بقلم جانين ملاح
خاص اللبنانية

من المعروف بأنَّ السياسة هي فنّ الممكن، حيث يتعامل "السّياسيّ" خلال رحلته مع متغيرات وتتطورات وأحداث متقلّبة على الدوام، ما يستلزم منه "على الأقل" أن يكون شخصًا ملمًّا، ومتابعًا، يعي ما سيُقدم عليه ويعلم كيفية التحرك..
نواف سلام، الدخيل الذي فُرِض على الحياة السياسيّة اللّبنانيّة من دون الاستناد على اي معيار،
حين طرح اسمه لاول مرة اثر استقالة الرئيس سعد الحريري طرح معه تساؤلات حول تاريخ هذا الشخص وعلاقته بالسياسة اللّبنانيّة. واليوم مع تكرار السيناريو نفسه وطرح اسمه مجددا لرئاسة الحكومة اذا ما تم انتخاب لرئيس الجمهورية، يتساءل العالمون بالسياسة عن مواصفاته وصفاته. فهل تصلح لأن يتولى سدة رئاسة الحكومة؟

من السهل وبلمحة سريعة على تاريخ نواف سلام، القول ان لا وجود لهذا الشخص في قاموس الحياة السّياسيّة اللّبنانيّة، فعدا عن صفةِ "الموظف" التّي يحملها، لا دورًا له او موقفاً او رأياً سواء في القضايا السياسية او الاقتصادية والاجتماعية... لا هو عايش اوضاع لبنان ولا واكب ازمات البلاد بسبب وجوده الدائم خارج البلاد ما عدا بعض الزيارات القصيرة التي يقوم بها بين الحين والآخر.
اذاً لا سياسة ولا مبدأ يحكم سيرة هذا الرجل. هو "مدفوش" من جهات سياسيّة معيّنة لاعتلاء سدة رئاسة الحكومة.
ومهما تقمّص سلام بصوره الشّتى المُصطنعة، فالمضمون يبقى واحدًا ألا وهو جهله الأوضاع العامة اللبنانية، وعدم ادراكه لكيفية مواجهتها.

ليس هناك من خطة او استراتيجية لازمة لبنان يطرحها نواف سلام. ترشيحه يأتي من فراغ يستند فقط على التوافقية التي لم تعد المطلب الوحيد اليوم، فالتوافقية باتت تريد جملة من المواصفات والمعايير الأخرى التي تختلف وتتنوع تبعًا للمشاكل التي تحيط بالبلاد.
اذا كيف لرجل بعيد كل البعد عن الأوضاع العامة اللبنانية ان يكون رئيس حكومة لبنان؟
وكيف لسفير أن تُوليه الأطراف السياسيّة الثقة بعدما طالب بضمانات إبّان ترشحه سابقا للنيابة في حال لم يفز من سيعوّض عليه؟