يومية سياسية مستقلة
بيروت / °31

خاص- من رايس إلى هوكشتاين: الوساطات الأميركية بين فرض الشروط وتهدئة النزاعات

Tuesday, October 22, 2024 12:42:17 PM

خاص اللبنانية

شهدت الساحة اللبنانية زيارات عدة لمسؤولين أميركيين خلال فترات توتر وصراع، وكانت بعض هذه الزيارات تحمل رسائل وشروطًا تُنقل من خلال الوسطاء أو صناع القرار الأميركيين، بهدف التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة. بين زيارة كوندوليزا رايس في عام 2006 خلال حرب تموز، وزيارة آموس هوكشتاين في عام 2024 في ظل التوترات على الحدود الجنوبية للبنان، تظهر بعض أوجه التشابه والاختلاف التي تعكس النهج الأميركي في إدارة الأزمات الإقليمية.

رايس 2006: أجندة "الشرق الأوسط الجديد"
في ذروة حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله، جاءت زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى لبنان محمّلة بأجندة واضحة وهي إعادة تشكيل الشرق الأوسط. في تلك الزيارة، حملت رايس رؤية الولايات المتحدة حول "شرق أوسط جديد"، حيث أشارت إلى أن الحرب هي جزء من عملية إعادة الترتيب الإقليمي التي قد تنتج نظامًا جديدًا يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.

تضمنت زيارة رايس نقل شروط أميركية تهدف إلى دفع لبنان نحو قبول ترتيبات أمنية جديدة في الجنوب اللبناني تخدم المصالح الإسرائيلية، مع التركيز على الحد من قوة حزب الله. لم تحمل الزيارة حلًا للنزاع بل سعت إلى إطالة أمد الحرب لتحقيق أهداف إسرائيل العسكرية والسياسية، مما جعل الزيارة محفوفة بالانتقادات على المستويين الداخلي اللبناني والإقليمي.

هوكشتاين 2024: تهدئة الحدود وسط تصاعد التوترات
بعد 18 عامًا من زيارة رايس، جاء الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في زيارة إلى لبنان في ظل توتر أمني متزايد على الحدود الجنوبية، بعد تصاعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. هوكشتاين، الذي لعب دورًا أساسيًا في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في 2022، جاء هذه المرة في سياق مختلف، محاولًا التوسط لتهدئة التوترات ومنع تصاعد الأمور إلى حرب شاملة.

رغم أن هوكشتاين معروف بدوره كوسيط في ملفات معقدة مثل ترسيم الحدود البحرية، فإن زيارته هذه تأتي في إطار جهود لنقل شروط تهدئة وضمان استقرار مؤقت للأوضاع، مع توجيهات أميركية وأوروبية تهدف إلى منع انفجار نزاع أكبر. من المرجح أن اقتراحاته تتمحور حول تهدئة الصراع العسكري على الحدود، لكن هذه الحلول قد تكون مؤقتة ولا تمس عمق القضايا السياسية والعسكرية بين لبنان وإسرائيل.

تشابهات في نقل الشروط واختلافات في السياق

رغم الاختلاف الكبير بين الزيارتين من حيث التوقيت والأهداف المباشرة، فإن كلا الزيارتين تحملان طابعًا مشتركًا وهو نقل شروط أميركية تسعى إلى إدارة الصراعات وليس حلها نهائيًا. ففي 2006، كانت رايس تسعى إلى فرض "شروط" الحرب التي تخدم مصالح إسرائيل، بينما يسعى هوكشتاين في 2024 إلى التوسط لنقل "شروط التهدئة" لتجنب حرب شاملة في ظل التصعيد الإقليمي.

رايس: ضغط لإطالة الحرب
في 2006، كان الهدف الواضح من زيارة رايس هو الضغط على الأطراف لفرض ترتيبات أمنية جديدة في الجنوب اللبناني تهدف إلى تقليص دور حزب الله وتوسيع هيمنة إسرائيل في المنطقة، دون اكتراث فعلي بوقف فوري لإطلاق النار، مما أطال أمد الحرب وأدى إلى المزيد من الدمار والضحايا في لبنان.

هوكشتاين: وساطة لتجنب الحرب
في المقابل، جاء هوكشتاين في 2024 بوضع مختلف تمامًا، حيث تتركز زيارته حول منع تصعيد أكبر للصراع الحالي على الحدود الجنوبية. الوسيط الأميركي يبدو أنه يسعى لنقل شروط تهدئة مؤقتة تكون مقبولة من الطرفين، وهي خطوة تهدف إلى تجنب انفجار الحرب وسط تصاعد الأزمات في غزة والتوترات الإقليمية الأخرى.

النتيجة: نفس النهج بأدوات مختلفة
ينما تسعى الولايات المتحدة في الحالتين إلى التأثير على الصراع اللبناني-الإسرائيلي من خلال وساطات وشروط يتم نقلها عبر مسؤولين رفيعي المستوى، يبرز التشابه في الهدف النهائي وهو الحفاظ على مصالحها وحلفائها في المنطقة. غير أن الظروف المحيطة بكل زيارة مختلفة تمامًا: ففي 2006، كان الحديث عن إعادة ترتيب إقليمي واسع عبر حرب واسعة، بينما في 2024، يركز الجهد على تجنب حرب شاملة في ظل تصاعد الأزمات المتعددة في المنطقة.

خاتمة: استمرار التدخل الأميركي

تبقى زيارات رايس وهوكشتاين جزءًا من سلسلة طويلة من التدخلات الأميركية في الصراع اللبناني-الإسرائيلي، حيث تستمر واشنطن في لعب دور الوسيط الذي يسعى لنقل الشروط وتحقيق الاستقرار المؤقت، لكن دون معالجة جذرية للقضايا التي تؤدي إلى هذه الصراعات المتكررة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- مصرف الإسكان صامد في عز الحرب.. و"اللبنانية" يكشف آخر القروض وشروط الاستفادة

خاص - الممانعة السياسية: تعطيل الرئاسة وتمديد الصراع

خاص- من رايس إلى هوكشتاين: الوساطات الأميركية بين فرض الشروط وتهدئة النزاعات

خاص - "رئيس جديد للبنان فقط"

خاص- الكباش بين وزير التربية والمدارس الكاثوليكية: من يدفع ثمن التأجيل؟

خاص- رسائل مجهولة وصلت إلى اللبنانيين.. إليكم آخر معلومة عنها!

خاص- مكاسب سياسية على المحك: هل تؤثر الضغوط الإسرائيلية على مواقف حزب الله الداخلية؟

خاص - أطلقوا النار في عكّار.. الجيش يوقفهم!