يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

بو صعب بين الرّصد والردّ

Tuesday, September 10, 2019 11:41:32 AM

خاص "اللبنانية"

لا يكد يرتاح وزير الدفاع الياس بو صعب من الردّ على التّصريحات التي تطال قضية المعابر غير الشرعية، حتّى يعود للردّ على موجة من المواقف الجديدة.

ردود النائب المتني، جاءت في أغلبها ضمن الإطار السياسي عبر وضع مَن يُثير مسألة المعابر في خانة مُستهدِفي العهد والجيش وتيّاره السياسي وشخصه حتّى. أبرز مثال على ذلك، الجدال الذي أحكم المناوشات الكلامية بينه وبين "القوات اللبنانية"، حيثُ اعتبر بو صعب أنَّ كلام "القوات" عن التّهريب عبر المعابر غير الشرعية هو افتراء وتضخيم كلامي وتجنٍّ على المؤسسة العسكرية، في مقابل تقديم "القوّات" لوائح إسمية لهذه المعابر وبعض الأرقام التي تُثبّت حجم التّهريب.

"القوّات" التي طالبت بتحرير القرار السياسي الذي يُعرقل عمل الجيش اللبناني ويمنعه من إتمام واجباته، ردّ عليه وزير الدفاع بإعتبار التّهريب الفعلي يتمّ عبر المعابر الشرعية وأنَّ الحدود البرية مضبوطة بشكل كبير.

بعد الأخذ والردّ بين بو صعب وأمين سرّ تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم، كرّت سبحة الأخبار عن ضبط عشرات الشاحنات التي دخلت عبر معابر غير شرعية، لتُسجّل "القوات" نقطة في مرمى بو صعب، الذي لازم الصّمت على وقع ذلك.

صمت وزير الدفاع لم يدم طويلاً، فقد أطلق رئيس الحكومة سعد الحريري موقفاً مباشراً حول ضخامة التّهريب عبر المعابر غير الشرعية، ممّا شكّل مفاجأة لـ"بو صعب" نفسه، الذي تأخّر في الردّ على الحريري، ما أظهر ضياعاً واضحاً لديه، خاصّة أنَّ ذريعة استهداف العهد أو الجيش لن تكون في مكانها هنا. فطالب الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وزير الدفاع بالردّ على الحريري إسوةً بما فعله مع "القوات"، ليأتِ كلامه في توضيح تصريح الحريري عوض الإجابة عن فحواه. سلسلة من نواب المستقبل والاشتراكي عادوا وكرّروا موقف الحريري، ما دفع بو صعب للإجتماع مع قيادة الجيش أكّد فيه أنّ العمل جارٍ لضبط المعابر غير الشرعية، مُعتبراً أنَّ طبيعة الحدود البرية تمنع من إتمام عملية الضبط بشكل كامل وبالتالي يجب التنسيق مع الجيش السوري.

رغم نكرانه على مدى ثلاثة أشهر، تراجع وزير الدفاع واعترف ولو بخجلٍ، وعلى وقع ضربات الخصوم والحلفاء، أنَّ التهريب عبر المعابر غير الشرعية حقيقة، وأنّ ضبط الحدود البرية غير حاصل، لكن لجوءه إلى المطالبة بالتنسيق مع الجيش السوري لا يمكن وضعه إلا في خانة إصراره على تمييع المسألة وإدخالها في لعبة السياسة لإسقاطها، مع لحظ عودته إلى نغمة عدم قدرة الجيش اللبناني على ضبط الحدود منفرداً مقابل تأكيد "القوات" على قدرات المؤسسة العسكرية لو أُعطيت الضوء السياسي الأخضر لذلك، لكن يبدو أنّ القرار سيبقى مُكبّلاً على حدود الإشارة الصفراء.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- مصير الإمتحانات الرسمية مجهول؟

خاص- هدية "مفاجئة" لأهالي الطلاب

خاص- الكراتين "ماشية"

خاص- سياسيون خائفون على مصارفهم

خاص- البيسري رئيسا للجمهورية؟

خاص- هذا وضع الرئيس المفقود!

خاص- فواتير مستشفبات الشمال الحكومية موجعة

خاص- عملية الصرف مستمرة!