكنها قادرة على تطوير نفسها مع اقتناع القوى النيابية ومنها التغييريين بأصول اللعبة السياسية والتواصل بين الأطراف التي تجمعها وحدة أو شبه وحدة الأهداف بعيداً عن الشعارات الجامدة والمواقف المسبقة.

وتابع المرجع نفسه بأن غياب الحريري عن التأثير المباشر في الأحداث والإستحقاقات حرّر الطائفة السنية من أحادية الموقف من دون أن ترتمي في أحضان الممانعة بعدما أقدمت دار الفتوى وبعض الشخصيات على لملمة الشارع السني بسرعة قياسية نسبياً على الرغم من إصرار بعض المستقبل على عرقلة الجهود ونجاحهم في إسقاط بعض الأسماء من دون المس بالتوجّه الشعبي العام المؤيد لدولة المؤسسات ودستور الطائف والرافض للسلاح غير الشرعي والمتمسك بعلاقات لبنان العربية والدولية.

وختم المرجع بأن الشارع السني إلتحق بالتنوع الذي يشهده الشارع المسيحي الذي استطاع كسر أحادية تمثيل التيار الوطني الحر من دون الإنزلاق إلى شمولية الثنائي الشيعي، فالقوات اللبنانية نزعت شرعية أكبر كتلة نيابية من التيار من دون محاولة المسّ بالقوى المسيحية السيادية الأقل حجماً وهي تبدي استعدادها وسعيها للتعاون مع تلك القوى، والأمل هنا في أن تشهد انتخابات رئاسة الجمهورية منافسة ديمقراطية بعيدة عن التعطيل على غرار استشارات التكليف، معتبراً أن هذه التغيّرات ممكنة بمشيئة وتصميم النواب على إسقاط وهج السلاح ونهج التعطيل.