خاص اللبنانية

اطلع "اللبنانية" على تقارير حديثة تسلط الضوء على استمرار الاحتياجات الإنسانية المعقدة في لبنان، مع دخول وقف الأعمال العدائية الذي يمتد لـ60 يومًا شهره الثاني. التقارير تشير إلى تحديات هائلة تواجه العائدين إلى مناطقهم الأصلية، والنازحين الذين لم يتمكنوا من العودة، والمجتمعات المتضررة الأخرى، إذ يعانون من دمار واسع في المنازل والبنية التحتية الأساسية، وتعطل الخدمات الحيوية، ومخاطر الذخائر غير المنفجرة، وسبل عيش محدودة، وآليات تكيّف منهكة.

وأبرزت التقارير أن الأوضاع في المناطق المتضررة بالنزاع أو المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها تظل الأكثر حرجًا، حيث انقطعت الخدمات الأساسية لفترات طويلة. وتشدد التقارير على أهمية تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، إلى جانب دعم طويل الأمد لبرامج التعافي، بالإضافة إلى الحاجة الملحّة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.

"اللبنانية" يطلع على تقارير: استمرار الانتهاكات وقيود الوصول رغم الهدنة

أظهرت التقارير التي اطلع عليها "اللبنانية" استمرار تسجيل انتهاكات لوقف الأعمال العدائية، خصوصًا في محافظتي النبطية والجنوب، إضافة إلى مناطق شمال نهر الليطاني. وتحدثت التقارير عن غارات جوية في النبطية والبقاع، فضلاً عن قيود مشددة يفرضها الجيش الإسرائيلي على الوصول إلى أكثر من 60 قرية وبلدة في جنوب لبنان. كما أفادت التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن الهجمات الإسرائيلية أودت بحياة ما لا يقل عن 27 مدنيًا منذ 27 نوفمبر 2024.

أضرار واسعة النطاق وتدمير للبنية التحتية

أفادت الدراسات الصادرة عن المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان بتوثيق 14,775 هجومًا، أكثر من نصفها وقعت بين 23 سبتمبر و27 نوفمبر. شملت الأضرار تدمير منشآت تعليمية وصحية ومرافق مياه، مع تضرر كبير في الجنوب والبقاع وجبل لبنان. كما أشارت التقارير إلى تدمير أكثر من 353 مبنى بالكامل في الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة إلى أضرار متفاوتة لحوالي 4,631 مبنى آخر.

تأثير كبير على الزراعة وسبل العيش

تظهر بيانات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) أن المناطق الجنوبية مثل بنت جبيل والنبطية ومرجعيون وصور شهدت نزوح حوالي 95% من الأسر الزراعية، بينما تضررت الزراعة بشكل كبير نتيجة صعوبة الوصول إلى الأراضي وقلة المدخلات والأسواق. وتشير التقديرات إلى أن 90% من الأسر الزراعية في المناطق المتضررة تتوقع خسائر كبيرة في الإنتاج.

استجابات إنسانية تواجه تحديات تمويلية

رغم الجهود المبذولة من قبل الشركاء الإنسانيين والجهات المحلية، لا تزال استجابات الطوارئ تواجه نقصًا كبيرًا في التمويل. وأفاد نظام تتبع المساعدات في لبنان (LAT) بأن 57.5% فقط من التمويل المطلوب قد تم تأمينه حتى الآن.

تؤكد هذه التقارير على الحاجة إلى تعبئة الموارد بشكل أكبر لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، مع الاستمرار في تقديم الدعم للمجتمعات الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء لبنان.