يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

المعارضة موحدة في مواجهة الانقلاب والتعطيل

Saturday, January 28, 2023 7:07:15 AM


فيما المواجهة القضائية لا تزال محتدمة ومتفجرة على رغم انحسار التطورات المتصلة بها، وانكفاء المتورطين في الانقلاب على التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت والمحقق طارق بيطار عن المشهد المباشر، تتسم الأجواء والمعطيات في شأن الاضرار المخيفة والتداعيات غير المسبوقة للانقلاب الحاصل بمزيد من الريبة والغموض، علما ان الأسبوع المقبل سيشهد فصولا جديدة توصف بانها تنطوي على قدر كبير من الخطورة. ذلك ان انحسار العاصفة القضائية امس لم يكن سوى هدنة ظرفية سريعة لن تطول اكثر من عطلة نهاية الأسبوع فيما تتوالى المؤشرات الى ان البلاد تقف عند مشارف تصعيد سياسي وقضائي واسع الأسبوع المقبل، تداخلت معه الملفات المتفجرة دفعة واحدة. واذا كان من دلالات جديدة على انفلات التداعيات الخطيرة للانقلاب القضائي على المحقق العدلي وعلى التحقيق نفسه، فهي برزت في رفع مستوى المواجهة السياسية لهذا الانقلاب وربطه أيضا بتعطيل الاستحقاق الرئاسي على ما جسدته وحدة الحال بين القوى والكتل المعارضة امس في اجتماع ما يفوق الـ41 نائبا منها في مجلس النواب واصدارهم بيانا موحدا.

هذا التطور لم يقف عند حدود توحيد الموقف الحاسم من ملف الانقلاب على القاضي بيطار وفقاً لما جاء في "النهار"، بل بموقف اخر لا يقل أهمية هو المناداة بجلسات مفتوحة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية . وبات في حكم المؤكد ان نشوء هذا التطور سينقل الصراع السياسي الى مرحلة تصعيدية لان القوى المعارضة كما تبين لن تتراجع عن رفض الجلسات التشريعية النيابية ولا عن مطلب الجلسات الانتخابية المفتوحة الامر الذي سيصعد المواجهة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في المقام الأول. وفي السياق، برز نداء – بيان موحد صدر امس من ساحة النجمة عن نواب ‏المعارضة والتغيير وعددهم 41 نائبا، اعتبروا فيه “اننا نشهد إنقلابا مُدمّراً بدأ باغتيال العدالة ‏في مقتلة بيروت التاريخية بقرارات ووسائل فاقدة للشرعية فلا مساومة على دم أبرياء 4 ‏آب”.

وتؤكد مصادر حزب «القوات» ل"الشرق الأوسط" أن هناك دفعاً باتجاه أن تنسحب وحدة الموقف المعارض في الملف القضائي لوحدة موقف في الملف الرئاسي، معتبرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «الرهان الإنقاذي الوحيد راهناً من أجل وصول رئيس قادر على الإنقاذ يتمتع بصفتي السيادة والإصلاح». وترى المصادر أن «ما حصل من مستجدات بملف المرفأ أزال خطوط التباين بين جزء من مكونات المعارضة»، لافتة إلى أن «الدينامية التي انطلقت ستؤدي إلى مزيد من وحدة الموقف ووحدة الصف؛ لأن الكل بات على يقين بأن الجميع مستهدف، وأن واجبنا التصدي للانقلاب المستمر في كل مرافق الدولة والذي طال مؤخراً القضاء».

من جهته، يؤكد النائب عن حزب «الكتائب» الياس حنكش أن «المحاولات لم تتوقف للوصول لأكبر عدد ممكن من نواب المعارضة الذين يصوتون لمرشح واحد»، معرباً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أمله بأن «ينسحب التفاهم حول مقاربة ملف المرفأ على الملف الرئاسي». ويشدد حنكش في الوقت عينه على «وجوب ألا تكون التوقعات كبيرة؛ لأن الموضوع حالياً محصور بتحقيقات المرفأ، والتفاهم هو على قضية مقدسة، وعلى رفض اغتصاب العدالة، أما رئاسياً فالأمور لا تزال معقدة، وحتى النائبان المعتصمان داخل مجلس النواب لا يصوتان للمرشح نفسه».

وفي مقابل التعويل القواتي - الكتائبي على إعادة توحيد صفوف المعارضة، يستبعد أحد نواب «التغيير» التوصل لأي تفاهم بين هذه القوى حول مرشح رئاسي بديل عن معوض، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا ثقة لدينا بالأحزاب المعارضة ولنا أسبابنا. هم عند أي منعطف يدخلون في مساومات، ولن يكونوا بعيدين عن توقيع اتفاق معراب جديد» (اتفاق «القوات» و«الوطني الحر» على انتخاب الرئيس ميشال عون).

وكان لافتاً عدم انضمام الحزب «التقدمي الاشتراكي» لتفاهم المعارضة حول كيفية مقاربة الملف القضائي، وقال مصدر نيابي في الحزب لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعتبر أنه لا يتوجب تسييس المسألة والحفاظ على ما تبقى من قضاء»، مشدداً على أن «التقدمي الاشتراكي ليس طرفاً في الصراع القضائي، ونحن قلنا منذ البداية إننا مع تحقيق العدالة، ونرفض أي استغلال سياسي للمسألة، إن وجد». وأشار المصدر إلى أن «الوضع الرئاسي لا يزال على حاله، والمساعي متواصلة لتحقيق خرق بجدار السقوف العالية».
وبعدما كان «التقدمي الاشتراكي» و«القوات» و«الكتائب» وعدد من النواب المستقلين يخوضون الانتخابات الرئاسية صفاً واحداً، آثر «التقدمي» التمايز مؤخراً بإعلان نيته التوجه لمقاطعة جلسات الانتخاب حتى إنجاز تفاهم وطني حول اسم الرئيس.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس الأب العام محفوظ: لنشر ثقافة الحوار والمحبة والصلاة لكي تتوقّف الحروب

مؤتمر صحافي مشترك للمطران تابت ومخرج فيلم "الله يراني" في كندا

وزير الثقافة التقى مديري الثانويات الرسمية: لطلاب طرابلس وأساتذتها دور أساسي في الفعاليات الثقافية

السنيورة أبرق معزيا بفؤاد السعد: شخصية قانونية إصلاحية

باسيل إلى عباءة بكركي لتعويم نفسه!

كيف سيكون الطقس في عيد الفصح؟

الراعي في رتبة سجدة الصليب: الخشبة أداة تحقير المجرمين وقتلهم حوّلها الإله المصلوب أداة خلاص للعالم وانتصار للمؤمنين

“الحزب” ينعى 3 من عناصره