يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19
«لقاء مُستقلّون من أجل لبنان» يبدأ نشاطه من بكركي بطرح ثوابته الراعي شجّعهم لتجديد الدور المسيحي... وحمّل الأحزاب مسؤوليّة التعطيل

Wednesday, May 3, 2023 8:27:15 AM

بقلم كمال ذبيان - الديار

«مستقلون من اجل لبنان»، هو اسم للقاء شخصيات ونخب مستقلة، ظهر في اول نشاط سياسي له امس من بكركي، فزار وفد منه البطريرك الماروني بشارة الراعي، لاطلاعه على اسباب تأسيس هذا اللقاء، الذي يضم عددا من الشخصيات المسيحية الوزارية والنيابية، والنخب السياسية والاقتصادية والمالية والقانونية والاعلامية والتربوية والثقافية والبلدية، ومهّد لذلك بسلسلة اجتماعات عقدها، للتشاور والتوافق على اهداف اللقاء وبرنامجه، في ظل تشرذم «الساحة المسيحية»، وصراع احزابها على السلطة، والذي ظهر مؤخرا في استحقاق لانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث لم تتفق القوى الحزبية والسياسية والكتل النيابية على مرشح لرئاسة الجمهورية، كما لم تتمكن بكركي من جمع الاطراف المسيحية على طاولة حوار في الصرح البطريركي، ليتفاهموا على مواصفات للمرشح الرئاسي، ومَن يمثل الخيار المسيحي، حيث استعاض عن الحوار المباشر «برياضة روحية»، حضرها 53 نائباً مسيحيا، دون ا يخرجوا منها، بنتيجة ايجابية، واستمروا يلعبون في الوقت الضائع، كما غيرهم من الكتل النيابية، لانهم جميعا ينتظرون ما يقرره الخارج، الذي كان دائما يصنع الرئيس اللبناني منذ العام 1943.

وفي ظل «الفراغ المسيحي»، ودوران «القوة المسيحية» في حلقة، فان 54 شخصية مسيحية قررت اخذ المبادرة، علها تحقق خرقا في الجدار الرئاسي، اذ يضم اللقاء الجديد، اصحاب تجارب في كل الحقول والاختصاصات، ويرفض «احتكار القرار المسيحي» لصالح الاحزاب المتصارعة على الرئاسة الاولى، وهذا مشهد يتكرر مع كل استحقاق، وفق ما يؤكد احد اعضاء اللقاء الذي يقول عن «لونه المسيحي»، بانه ليس طائفيا، ومن هم فيه مشهود لهم بعبورهم للطوائف والمناطق، انما من فرض التحرك بهذه «الصبغة المسيحية» هو الاستحقاق الاقرب انتخابات رئاسة الجمهورية، التي تقبض عليها «الاحزاب المسيحية المهيمنة»، اذ هي عملية «تحرير المسيحيين» من «صراع المصالح الفئوية بين القوى المسيحية المهيمنة»، وهذا ما يظهر مع كل استحقاق رئاسي، والذي مرّ عليه ستة اشهر، وقضى لبنان عامين ونصف العام من دون رئيس للجمهورية (25 ايار 2014- 31 تشرين الاول 2016)

«فالمستقلون من اجل لبنان»، توافقوا على بيان مكتوب تلاه النائب والوزير السابق عبدالله فرحات في بكركي، وحدد توجهات ومواقف وعمل هذا اللقاء الذي ابلغه الى البطريرك الراعي، وركز على ازمة الانتخابات الرئاسية واعادة صياغة الدور المسيحي في لبنان والاقليمي، واهمية مشاركة نخب المجتمع المدني المستقلة في ذلك، حيث ثمن وفد اللقاء عاليا جهود بكركي للتوصل الى تسوية وطنية لحل ازمة الرئاسة، وحددها «اللقاء» بالاتي:

- استحقاق رئاسة الجمهورية، هو استحقاق وطني وليس مسيحيا فقط ، ويقارب من خلال الحوار مع جميع المكونات والاطراف والنخب السياسية.

- نعارض تفرد الاحزاب بالقرار المسيحي وتغييبهم لرأي النخب المستقلة والمجتمع المدني ، لا سيما ان الانتخابات النيابية الاخيرة دلت ان نصف المسيحيين لا يؤيدون الاحزاب المسيحية المهيمنة.

- نعارض كل اشكال التحالفات الحزبية المصلحية على الساحة المسيحية، والتي اسفرت بعد عام 2016 الى فشل ذريع لانها انطلقت من فكرة المحاصصة وليس الانقاذ الوطني والاصلاح، علما انها ادعت تمثيل الاغلبية المسيحية والغت اصوات المستقلين وقادة الرأي وممثلي المجتمع المدني.

- نرفض كل دعوات التقسيم، وننادي بمبدأ اللامركزية الادارية الموسعة، ونتمسك بالوحدة الوطنية، ونؤيد ما جاء في الارشاد الرسولي حول ضرورة اندماج المسيحيين في النسيج الوطني وفي المحيط العربي الاسلامي- المسيحي.

- ندعو الى تعاون النخب والتغييرات المستقلة مع بكركي، بهدف المساهمة في حل ازمة الرئاسة واصلاح النظام واعادة بناء الدولة.


- ندعو الى اختيار رئيس للجمهورية لديه رؤية استراتيجية وقدرة للتعاون مع كافة الاطراف المحلية والعربية والدولية، ومحاط بفريق عمل اصلاحي سياسي – مهني قادر على مواجهة الانهيار وتحديث الدولة والمؤسسات، على غرار الفريق الرئاسي الشهابي الاسبق الذي ضم فيما ضم الياس سركيس وفؤاد بطرس وحسن عواضة وفيليب تقلا وادمون نعيم ورشيد كرامي.

- ندعو الحكومة اللبنانية للاسراع في وضع خطة مشتركة مع الحكومة السورية وبالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية من اجل اعادة النازحين السوريين الى بلدهم، لما يشكله هذا الملف من خطر وجودي على مستقبل لبنان ومستقبل مواطنيه من كافة الطوائف ، لا سيما المسيحيين منهم.

وخلال الاجتماع الذي دام ساعتين وحضره 25 عضوا من اللقاء، ومن ابرزهم الوزيران السابقان عبدالله فرحات وماريو عون ورافي مادايان وميلاد السبعلي وايوب الحسيني وايلي يشوعي وزياد شويري وجوزف مخايل وعيسى نحاس، حيث شددت المداخلات على دور المستقلين وتجديد الدور المسيحي في لبنان والمنطقة، واجراء اصلاح في النظام السياسي، حيث دعم الوفد مبادرة البطريرك الراعي في انجاز تسوية وطنية للانتخابات الرئاسية، التي هي استحقاق يجب ان ينجز لانتظام عمل المؤسسات الدستورية، انما الاهم هو استعادة دور النخب المسيحية كما جاء في المداخلات، اذ ان مرحلة الخمسينات وحتى السبعينات تشكل لبنان اقتصادياً، واصبح «سويسرا الشرق» او «هونغ كونغ الشرق» الى ان تحول الى هانوي مع ظهور المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وحصل التحرير.

والمطلوب رئيس للجمهورية يستعيد دور لبنان، لا سيما نخبه، وان الموارنة لهم وزن في السلطة من رئاسة الجمهورية الى قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان ورئاسة مجلس القضاء الاعلى ورئاسة التفتيش المركزي، وغيرها من المواقع التي يمكن لشاغليها ان ينقلوا لبنان الى مرحلة متقدمة، وفق ما جاء في المداخلات، التي حذر بعضها من هجرة مليون و200 الف شاب لبناني، في غالبيتهم من المسيحيين، اذ شددت احدى المداخلات على ضرورة ان يكون رئيس الجمهورية محاطا بفريق عمل استشاري ومهني من كل الطوائف مستلهما تجربة الرئيس فؤاد شهاب، الذي حظى عهده نحو بناء المؤسسات.

ورد البطريرك الراعي على المداخلات مؤيدا ما ورد فيها، ورأى فيه افكارا متقدمة، فدعا اعضاء اللقاء الى تزويده بالدراسات والمشاريع، والعمل على نشرها، لان هذا الجهد مبارك من قبله، وقد سمع من الوفد كلاما راقيا يؤشر الى التفاؤل ببناء دولة حديثة، فهو الى جانب المســتقلين في البيئة المسيحية، ومع المفكرين والمتنورين، اذ لا يمكن للاحزاب المسيحية اختصار المسيحيين، وفيهم النخب كما في الوفد الذي توجه اليه سيد بكركي، مشجعاً اعضاءه على تقديم الافكار لمنع هجرة المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً.

وحمّل البطريرك الراعي، كما نقل عنه مصدر في الوفد، الاحزاب المسيحية بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، فهم ضد سليمان فرنجية وقائد الجيش واي مرشح آخر، فيؤخرون حصول الاستحقاق الرئاسي الذي لم يتفق المسيحيون على مرشح، حيث ابلغ الوفد ما سمعه عن احد السفراء، من ان الشعب اللبناني لا يحاسب الطبقة الحاكمة، ولا يقف ضد الفساد.

وابلغ البطريرك الماروني وفد «لقاء مستقلون من اجل لبنان»، بانه ضد «الفدرالية» او اي مشروع تقسيمي، وهو مع الطائف، لكن مع تطويره، في اطار ازالة الثغرات التي ظهرت في الممارسة بعد 34 عاماً على الاتفاق عليه.

وخرج اعضاء الوفد بخلاصة تؤكد، بان بكركي محبطة من «الاحزاب المسيحية» التي تساهم في تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو منفتح على التعاون مع النخب المسيحية، وان يكون لها دور في تجديد الحياة السياسية، واستعادة الدور المسيحي في لبنان، واعادته الى ان يكون رسالة للحوار والعلم والثقافة والحضارة.

وانهى البطريرك الراعي للوفد لقاءه مع الوفد، بان المسيحيين لا يختـــصرهم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ولا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟