يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

حركة فاتيكانية وأممية نحو بيروت: ممنوع إلغاء الاستحقاقات الدستورية

Thursday, November 25, 2021 11:36:13 AM

أصبح لبنان في حال من الاعتياد القسري على انعدام وجود الحكومة واجتماعاتها. بل وتعوّد اللبنانيون على هذه الحال فترات طويلة. وهناك سابقتان في عدم انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد، أو غياب مجلس النواب وإغلاق أبوابه.. أو حتى تأجيل الانتخابات العامة أكثر من مرة، والعيش في ظل فراغ مؤسساتي.

المكوث في القصر
وفي المرحلة المقبلة قد يختبر اللبنانيون سابقة جديدة: عدم انتخاب رئيس للجمهورية خلال المهلة الدستورية، ليمكث الرئيس في القصر الجمهوري. وهذا ربما مبرر كلام الرئيس ميشال عن إصراره على إجراء الانتخابات النيابية في أيار، وليس في حزيران، مع تمسكه بعدم التوقيع على قانون التمديد للمجلس النيابي.
وهذا يعني أنه في الأشهر المقبلة- أي بين أيار وآخر آب أوائل شهر أيلول، وهي وقت افتتاح المدة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية- تبرز استحالة التوافق على تشكيل حكومة جديدة. وهذا في حال جرت انتخابات نيابية وبقيت الأوضاع على حالها. لذا، تبقى الحكومة الحالية في حال تصريف أعمال. ولن يوافق عون على تسليمها الصلاحيات الدستورية. وهنا يكمن الصراع الحقيقي الذي يقود إلى أزمة دستورية عميقة مرتبطة بالأزمة السياسية. والنتيجة المكرسة، هي: يمكن للبنان أن يستمر من دون رئيس ومن دون حكومة!

خوف المسيحيين
وهذا الواقع يشكل أحد عناصر خوف المسيحيين الكبير، من بكركي إلى القوى المسيحية الأخرى، التي تخشى الإطاحة بالاستحقاق الانتخابي، لصالح حسابات سياسية تتعلق ببعض الشخصيات والقوى المسيحية، لا سيما المتحالفة مع حزب الله. وهذا ما ألمح إليه موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، بقوله إنه لا يمكن للطرف الذي يفوز بالأكثرية النيابية أن يحكم البلد متفرداً.

ويرفع المسيحيون شعار الخوف على الوجود والمستقبل. والتواصل بين بكركي والفاتيكان مفتوح على هذا الأساس. ويشدد البطريرك الماروني على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها واحترام نتائجها.

ومحاولة استشراف آفاق المرحلة المقبلة، والموقف الدولي من إجراء الاستحقاقات الدستورية، يشكلان عنصر اهتمام أساسي لدي البطريرك، ولا سيما في لقاءاته السياسية والديبلوماسية التي يعقدها، ومن بينها لقاؤه السفيرة الأميركية دوروثي شيا.

صراعات السّنّة ومصالح ميقاتي
وفي هذا الوقت، ليس من موقف سياسي واضح لدى السّنّة. فهم يغرقون في صراعات حزبية وشخصية، فيما يعمل الرئيس نجيب ميقاتي على مراكمة مكتسبات شخصية وآنية، من خلال رئاسته الحكومة. وهو يسعى إلى تكريس صورة معنوية يشبّه نفسه من خلالها برفيق الحريري: عندما كان يعاني من تأزم سياسي في الداخل، يستعيض عن التعطيل بالسفر إلى الخارج وعقد لقاءات دولية.

الصورة نفسها يحاول ميقاتي أن يعكسها بزيارته الفاتيكان، أو بتحضيره لزيارة مصر وسواها من الدول. وهو يبدو مزهواً بالموقف الفرنسي، ويأمل بلقاء جديد بالرئيس إيمانويل ماكرون، ربما بعد زيارة ماكرون المملكة العربية السعودية. ولا يخفي ميقاتي اعتزازه بالموقف الأميركي، الذي يشيد به ويريد الحفاظ على حكومته.

البازار الدولي المنتظر
ويحظى لبنان بالمزيد من الاهتمامات الدولية. فالقوى المؤثرة والمهتمة تنتظر ما تحمله التطورات المقبلة، وتنظر إلى تصرف القوى اللبنانية حيال الاستحقاقات الدستورية، وأولها الانتخابات النيابية. وهذا ما سيكون حاضراً في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيريش لبنان في الشهر المقبل. كما ينتظر لبنان زيارة وزير خارجية الفاتيكان، خلال الأسابيع المقبلة.

لكن هذه الحركة الدولية والديبلوماسية، لا تشير إلى امتلاك أي طرف حلّاً سحرياً للأزمة اللبنانية. بل تشير إلى أن ساعة البازار الدولي حول لبنان لم تحن بعد. وكل ما يجري يندرج في سياق تحضير الأرضية، والتي سيكون أثرها بالغ التغيير على الواقع السياسي والدستوري اللبناني.

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

أهالي محتجزون في قبرص يطالبون بمعرفة مصيرهم وإعادتهم

وزير الدفاع يهاجم الياس المر: ينضبّ… ولو بيسكت أشرفلو

بعد زيارتهم لسكاف... وعدٌ من فياض لأهالي زحلة!

"أمل" تُطالب بتصحيح معيار مقاربة الامتحانات الرسمية في الجنوب

وزير الثقافة يبحث مع السفير التونسي مشاركة بلاده ضمن فعالية طرابلس

توقيف مواطنَين ودهم منازل... سلسلة عمليات للجيش!

باسيل: إذا صدقت النوايا يكون لنا رئيس للجمهورية

رجل أمن في مستشفى البقاع ضحية حادث سير مروع!