يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص - مدارس رسمية فرغت صفوفها من تلاميذها.. هل هذه آخر سنواتها؟

Friday, March 10, 2023 8:58:54 AM



بقلم جاد الحكيم
خاص اللبنانية

على مدى قرابةِ الثلاثِ سنوات الأخيرة، لم يمرّ أيُّ عامٍ تربويّ "بسلامٍ" على المدارس الرسميّة، إذ أنَّ تكدّس المشاكل المتراكمة التّي تقاذقها وزراء التّربيّة من سنةٍ إلى سنة، لم تفضِ إلا بإعلانِ إعدامِ القطاعِ التّربويّ الرسميّ. وآخر فصول هذا الخراب المستشري يتمثلُ بهجرةِ الطّلاب من المدارس الرسميّة إلى الخاصة.. فماذا حصل خلال الشّهر الماضي؟


الإضراب الطّويل

بعد امتداد إضراب أساتذة التّعليم الرسميّ حوالي الشّهرين ونصف الشّهر، وبعد انقطاعٍ متواصلٍ عن التّعليم يُعتبر الأطولَ في لبنان من ناحية الإضراب المتواصل، لم يتحملْ الأهالي وزرَ تركِ أطفالهم من دون تعليم، فقرّروا أن يتّخذوا قرارَ مغادرةِ المدارس الرسمية والاتجاه إلى المدارس الخاصة، ليتقدموا خلال فترة الإضراب بطلبات نقل عبر كُتبٍ وجّهت إلى وزارة التربية، خوفًا من اللاعودة، وخطورة إنهاء العام الدراسي، خاصةً وأنَّ الطّلاب كانوا قد عادوا بعد عطلةٍ صيفيّةٍ أُجّل بعدها انطلاق العام الدراسيّ، حيث تلقوا التّعليم لقرابة الشّهرين ونصف الشّهر قبل الإنطلاق بالإضراب المفتوح.


نزوح مخيف

"الأعداد كبيرة، والأمر ينذر بما هو أخطر.." هذا ما أوضحته مديرة إحدى المدارس الرسمية التي تشير خلال حديثها مع موقعنا "اللّبنانيّة" إلى أن الأهالي فعليًا فقدوا الثقة بالقطاع الرسميّ لناحية استمرارية التّعليم، إذ أنَّ الخوف لدى بعضهم ارتفع منسوبه مع استمرار الإضراب ليتقدموا بطلب نقل أطفالهم، ليرتفع منسوب هذا الأمر رويدًا رويدًا..

توضح المديرة أن قرار الأهالي الذين قرّروا أن ينقلوا أطفالهم من التّعليم الرسميّ إلى الخاص هو قرارٌ نهائيّ، وأكّدوا لها بأنّه ولو حتّى فُكّ الإضراب فإنّهم لن يعاودوا تسجيلَ أبناءهم بالمدارسِ الرسميّة، إذ أنَّ الأزمة عايشوها على مدار السّنوات الماضية، و"تعلموا" حسب وصف المديرة.

الظاهرة تنتشر

مصادرٌ تربويّة تؤكد لموقعنا "اللبنانيّة" على أنَّ ظاهرة انتقال الطّلاب من المدارس الرسميّة إلى المدارس الخاصة لم تكن محصورة بمنطقةٍ واحدةٍ، إذ أن بيانات عديدة تشير إلى ارتفاعٍ كبيرٍ بأعداد طلاب المدارس الخاصة، وهذا ما يعني النّزوح الواسع من القطاع الرسميّ، إذ يشير المصدر إلى أنَّ ما يقارب ٣٠٪ من الأهالي الذين لم ينقلوا أطفالهم من القطاع الرسميّ إلى القطاعِ الخاص اتّخذوا القرارَ النّهائيّ بأن لا يسجلوا أولادهم في المدارس الرسميّة السنة المقبلة ولو لم يكن هناك أيُّ مؤشرٍ لإضراباتٍ قد تقام، إذ يؤكدون بأنّهم مستعدون لأن يقترضوا الأموال، ويرتّبوا على كاهلهم الديون كي لا يعانوا ما عانوه خلال السنوات الماضية. وهذا ما يوضح بأن الثقة ما بين الأهالي والقطاع الرسميّ باتت معدومة تقريبًا.


سببان للظاهرة

يكمل المصدر التربوي ليؤكد لموقعنا أن الكلام عن نسب وأرقام غير دقيق إلى حدّ الأن، إلا أنَّ الواقع صحيح، حيث أن عددَ د طلاب المدارس الرسميّة قد قلَّ بشكل كبير، وهذا عائد لأمرين: أولا النزوح من الرسمي إلى الخاص لأجل استكمال التعلم، وهذا ما يبرهن انخفاض أعداد الطلاب وخوف الأهالي على مستقبل أولادهم.. أما السبب الثاني فهو يتلخص بالتّسرب المدرسيّ، إذ يشير المصدر التربوي إلى أن ظاهرة مخيفة اجتاحت المدارس هذه السنة، وليس بسبب الإضراب إنّما قبل بدء العام الدراسيّ ألا وهي التّسرب المدرسيّ، وهذا ما سببه عدم قدرة الأهالي أصلاً على تسجيل أولادهم بمدارسَ رسميةٍ مجانيّة، وهذا ما يساهم أيضًا بارتفاع نسب انخفاض أعداد تلاميذ المدارس الرسميّة.

ريما، أمٌّ لثلاث أولاد تروي لموقعنا ما حدث معها هذه السنة من معاناة مع ابنها، إذ أشارت بأنّ ابنها البكر والذي يتحضّر لاختبارات الإمتحانات الرسمية المتوسطة عانى حرفيًا ضغوطات هذا العام وذلك بعدما اضطرت إلى نقله من مدرسةٍ خاصة إلى رسميّة بسببِ الأوضاع الإقتصاديّة. تقولُ ريما بأنَّ ابنها "عمر" عاش مرحلة صعبة إذ كان يتابع يوميًا خلال فترة الإضراب رفاقه الذين لم ينتقلوا معه إلى المدرسة الرسميّة كيف كانوا يقومون بأخذ الدرس تلو الدرس خلال فترة تعطيله القسرية، لتشير إلى أنّها اضطرت بعد مرور شهرٍ على الإضراب إلى تقديم طلب نقله من المدرسة الرسمية وإعادته إلى مدرسته الخاصة من خلال كتاب إلى وزارة التربية، مؤكدةً بأنّ هذا سيرتّب عليها أعباءً إقتصاديّة، إلا أنّها ستكون مضطرةً إلى القيام بهذه الخطوة.


الأمر مستمر على حاله

الوضع لا يزال إلى حد الآن سوداويّ، إذ يؤكّد مصدر أكاديمي لموقعنا "اللّبنانيّة" على أنَّ العودة غير محسومة بعد، خاصة وأن المدارس تُعاني بوضع برنامج الحصص التّعليمية، حيث رصدنا خلال متابعتنا بأنَّ بعض المدارس وخلال الأسبوع الفائت لم يكن لديها القدرة على تنويع الحصص الدراسيّة خلال اليوم الواحد، إذ أن الطّلاب كانوا مجبرين على أخذ حصص معينة مخصورة بمواد محدّدة خلال أسبوع كامل، وذلك يعود لسبب عدم التزام كافة الأساتذة بقرار العودة وفكّ الإضراب مؤقتًا.

تبقى الأنظار متّجهة ليوم الثلاثاء، حيث تشير الروابط بأنّه وفي حال لم ينفّذ وزير التّربية ما تعهّد به، فإنّ الروابط ستعود للإضراب من جديد، وهذا ما يطرح توازيًا نظرية انتهاء العام الدراسيّ.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان

خاص- حزب الله يستعد للمعركة الكبرى