نحو 30 شاباً من بلدة ببنين العكارية، محتجزون في دولة قبرص، تتراوح مدة حجزهم ما بين شهر واحد وثمانية أشهر.

خرج هؤلاء في رحلات هجرة غير شرعية بالمراكب طلبًا لحياة أفضل، بعضهم باع أثاث بيته، وبعضهم الآخر، استغلّ رحلات يقوم بها مهرّبون من بلدتهم لأشخاص سوريين، فزجّوا بأنفسهم بهذه الرحلات بدون أن يدفعوا تكاليفها. كان المهم بالنسبة إلى هؤلاء أن يصلوا إلى أوروبا، علّهم يجدون فرص العمل والأوضاع الأفضل التي يبحثون عنها في لبنان ولا يجدونها.

بعد مرور الأشهر وانقطاع الإتصال مع ذويهم، خرج أهالي هؤلاء وعائلاتهم يوم أمس، للمطالبة بمعرفة مصيرهم. فالإتصالات انقطعت معهم

فنفّذوا مساء أمس وقفة إحتجاجية في ساحة بلدة ببنين، قطعوا خلالها الطريق لبعض الوقت، حاملين صور أبنائهم وإخراجات قيدهم، بمشاركة المختارين زاهر الكسّار وحسن بركات وبعض الفاعليات من البلدة.

وهدد هؤلاء بالاتجاه إلى قطع الطرقات والتصعيد في حال لم يكشف عن مصير أبنائهم ولم تتحرك السلطات اللبنانية لأجلهم.

الأهالي يؤكدون أن الأوضاع الصعبة وتوقف بطاقات الشؤون الإجتماعية وما يمرّون به من ضيق هو السبب في ما وصلوا إليه، وهو ما اضطرّ أبناءهم إلى الهجرة بهذه الطريقة.

مختار ببنين زاهر الكسّار الذي شاركهم وقفتهم، تحدث لـ "وسائل الإعلام" وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، وكل من في قلبه رحمة في هذا البلد، أن ينظر بعين الشفقة والإنسانية إلى هذه الحالات من البشر التي تدمي القلب، بأوجاعها ومعاناتها.

أضاف: منذ أيام حصل فيضان كبير في الإمارات حماها الله، استطاعت قيادتها الحكيمة إعادة الأمور إلى ما كانت عليه بساعات. كلنا نتمنى أن تكون لدينا دولة قوية، تحترم مواطنيها وتقدّم لهم حقوقهم، عندها لن يغادر أحد ببر أو ببحر.

وأكّد الكسّار أن المساعي ستستمر مع المعنيين لإطلاق سراحهم، مناشدًا السلطات القبرصية التعاطي مع الملف بإنسانية.

من جهته أكد المختار حسن بركات متابعة القضية مع المعنيين في الأيام المقبلة، مؤكدًا أننا لن نتخلّى عن أهلنا.


وفي ختام وقفة الاحتجاج سجّل الأهالي أسماء أبنائهم لدى المخاتير من أجل القيام بالتحركات باتجاه المعنيين من أجل المطالبة بإعادتهم إلى لبنان ومحاكمتهم