جانين ملاح
خاص اللبنانية

الإنتخابات البلدية في موعدها وهذا الأمر بات شبه مؤكد اذ أن كافة المعطيات التي تحيط بهذا الملف تؤكدُّ يومًا بعد يوم بأنَّ فرصة تأجيل هذا الاستحقاق أو التمديد الإستثنائي للمجالس الحالية تتضائل رويدًا رويدًا. فما بين مجلس النواب، والتمويل، وتغيير القانون الإنتخابي، أين هي الإنتخابات البلدية؟

معطيات كثيرة سجّل من خلالها وزير الداخلية والبلديات بسّام مولوي مواقف تفيد بأن الحكومة تسعى إلى تمرير الإنتخابات البلدية وهي ليست بصدد التمديد الثاني للمجالس الحالية، إذ يؤكد مولوي أن الإنتخابات ستجرى في أيار المقبل، فمن الناحية القانونيّة فإن مولوي مجبر على أن يقوم بدعوة الهيئات الناخبة في نيسان المقبل للمشاركة في العملية الانتخابية، ويؤكد ان تأجيل هذا الاستحقاق بالتمديد للمجالس البلدية لسنة جديدة ليس مطروحا وأنه وبدعم من الحكومة يصرّ على إنجازها في موعدها بشرط أن يتأمّن التمويل المطلوب، هذا عدا عن المطالبات، ورفع الصّوت عاليًا من قبل رؤساء المجالس الحالية الذين يواجهون أعتى العقبات والمشاكل، إذ أنّ ما يقارب 75% منهم يرفضون التمديد لهم لأنّهم ليسوا بصدد تحمل تبعات سنة جديدة من المسؤوليات تحت هول الأزمة الإقتصاديّة الحاصلة.

واقعيًا، التمديد للمجالس البلدية لا يمكن أن يحصل إلا بقرار من مجلس النواب بناء على اقتراح من الحكومة، وهو أمر شبه منعدم لسببين: اقتراح الحكومة، وانعقاد مجلس النواب.

إقتراح الحكومة واجتماعها

تقول اوساط سياسية لموقعنا "اللبنانية" ان اقتراح الحكومة لمجلس النواب لا يمكن أن يتم إلا من خلال الإجتماع، وهذا الأمر شبه مستحيل حاليًا إذ أن الأمور في الجلسات الماضية سارت عكس ما هو متوقع، حيث أن التجاذبات السياسية عقب الاجتماع والتصريحات التي خرجت بها الفرق السياسية هي أقرب إلى أن نكون داخل مزرعة لا دولة، فالمناكفات استمرت رغم الضغوط الهائلة التي يعاني منها الشعب والتي تستدعي تدخلاً من أي سلطة كانت للجم الحالة التي وصلنا إليها، ومن هنا، فإن اقتراح الحكومة واجتماعها لأجل البتّ باقتراح تمديد المجالس الحالية هو أمر شبه مستحيل ولو بالوقت الحاضر.

انعقاد مجلس النواب

من ناحية أخرى، تضيف للاوساط نفسها لموقعنا أنّ الحكومة وإن قرّرت التمديد للمجالس البلدية، فإن عرقلة تنتظرها تكمن في اشكالية انعقاد مجلس النواب خاصة وأن المجلس يعاني من انقسامات حادة خرجت الى العلن مؤخراً بعدما دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة قوبلت برفض من نواب يرون أنه من غير الجائز ان يكون هناك جلسات الآن وهذا ما يشير الى أن الانتخابات البلدية باتت قاب قوسين من حصولها إذ أن لا مجلس الوزراء ولا مجلس النواب سيجتمع بسبب الخلافات.

إبرة مورفين

مطّلعون على الملف يؤكدون لموقعنا "اللبنانيّة" بأنَّ هذه الإنتخابات تعتبر بالنّسبة إلى العديد من القوى السياسية فرصة لتخفيف الإحتقان، وحرف الأنظار عن الوضع القائم، إذ أن الإستثمار بشدّ العصب من جديد من قبلهم وإيهامهم "بالمسرحيات" المتوازية مع الإنتخابات النيابية السابقة سيساعد هذه الأحزاب والمسؤولين على تمرير الوقت.
من هنا تؤكّدُ هذه المصادر أنَّ الإنتخابات البلدية ستكون أُبر مخدرة لا أكثر سيلجم القادة السياسيون من خلالها نفور المجتمع.


انتخابات بظلّ فراغ

ويقول المطلعون ان عاملا مشتركا بين عامي ٢٠١٦ و٢٠٢٣ هو اجراء الإنتخابات البلدية في ظل فراغ رئاسي مع بعض الاختلافات في الظروف.
معلومات تشير إلى أنّ قوى سياسية ستضغط في الأيام المقبلة لإرجاء هذا الإستحقاق إذ ترى من وجهة نظرها بأن انتخابات رئاسة الجمهورية اولى من الاستحقاق البلدي نظرًا لرمزيتها.

يبقى الأكيد بأنّه ولو أعلن الوزير مولوي بأنّ وزارته جاهزة لوجيستيًا إلا أن الأحزاب لا ترى نفسها بأنّها مهيّأة لهذا الإستحقاق خاصةً في حال لم ينتخب رئيس للجمهورية قبل نهاية أيار موعد الإنتخابات البلدية، في ظل تأكيدات من جهات دستورية وقانونية تشير إلى أنّه ما من حائل يمنع حصول الإنتخابات البلدية قبل الإنتخابات الرئاسية وانتخابات عام ٢٠١٦ خير دليل على ذلك.