يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

خاص - وفاة تلميذ داخل إحدى المدارس الخاصة.. اليكم التفاصيل

Friday, February 24, 2023 10:16:17 PM


بقلم جاد الحكيم
خاص اللبنانية

حرفيًا تعتبر هذه السنة من أسوأ السنوات على القطاع التربويّ. فهذا القطاع يعاني منذ سنوات من سوء الإدارة، والتخطيط، والاكتظاظ والاهمال.. ليخسر لبنان تباعًا مكانتهُ بين الدول العربية كمركزٍ أساسيّ للتعليم الأكاديمي.
اليوم تفاقمت الامور بحيث لحقت حادثة أليمة بأحد التلاميذ الذي توفي على اثر سقوطه على حجر اثناء لعبه كرة القدم في أحد ملاعب المدرسة، ليعاني بعدها من مضاعفات من المرجح ان جسمه لم يقدر على تحمّلها.
وفيما تتابع وزارة التربية حادثة الوفاة، لعلّ اسبابا كثيرة تجعل من ادارات المدارس تواجه حوادث بين الحين والآخر.

ترك المدارس الرسميّة

لعلّ دخول الاساتذة بصراعٍ جديّ مع وزارة التربية والدولة بشكل عام من أجل تأمين حقوقهم المهدورة ادى إلى نتائج سلبية، فإثر ذلك قرّر الأهالي سحب أولادهم من المدارس الرسمية وتسجيلهم في مدارس خاصة بحيث أن مصادر مواكبة لهذا الملف تشيرُ إلى أن هذه المدارس كانت تبدي إيجابيّة كاملة بعملية نقل الطلاب من المدارس الرسمية اليها.
لكن الأمر لم يتوقف فبعض المدارس الخاصة لم تكلّف نفسها عناء افتتاح صفوفٍ جديدة، بل قبلت اعدادا من الطلاب إلى حدّ أن فاقت قدرتها الإستيعابية بعشرات المرات.
وهو ما يظهر واضحًا عبر مشهد الصّف الممتلئ، فالصّف المعدّ لإستيعاب ٢٥ تلميذًا مثلاً قد وصل العدد داخله إلى أكثر من ٤٠، ليتكدّس الصّف بالطلاب مع أغراضهم الشخصية إلى درجة وصلت الأمور الى عدم تمكن العديد من المعلمات من التنقل بين الطّاولات والتّلاميذ.

التّكدس وآثاره

وللاكتظاظ الكبير تبعاته على مستوى الرقابة، وهو ما انعكس سلبًا في إحدى المدارس التي حصل فيها حادثة الوفاة.

وعليه، إن العدد الكبير والفائق للتلاميذ داخل المدارس بات يشكّل عبئًا سلبيًا كبيرًا إذ لم يعد باستطاعة المعلمين من ناحية أولى تحمّل هذه "المصيبة" الطّارئة حيث بات فعلا العدد خارج سيطرة أي معلم خاصة في تلك الصفوف التي يفوق عددها ٣٥ تلميذًا، ما ينعكس سلبًا أيضًا على الناحية الإفهامية، والتركيز، والإستيعاب خلال شرح الدرس.

نقص بالكادر التربوي

مصادرٌ تربويّة تؤكد خلال حديثها لموقعنا "اللّبنانيّة" على أن الإدارات تعمد فعليًا إلى وضع أعداد كبيرة من التلاميذ في صفوف واحدة وذلك لسببين اثنين:
أولاً: إن فتح صفوف جديدة للطلاب سيعود بآثار ماديّة سلبيّة على إدارة المدارس وذلك بسبب تكلفة تدفئة الصف بالاضافة الى الانارة التي باتت تعتبر عائقًا عند العديد من المدارس.
أما التوفير الأكبر فيكمن بحسب المصدر التربوي من خلال توفير أُجرة أساتذة إضافيين، إذ ترى إدارات المدارس الخاصة بأن حصر التلاميذ في صفوف واحدة هو أمر أوفر نسبيًا، ومن هنا يبدي المصدر استغرابه من هذه الخطوات غير المفهومة خاصةً وأن أعدادًا كبيرة من المدارس الخاصة تتقاضى رسوم التّسجيل بالدولار، ما يفتح الباب أمام إشكاليات كبيرة حول التّقاعس الكبير لناحية قيام هكذا مدارس بأعمالها أصولاً.

ثانيًا: يُعتبر الكادر التّعليمي كغيره من الكوادر الأخرى عرضة للندرة في لبنان، إذ سجّل لبنان وتوازيًا مع الأزمة الإقتصاديّة هجرة العديد من الأساتذة الذين حصلوا على عقود جيّدة في دول الخليج، ومن هنا يوضح أحد مدراء المدارس بأنّه يعاني من صعوبة لناحية توفير أساتذة بعض المواد الذين يتناقص عددهم يوميًا في لبنان خاصةً وأن عقود الفريش دولار التي تأتيهم من الخارج ستكون أفضل بكثير من معاشات المدارس المحليّة.

اذا يعيش القطاع التربوي أحد أبرز مواجهاته الملخّصة بالحفاظ على الطالب وصحته الجسديّة قبل العلمية، ومن هنا فإنَّ دورًا كبيرًا يتوقف على المدارس لناحية إيقاف هذه المسرحيّة الكبيرة في وقت لم تتوانَ أيّ إدارة عن طلب الدولار الفريش للتسجيل، فما هي حجّة المدارس وإدارتها بظلّ كلّ ما سبق على أبقاء طلاّبنا كبش محرقة أزمة اقتصادية وتربوية لا دخل لهم بها؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة