يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الرئيس مقبلٌ بعد القمة العربية؟

Monday, April 24, 2023 11:43:28 AM

بقلم منير الحافي - السهم

تميزت عطلة عيد الفطر السعيد بهدوء سياسي لم يحركه سوى القلق الشديد على مصير أكثر من ستين لبنانياً كانوا عالقين في الخرطوم بالسودان ونجحت اتصالات السلطات اللبنانية في إجلاء دفعة منهم فجر الأحد نحو بورسودان قبل التوجه نحو لبنان. في وقت لفتت فيه عائلة اللبناني عبد الرحمن طيارة إلى أنه مازال عالقاً في فندق السلام روتانا في الخرطوم وطالبت الرئيس نجيب ميقاتي بتولي الاتصالات لإخلائه في أقرب وقت نظراً للأوضاع الأمنية الفائقة الصعوبة في الخرطوم خصوصاً والسودان عموماً.

على الصعيد السياسي، حركت تغريدة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الفتور على الصعيد الرئاسي.
الشيخ نعيم وفي تغريدتين متلازمتين على موقع «تويتر» كتب أن «الصورة على حالها منذ ستة أشهر. مرشح رئاسي لديه عدد وازن من أصوات النواب هو الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح تبحث عنه كتلٌ تصنِّف نفسها في المعارضة ولم تصل إلى اتفاق عليه حتى الآن، من بين عددٍ من المرشحين ليس لأحدٍ منهم أصوات وازنة.» معتبراً أن «البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي والآخر هو الفراغ، وكل المؤشرات المحلية والتطورات الإقليمية لا تنبئ بتغيُّر المشهد». داعياً إلى حسم «خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة، بالحوار وتذليل العقبات لإنقاذ البلد، وعدم إضاعة الوقت سدًى بتحقيق النتيجة نفسها بعد طول انتظار».
كلام ليس بجديد لحزب الله على الصعيد الرئاسي وإنما استخدام كلمة «الفراغ» دفع صحافيين إلى عنونة تغريدة قاسم بأنها نوع من تخيير اللبنانيين بين فرنجية أو الفراغ.

مصادر نيابية معارضة إستهجنت كلام الشيخ قاسم خصوصاً استخدام كلمة «الفراغ». يرى المعارضون أن الفراغ لا يمكن أن يكون سمة المرحلة المقبلة وأن اللبنانيين يستأهلون رئيساً إصلاحياً ينقذهم من الحالة المأساوية التي يعيشون فيها. المعارضة تعتبر أن لا حظوظ لمرشح حزب الله بعد الآن، وأن البلد يستحيل أن تقوم له قائمة برئيس جمهورية مثل الرئيس السابق ميشال عون. بعض نواب المعارضة الذين زاروا واشنطن مؤخراً يؤكدون أنهم سمعوا كلاماً طيباً عن قائد الجيش العماد جوزاف عون. وقالوا لـ«السهم» إن واشنطن ترى في عون (جوزاف) مثالاً يحتذى عن نظافة الكف وبأن المساعدات للجيش لا تذهب لجيوب أشخاص وإنما للمؤسسة التي يديرها قائد الجيش!

في الوسط، ترى مصادر مراقبة أن منطق التهويل لنائب الأمين العام للحزب «مرفوض». وكأن المطلوب فرض خيار معين على اللبنانيين وإلا «الفراغ» . وهذا ينافي منطق التفاهم الذي يدعو إليه من يهوّل بالفراغ اليوم. ويرى وسطيون أن «لا سبيل لانتخاب رئيس إلا بالتفاهم اللبنانيين في ما بينهم على رئيس جمهورية لا يشكل تحدياً لأحد».

في المقابل، ترى مصادرقريبة من الوزير السابق سليمان فرنجية أن استخدام الشيخ نعيم لكلمة «الفراغ» هو توصيف لواقع وليس تهديداً. قرأوا في كلامه أن «لا خطة (باء) عند حزب الله وحلفائه وليس عند الحزب سوى سليمان فرنجية مرشحاً. فيما الفريق الثاني ليس عنده مرشح وليس قادراً على تأمين ٦٥ نائباً لانتخاب مرشح المعارضة مما يعني أننا ذاهبون إلى الفراغ» .
يقول المقربون إن سليمان فرنجية ليس مرشح الحزب حصراً وإنما هو مرشح «خط» يمثله الحزب والرئيس نبيه بري ويؤيد ترشيحه الرئيس نجيب ميقاتي والحزب السوري القومي وفيصل كرامي إضافة طبعاً إلى الحزب الديموقراطي اللبناني وحزب التوحيد وزعامات مسيحية متفرقة مثل آل المر وآل سكاف وآل الخازن. ويؤكدون أنه «لو كان الرئيس سعد الحريري موجوداً في السياسة اليوم ولم يعلق العمل السياسي لأيد ترشيح فرنجية». يعتقد هؤلاء أن سيلمان فرنجية يمكن أن ينتخب ضمن تسوية عربية – دولية جديدة بدأت بوادرها تتضح بجهود سعودية إيرانية وانضمام سوريا إليها. خلال الأسابيع المقبلة ستشهد المنطقة مزيداً من الانفراجات ولبنان سيكون ضمن هذه «السلة» كما يؤكدون. يرى المقربون من «المرشح» سليمان فرنجية أنه قادر على الحكم في المرحلة المقبلة لأسباب عدة. أولاً، أنه سيأتي بفعل التسوية المذكورة وبرعاية فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. ثانياً، أنه سيشارك «كل الفرقاء اللبنانيين» في الحكم.

سيشرك فرنجية إذا وصل، جميع المكونات اللبنانية في تحمل مسؤولية إنقاذ البلد. ثالثاً، يعرف فرنجية أن وضع حزب الله وسلاحه شائك لكنه يعتبر أن السلاح عنوانه إقليمي لا محلي. فإذا ارتاح الإقليم نتيجة التسوية سيكون سلاح الحزب «في المخازن». وسيكون الحزب مقتنعاً بأنه ليس مستهدفاً لا من رئيس الجمهورية ولا من رئيس الحكومة أو غيره بفعل التسوية الإقليمية. وترد المصادر على تخوف البعض من أن يكون سليمان فرنجية هو «ميشال عون رقم ٢» بالنسبة للحزب وبالتالي للبلد، أن سليمان هو ابن الشمال وزعيم على صعيد الوطن. لن يمارس صلاحيات رئيس الجمهورية بالعناد والضغينة والتشفي كما فعل غيره. ويعطي المقربون من فرنجية مثلاً عن تفكير سليمان. «حوّل زغرتا من مدينة تسودها المشاكل الحزبية والعائلية أحياناً إلى مدينة منفتحة تضم ١٥٠ محامياً و٥٠٠ مهندس وطبيب والمئات من حملة الشهادات الجامعية». وذكّر هؤلاء بموقف سليمان من احتكاك حصل بين مناصرين له ومناصرين للقوات اللبنانية في زغرتا عام ٢٠٠٩ حين نزل شخصياً إلى الشارع وطلب من مناصريه بشدة وحزم الانسحاب وترك موكب القوات أن يعبّر عن رأيه بحرية. كما يذكر هؤلاء بأن حلف سليمان فرنجية مع السوري جنّب أهالي الشمال المسيحي الاحتكاك بالجيش السوري وتعرضهم لأي خطر. برأي المناصرين فإن «سليمان بك» يريد تحويل لبنان إلى «ساحة سلام وإصلاح وتصفير المشاكل» إذا صار في بعبداإحدى المحطات المهمة في هذه «التسوية» هي القمة العربية في منتصف أيار في الرياض. وسواء حضر الرئيس بشار الأسد القمة أم لا، يرى مراقبون أن انتخاب رئيس للبنان صار ضرورة عربية ودولية في وقت لن يتخطى أسابيع من هذا الاستحقاق العربي. إستحقاق محلي صحيح لكنه نتيجة طبخة تبدأ في الرياض وتمر في طهران وموسكو وباريس وواشنطن.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟