عاد ملف التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية إلى الواجهة مع دعامة جديدة تعكس الاهتمام العربي بالاستثمار في لبنان. ومثّلت شركة قطر للطاقة هذا المسعى من خلال انضمامها إلى التحالف الذي يضم شركتيّ توتال الفرنسية وإيني الإيطالية.
وانضمام قطر بعد انسحاب شركة نوفاتك الروسية من التحالف، استوجب تعديل اتفاقيّتيّ الاستكشاف والإنتاج. فكان وصول وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، إلى وزارة الطاقة والمياه في لبنان، إلى جانب المدير التنفيذي لمجموعة توتال انيرجيز باتريك بويانيه والمدير التنفيذي لمجموعة ايني كلاوديو ديسكالزي، إلى وزارة الطاقة، يوم الأحد 29 كانون الثاني، ولقائهم الوزير وليد فيّاض، بمثابة الترجمة الفعلية للدعم القطري للبنان، وهو ما أكّده الكعبي، معتبراً أن "قطر موجودة لدعم لبنان دائماً والشراكة النفطية هي باب من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية في لبنان". وأوضح أن اتفاقية الاستكشاف "مهمة كونها أتت عقب اتفاق ترسيم الحدود البحرية وهي فرصة لدعم التنمية الاقتصادية في لبنان".

وبعد لقاء فيّاض والكعبي وبويانيه وديسكالزي، جرى التوقيع على مجسّم للبلوكات النفطية الذي يضم البلوكين 4 و9. لينتقل بعدها الجميع إلى السراي الحكومي لإجراء التوقيع الرسمي للملحَقين التعديليّين لإتفاقيّتي الإستكشاف والإنتاج في الرقعتين 4 و9.

الكعبي: لدعم تنمية لبنان
وفي كلمته خلال حفل التوقيع، رأى الكعبي أنه "بموجب الاتفاقية، ستستحوذ قطر للطاقة على حصة 30 بالمئة في كلتا المنطقتين (البلوك 4 و9)". موضحاً أن "هذه ليست محاولة الاستكشاف الأولى في لبنان، لكنها محاولة جديدة لاستكشاف واعد في حوض شرق البحر المتوسط". مؤكّداً وجود قطر في هذه المنطقة، وتحديداً في قبرص.
الاتفاقية بنظر الكعبي "مهمة جداً للبنان وقطر للطاقة. وهناك العديد من العناصر التي تجعلها مهمة "وأحد هذه العناصر يتمثّل بكونها أتت في أعقاب التوصّل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية، والذي مهّد لنا الطريق لبدء هذا الجهد الطموح. أما بالنسبة لنا في قطر، فهذه الاتفاقية المهمة تمنحنا الفرصة لدعم التنمية الاقتصادية في لبنان، خلال هذا المنعطف الحرج".

ويأتي وجود قطر للطاقة في لبنان في سياق "الدعم الدائم لمستقبل أفضل للبنان وشعبه". بناءً على "توجيهات حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى، أمير دولة قطر"، وفق الكعبي الذي قدّم الشكر لـ"الحكومة اللبنانية ممثلة بدولة رئيس مجلس الوزراء، ومعالي الدكتور وليد فياض وزير الطاقة والمياه، وفريق العمل في الوزارة، وبهيئة إدارة قطاع البترول، على الدعم والتعاون الثمينين للوصول إلى هذا التفاق. وكل الشكر لشريكينا السيد باتريك بويانيه والسيد كلاوديو ديسكالزي، ولفرق العمل في توتال اينيرجيز وإيني وقطر للطاقة".

وأعرب الكعبي عن سعادته "بالعمل مع توتال اينيرجيز وإيني اللتان نتشارك معهما تاريخاً طويلاً من التعاون، وتتمتعان بفهم عميق للمنطقة وسجل حافل في الاستكشافات". وختم كلمته بالأمل في أن "تتكلّل الجهود بالنجاح لما فيه من مصلحة للبنان الحبيب وشعبه الشقيق".

ميقاتي: حدث استثنائي
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل حفل التوقيع، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الكعبي وبويانيه وديسكالزي، إلى جانب فيّاض. ورأى ميقاتي أن "دخول شركة قطر للطاقة واستحواذها على نسبة 30 في المئة من اتفاقيتي الاستكشاف والانتاج في البلوكين 4 و9 حدث مهم واستثنائي في قطاع الاستكشاف والانتاج، لما لشركة قطر للطاقة من مكانة وخبرة مرموقتين عالمياً في صناعة الغاز".
وأضاف أن "الاستثمار القطري في قطاع الطاقة يشكل شراكة استراتيجية بين لبنان ودولة قطر الشقيقة ويفتح الطريق مستقبلاً لاستثمارات عربية وخليجية على وجه الخصوص لما في مصلحة لبنان واشقائه العرب".
المدن