يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

عام جديد رئيس جديد على خطى الرئيس عون

Thursday, January 5, 2023 10:40:53 AM

بقلم حبيب البستاني
يمكن لأيٍ كان أن يتهم الرئيس عون بما يشاء، وهذا عائد لمواقف مسبقة واتهامات باطلة ولكن ثلاثة أقانيم لا يمكن المس بها لدى فخامته: أولاً نظافة الكف، ثانياً صلابة الموقف ثالثاً الانتماء للبنان كوطن نهائي تحكمه العدالة والمؤسسات.
ومع مجيء العام الجديد وأماني العام الجديد يتطلع اللبنانيون كل اللبنانيين إلى رجل قوي صلب يتسلم سدة الرئاسة ويستكمل مسيرة العماد عون التي حالت ظروف الفساد وسطوة الفاسدين المرتهنين للخارج دون استكمالها. وهنا نتساءل مع المواطن العادي، من لا يريد كشف الفاسدين وسوقهم إلى المحاسبة؟ من لا يريد التدقيق الجنائي في المصرف المركزي وكل وزارات الدولة ومؤسساتها ومعرفة المتورطين بالأسماء؟ من لا يريد لبنان الحداثة لبنان الدولة المدنية التي لا تتحكم فيه الطائفية والمذهبية البغيضة؟ من لا يريد فصل الدين عن الدولة؟ من لا يريد إلغاء الطائفية، ووضع قانون موحد للأحوال الشخصية يتساوى فيه الجميع بدون استثناء أمام القانون؟ فيصبح الزواج المدني الإجباري ملزماً ونظام الإرث موحداً يتساوى فيه الجميع من ذكور وإناث ومن مختلف الطوائف والمذاهب والديانات. فلا يضطر، على سبيل المثال لا الحصر، أن يتشيع رئيس الحكومة الأسبق رياض الصلح ليتمكن من توريث بنانه. من من اللبنانييين لا يريد قانوناً عصرياً للانتخابات خارج القيد الطائفي، فيصبح للبنان مجلسين واحد تُحترم فيه الديانات ويدعى مجلس الشيوخ وتُناقش فيه المواضيع الكبيرة التي تتعلق بمصير لبنان كوطن علماني تتعايش فيه كل الديانات، ومجلس نواب لا طائفي تُناقش فيه المشاريع العادية التي تتعلق بحياة اللبنانيين كل اللبنانيين؟
لا يختلف اثنان من اللبنانيين على صوابية كل هذه الشعارات والمبادىْ التي رفعها العماد عون، فتمت معارضة كل ذلك تارة بإسم الدين وطوراً بإسم السيادة، وفي كل مرة كانت تعلن هذه المواضيع كان موضوع السيادة وكقميص عثمان يُرفع من قبل المتضررين في وجه الرئيس عون، محاولين بذلك تغطية "السماوات بالأبوات" متناسين أن الرئيس عون هو أول من طالب بالاستراتيجية الدفاعية، وهو وفي أول دخول له إلى المجلس النيابي كان أول من طالب بمعرفة المناطق والأراضي الخارجة عن سيطرة الدولة، فحورب في المرة الأولى بالحلف الرباعي، ومن ثم بعدما أصبح رئيساً حورب بعدم تلبية نداءاته المتكررة إلى طاولات الحوار التي دعى إليها في القصر الجمهوري والتي طالب فيها بمعالجة كل المواضيع الحساسة من اقتصادية ومعيشية وسيادية.
من هنا فإن كل هذه المواضيع والمشاريع بحاجة إلى استكمال ومتابعة من قبل الرئيس العتيد، الذي لا يمكن أن يأتي إلا من خط الرئيس عون، مؤمناً بروحية المبادىْ والأسس التي انتهجها العماد عون طيلة فترة ولايته الرئاسية. وبالتالي فإن اللبنانيين لن يقبلوا برئيس "كيف ما كان وبما تيسر"، يعني من حواضر البيت بل يريدون رئيساً يحكم، ولا يُحكم، رئيساً مدعوماً بقوة الشعب والمؤسسات، رئيساً خبر الحياة السياسية ويعرف جيداً دهاليز المنافقين والدجالين، رئيساً لا يخاف من قول الحق والجهر بالحقيقة، رئيساً لا ينشد الإجماع بل ينشد العدالة، بغض النظر عن الجهات الداعمة لمنطق الباطل من خارجية وداخلية.
قد يعتبر بعضهم أنه وإذا استمر اللبنانيون بالمطالبة برئيس قوي يتمتع بكل هذه المواصفات فإن انتظارهم سيطول، وأن البعض بدأ يهول بضياع فرصة المسيحيين والموارنة تحديداً بالحصول على الرئاسة، ولكن الأحداث والتاريخ أثبتت أن صلابة الموقف والمطالبة بالحق سيجبر العالم للسير بما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، إذ ماذا ينفع اللبنانيون إن ربحوا الرئاسة وخسروا لبنان؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟