يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

خاص - جمعهم مخزومي حيث فرقهم الآخرون

Tuesday, March 28, 2023 4:58:16 PM



خاص اللبنانية

نعم ما زال هناك من يجمع بين اللبنانيين في زمن الانقسام الذي يعيشون والذي جاء التلاعب بالتوقيت بين تمديده شتويًا وتأخيره صيفيًا ليفاقمه ويفجر عصبيات طائفية ومذهبية صورت البلد وكأن فيه توقيت مسيحي مقابل توقيت إسلامي، ليوظف كثيرون هذا الأمر في المعركة الدائرة حول الاستحقاق الرئاسي التي لم ترس على بر بعد، فيما العالم من حول لبنان يتغير وجاء الاتفاق السعودي ـ الإيراني ليرفع من وتيرة هذا التغير.
فما فرقته السياسة في توقيتها الراهن وفي شؤون الوطن، جمعه رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي على مائدة إفطار رمضاني ضمت غالبية القادة الروحيين لمختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية وتوّجَهُ حضور سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان سعادة السفير وليد البخاري الذي أعطى اللقاء نكهة عبَرت عن موقف المملكة العربية السعودية ونظرتها إلى لبنان وما يجب أن يكون عليه مستقبله، حيث شدد البخاري على "أهمية انتخاب رئيس للجمهورية سيادي إنقاذي بعيد من الفساد السياسي والمالي ويحمل برنامجاً إنقاذياً واضحاً، وتكليف رئيس حكومة يمتلك المواصفات ذاتها لتشكيل حكومة فاعلة قادرة على إعادة بناء مؤسسات الدولة وانتشال البلد من أزماته".

وقد رسم مخزومي الذي تتلاحق مبادراته للجمع بين اللبنانيين أمام الحاضرين، "خريطة طريق" لا بد للعهد الرئاسي المقبل ولرئيس الحكومة الجديد من اعتمادها لإنقاذ لبنان، وقوام هذه الخريطة "الإصلاح وبناء مؤسسات الدولة، والسعي للاتفاق مع صندوق النقد الدولي"، معتبرًا أن هذا الاتفاق "هو ممر إلزامي للإصلاحات والسبيل الوحيد لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان، واستعادة علاقاته مع المملكة ودول الخليج". وهذه الخريطة كان مخزومي حملها ووفد نيابي أخيرًا إلى السويد رئيسة الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية، وسيحملها والوفد النيابي نفسه قريبًا إلى لقاء في بروكسل مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي.
ولقد "جمعهم مخزومي حيث فرقهم الآخرون" على حد تعبير البعض، فمنزله ومكتبه تحولا موئلًا للجمع بين اللبنانيين ولإطلاق المبادرات الإصلاحية، خصوصًا وأنه يعتبر من السباقين منذ سنين طويلة وحتى الآن إلى المبادرات وطرح برامج الإصلاح والتغييروالحفاظ على سيادة لبنان والدفاع عنها، ويدعو كل من يريد تحمل المسؤولية إلى اعتناق برنامج سيادي إنقاذي وتغييري. كذلك يدعو للخروج من العشوائية المتمادية في تكوين السلطة في كل الحقبات ما أوقع لبنان في شرور الفساد والمفسدين وتشكل منظومة تمارس هذا الفساد وتحميه وتمنع البلد من النهوض والسير في ركاب الدول والأمم المتحضرة.

غير أن جمع مخزومي القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية والسفير السعودي في هذه اللحظة التي بدا فيها لبنان مشلعاً وعلى أبواب فتنة مستطيرة جراء قرارات منظومة حاكمة تشعر بخطر الزوال، أطفأ نار الفتنة قبل استعارها وبدد الأجواء المتشنجة وانعكس بردًا وسلامًا على اللبنانيين، ذلك أن ما أثاره قرار تأجيل اعتماد التوقيت الشتوي شهرًا قبل أن يتراجع عنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أثار فتنة عمياء هددت بأخذ البلاد إلى مجهول آخر على رغم من المجهول الذي تعيشه في ظل الفراغ الرئاسي والشلل النيابي والحكومي. ولذلك جاءت مبادرة مخزومي لتؤكد أنه ليس يزال في البلاد رجال دولة يعرفون كيف يعطلون فتائل الفتن ويقطعون الطريق على مدبريها الذين يعتاشون بالشحن الطائفي والمذهبي على حساب اللبنانيين بكل طوائفهم وانتماءاتهم.

كذلك يرى المراقبون أن مبادرة مخزومي في هذا الواقع الانقسامي أفقيًا وعاموديًا أثبتت كم أن البلاد في حاجة إلى مثلاتها وإلى رجال دولة بمواصفات الرجل وبعد نظره في مجال المعالجات المطلوبة لإنقاذ لبنان وإصلاحه وصون سيادته.
ولذلك يقول هؤلاء المراقبون أن لبنان بات بعد اليوم أمام نمط آخر من الرجال الذين تفرضهم طبيعة المرحلة، وأمام دخول دم جديد إلى حياته السياسية على أنقاض منظومة بدأت تتحسس رؤوسها، نتيجة حجم الضغوط المحلية والعربية والدولية الرافضة بقاءها في السلطة والتي عبّر عنها السفير البخاري بحديثه من على منبر مخزومي بالذات (وهنا بيت القصيد) عن انتخاب رئيس للجمهورية "سيادي إنقاذي بعيد من الفساد السياسي والمالي ويحمل برنامجاً إنقاذياً واضحاً"، وعن الإتيان "برئيس حكومة بالمواصفات نفسها لتشكيل حكومة فاعلة قادرة على إعادة بناء مؤسسات الدولة وانتشال البلد من أزماته". وقد حدد البخاري هذه الثوابت أمام الحاضرين الذين "أجمعوا على الدور الإيجابي للمملكة العربية السعودية"، مؤكدين "أنها لم تتوقف يوماً عن مساعدة ودعم لبنان وشعبه".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة