يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خيارات باسيل ورصاصة الرحمة بعد ساعات….!

Monday, January 9, 2023 8:26:16 AM


بقلم المحامي لوسيان عون

انتهى شهر العسل بين الحليفين، بانتهاء عهد العماد عون في ٣١ تشرين الاول ٢٠٢٢، وبدأت رحلة الكرّ والفر على وقع تبلغ رئيس التيار جبران باسيل من أعلى هرم حزب الله – وجهاً لوجه في حارة حريك – أن الأخير غير راغب في دعمه في معركة رئاسة الجمهورية،وانه ( أي الحزب) قد أدى قسطه للعلى وقدم للتيار هدية ماسيّة هي عبارة عن عهد كامل متكامل بعدته وعديده وحاشيته وجبروته لست سنوات كانت فرصة ذهبية لاحكام القبض على مفاصل القرار اللبناني وتأمين ديمومة وتمديد اقله لست سنوات أخرى لو لم يفشل التيار في مقاربة الملفات والانغماس في وحول الفساد والهدر، فاسترسل في حالة السكر التي انتابته وكانت ثمالة انتهت به وبشعبه – ومن ضمنه ما يعرف بجمهور المقاومة – إلى جهنم الحمراء وهو ما زال قابعاً في نارها ولهيبها.
التيار التزم الصمت بعد رحيل العماد عون عن بعبدا وانتهاء ولايته، وكان ما شهده من تعاطٍ من قبل اركان حزب الله معه، ضمنه افهامه بطريقة غير مباشرة أنه لا يدعم ايصال باسيل الى سدة الرئاسة وان لم يكن عبر رسائل حادة، لكن الاجتماعات الثنائية والثلاثية التي قصد السيد نصرالله ام وسطاء عقدها والتي جمعت المرشحين فرنجيه وباسيل كانت كافية لجلاء الموقف وادراك أن حزب الله اتخذ قراره النهائي : ” لا لباسيل ،نعم لفرنجيه”.
هذا الجواب النهائي المسند لقرار قيادي حزبي دفع باسيل للتصعيد ،وكانت اشارات بلغت اوجها مع توجيه لومه الى نصرالله وانتقادات للحليف….
هنا بدأت الرسائل المباشرة تلو الأخرى، وبدأ التململ في اروقة ميرنا الشالوحي ،الى حد لوم بعض قياديي التيار كما النواب وكذلك المقربين حول مدى الهدف من التمسك بتفاهم مار مخايل،
على الارض بدأت الرسائل القاسية، والردود المتدرجةعلى مقولة نصرالله :” يللي بيلاقي حالو محرج بامكانه فك العلاقة بينه وبيننا” ….. فكان له ما اراد عبر امتناع باسيل على اعتباره من الصف الاول في التيار عن حضور الذكرى السنوية لاستشهاد سليماني والمهندس اذ اوفد النائب غسان عطالله لحضور المهرجان الخطابي دون سواه علماَ ان حضور التيار في مناسبات بهذا المستوى كان يشمل الصف الاول وعدد من الشخصيات من نواب ووزراء لا ينقصون عن عشرة.
انقضت الرسالة الاولى التنفيذية، وها هي الثانية الاقوى والأقسى على الطريق، وهي تتمثل بفك التحالف على مستوى توحيد اسم المرشح لرئاسة الجمهورية،
فكان أن كُلِّف النائب أسعد ضرغام بإبلاغ من يعنيهم الأمر وهم معروفين أن التيار سوف يطوي صفحة ” الورقة البيضاء” التي التزم بها طيلة عشر جلسات مع الثنائي في موقف موحد، وسيكون موقفه بمثابة إعلان فسخ هذا التحالف وشهر سيف الطلاق مع حلفائه، وسيسمي منفرداً أحد الأشخاص ليتوج مرشحاً رسمياً لرئاسة الجمهورية بعيداً عن أي تشاور أم تنسيق مع الثنائي وهذا ما سوف يشتت الأصوات” الممانعة أكثر فأكثر ويؤدي إلى إطلاق رصاصة الرحمة على قوة” الممانعة ” تحت قبة البرلمان.
لقد بدأ مشوار الفراق رسمياً وعلنياً على وقع سجالات وشتائم وحملات متبادلة بين انصار التيار وانصار الثنائي على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وتوازياً انطلقت التصاريح النارية ل ” صقور تيار باسيل” يطلقون العنان لمهاجمة التحالف وتفاهم تموز ٢٠٠٦، وعلى ما يبدو ،لم يعد باسيل نفسه يعمل لضبط هؤلاء بل ترك لهم خيار اطلاق العيارات النارية الثقيلة بعدما أيقن أن الثنائي ضاق ذرعاً بخياراته المحرجة والضاغطة لتبني ترشيحه،
ومن الآن فصاعداً ينتظر المطلعون ردود الثنائي على مواقف باسيل التصعيدية ، وقد تترجم بتبني الحزب والحركة لأحد المرشحين الغير بعيدين عن فلك بكركي والمعارضة، بعدما فتح حرد باسيل قنوات جديدة في المواقف والتعاطي مع ملف شائك ومعقد قد تتسبب ارتداداته بما لا يحمد عقباه على المستويات السياسية والمعيشية والاقتصادية والمالية وربما الامنية.
الثابت أن الثنائي اقتنع أن منطق ” انا او لا احد” لم يعد يجدِ في هذه الظروف بالتزامن مع تصعيد قضائي دولي بدأت ملامحه، وبات هناك قناعة جدية بان البحث عن حيادي غير حزبي ترضى عنه بكركي كما المجتمع الدولي بات حاجة ملحة خاصة وأن خيار الورقة البيضاء إرضاء لباسيل قد أضر جمهور الثنائي قبل سواه لمصلحة خصومه من المعارضين ،لأن الازمة المعيشية الخانقة لن يحلها مجاراة التيار لغاية في نفس يعقوب بل رئيس بمواصفات الحد الادنى على ان الخط الاحمر الوحيد الذي بات يفترض تجنبه على ما أعلنه السيد نصرالله ألا يطعن بظهر المقاومة على حد تعبيره ما اعتبره المراقبون تنازلاً بارزاً على مستوى ترشيح شخص من قبل الثنائي. فهل هذه كلمة السر لاعطاء قائد الجيش الضوء الأخضر إن أعطى حزب الله ضمانات بعدم مهاجمته على مدى ست سنوات مقبلة فلن يعد يبقى سوى هندسة جلسة انتخاب رئيس يصار قبلها مباشرة الى تعديل المادة ٤٩ من الدستور – ولمرة واحدة – كما درجت عليه العادة توطئة لانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً مع تبرير الإجراء والخيار معاً بأنه ” تعهد بانه لن يطعن المقاومة في ظهرها” ؟!

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟