يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

حسين الحسيني والشيعية السياسية

Friday, January 13, 2023 10:14:50 AM


بقلم جان الفغالي-نداء الوطن

لو أرادت الطائفة الشيعية إنصاف الرئيس حسين الحسيني، لأَقامت له تمثالاً في ساحة النجمة، فالرجل «حصَّل» لطائفته ما لم «يُحصِّله»، في الدستور، مَن سبقه مِن زعماء طائفته، ومَن أتى بعده. صحيح أنّ اتفاق «الطائف» أخذ من صلاحيات رئيس الجمهورية، ونقلها إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، وكانت ترجمتها العملية تعزيز صلاحيات رئيس الحكومة، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ «الطائف» أعطى كثيراً رئيس مجلس النواب، وهذه العطاءات تمّت بفضل الرئيس حسين الحسيني، ومن هذه العطاءات:

- أصبحت ولاية رئيس المجلس أربع سنوات بعدما كانت سنتين، وخاض الرئيس الحسيني حرباً ضروساً في الطائف من أجل تثبيت هذا المطلب، ومسألة تجديد الثقة به، بعد مرور سنتين على انتخابه، نظرية أكثر مما هي عملية.

- أصبح رئيس المجلس «شريكاً» في اختيار الرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة، حيث يرِد في دستور «الطائف» أنه يُجري رئيس الجمهورية استشارات نيابية ملزمة، يُطلِع عليها رئيس مجلس النواب.

- الإصرار على إعطاء الحيثية المستقلة لرئيس مجلس النواب من خلال استحداث مقر إقامة له على غرار القصر الجمهوري، وهذا لم يكن موجوداً من قبل.

- التوقيع الثالث إلى جانب توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ويتمثّل بتوقيع وزير المال.

كل هذه الإنجازات التي حقّقها لطائفته، لم تشفع به لدى النظام السوري الذي «منع» عودته إلى رئاسة مجلس النواب، مفتتحاً عهد الرئيس نبيه بري. «الأستاذ» أسقط «السيد» (حسين وليس حسن) في موقعين: رئاسة حركة «أمل»، ورئاسة مجلس النواب، متسلِّحاً بغطاء غير محدود من النظام السوري الذي لم يكن يرتاح كثيراً إلى مواقف الرئيس الحسيني، وكانت ذروة «الغضبة» السورية عليه، بعد الانتخابات النيابية عام 1992، آنذاك، حيث لم يحتمل النظام السوري سقف الانتقادات التي وجهها الرئيس الحسيني للعملية الانتخابية، وما شابها من تزوير، فكان العقاب بعدم عودته الى رئاسة المجلس.

أمرٌ آخر جعل النظام السوري حَذِراً من الرئيس الحسيني، وهو معارضته للرئيس الياس الهراوي، وقد تجلّت هذه المعارضة بالمواقف القاسية التي كان يعلنها الوزير ألبير منصور، حليف الرئيس الحسيني، ومعروف أنّ الرئيس الحسيني كان أحد عرّابي وصول رينيه معوض إلى رئاسة الجمهورية.

الرئيس الحسيني، كشخصية سياسية وازنة ومؤثرة في المجتمع السياسي الشيعي، يشبه السيد محمد حسين فضل الله، كمرجعية روحية وازنة ومؤثرة، الجامع المشترك بينهما انهما تعرّضا للتهميش على مستوى القرار: السيد حسن نصرالله تقدّم في التأثير على السيد محمد حسين فضل الله، والرئيس نبيه بري تقدّم على الرئيس الحسيني الذي «غاب» سياسياً ونيابياً قبل أن يغيِّبه الموت، تماماً كما تراجع تأثير السيد فضل الله. ومع ذلك يُسجَّل للرجلين، فضل الله والحسيني، أنهما رسّخا «الشيعية السياسية»، إلى درجة أنّ البعض يتحدث عن أنّ الطائفة تحوّلت من «طائفة المحرومين» إلى «طائفة الحارمين»، وإنْ كان هذا الاستنتاج يحتاج إلى نقاش.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟