يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

خاص - ترشيح "نواف" يشاغب على إرث صائب سلام أم يخبّىء خيارًا آخر يحاول "الثنائي" تلافيه؟

Saturday, March 4, 2023 8:18:52 AM


خاص اللبنانية

توقفت الأوساط السياسية عند المحاضرة التي ألقاها القاضي نواف سلام، ابن عم رئيس الحكومة السابق تمام سلام، في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية أمس تحت عنوان "الطائف في النص والممارسة: أين الخلل" والتي اعتبر البعض أنها تقدّم برنامج ترشيح نواف لرئاسة الحكومة، في ظل الحديث عن تسوية للاستحقاق الرئاسي يسوقها البعض وتقوم على معادلة: "سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية ونواف سلام رئيسًا للحكومة".

فتمّام الذي تولى رئاسة جمعية المقاصد (وقبله والده صائب سلام) لعشرات السنين، غاب عن حضور حفل ذكرى التأسيس الـ 145 للجمعية. ولكي يبرّر سبب غيابه، حضر ندوة في الصنائع بمشاركة الرئيس أمين الجميل. فرجّح مراقبون أن غياب تمّام عن الاحتفال قد يكون لتجنّب الاستماع إلى مداخلة نواف، معتبرين أن هناك تباين بين أركان العائلة السلامية نشأ مع ترشيح جهات داخلية وخارجية نواف لرئاسة الحكومة خلال عهد الرئيس ميشال عون، وعودة الحديث عن هذا الترشيح حاليًا في زمن الفراغ الرئاسي.

ومن الواضح أن تمَام لا تروق له فكرة ترشيح نواف لرئاسة الحكومة، سواء أكان هذا الترشيح جديًا أم مجرد مناورة تعتمدها الجهات التي ترشحه في مواجهة من يرشحون فرنجية لرئاسة الجمهورية، أو في مواجهة "الحريرية السياسية". وهذه الفرضية نابعة من أن العائلة السلامية جعلت إرثها السياسي تاريخيًا محصور برجل الاستقلال الرئيس صائب سلام ومن ثم لأولاده وأحفاده. فاستنادًا إلى هذا العرف وبعد رحيل الرئيس صائب سلام، تعاقب نجله تمام على المناصب النيابية والوزارية وصولًا إلى رئاسة الحكومة التي تولاها بين العامين 2014 و2016 ليعلق في العام 2022 عمله السياسي ويعتكف خوض الانتخابات النيابية في بيروت، تمامًا كما فعل الرئيس سعد الحريري.
لكن من الواضح أن تمّام سلام لا يعارض فكرة العودة إلى رئاسة الحكومة وللمقعد النيابي إذا ما سنحت له الفرصة. أما في حال قرر الاعتزال، فإنه يريد للإرث أن ينتقل إلى نجله صائب تمام سلام وليس لأي فرد ينتمي إلى أي فرع من فروع العائلة السلامية كي يبقى الإرث السياسي في بيت الراحل صائب سلام.

ولذلك، لا تستبعد بعض الأوساط السياسية نشوب خلاف داخل العائلة السلامية إذا ثبتت جدية ترشيح نواف لرئاسة الحكومة. علمًا أن الجميع بات يدرك حقيقة مفادها أن "الثنائي الشيعي" يفضل تمّام على نواف وهو يدفع في هذا الاتجاه قدر الإمكان. لكن اللافت أن الجهات المعنية بتسمية رئيسَي الجمهورية والحكومة (الأحزاب والكتل والنواب) ربما تشترط أنها ستوافق على الخيار الرئاسي لـ "الثنائي" مقابل تمسكها بتسمية رئيس الحكومة. وما تتوقف عنده الأوساط السياسية هنا، هو بروز اسم رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي كرئيس للحكومة، خصوصًا أنه يملك رؤية سيادية وإصلاحية شاملة تنقذ ما تبقى من اقتصاد لبنان وتضع حدًا للانهيار التاريخي الذي نشهده على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وما وصلنا إليه من تهميش وتدمير لمؤسسات الدولة ووظائفها.
ولكن ثمة من يقول أن "الثنائي الشيعي"، وتحديدًا حزب الله، هو من يسوّق معادلة: سليمان فرنجية ـ نواف سلام" في محاولة منه لقطع الطريق على مرشحين آخرين جديين لرئاسة الحكومة ومحاولة تطبيق معادلة: "القبول بالسيء أقل كلفةً من القبول بالأسوأ". فحزب الله لطالما عارض ترشيح نواف ولكنه الآن يسوق له كُرهًا بخيار آخر ربما يتّضح في الأيام المقبلة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة