خاص اللبنانية
جاد الحكيم

وضربوا ضربتهم، ولاذوا بالفرار.. فعلى ما يبدو فإن اللبنانيين لم يسلموا من بطش سلطاتهم إلى أن اصطدموا ببعض من السماسرة الذين قرروا أن يخالفوا القانون على دفعتين، فما الذي يحصل في بيروت؟

منذ بداية المونديال، تشهد مقاهي بيروت حركة سمسرة كبيرة تتركز على مباريات المونديال، حيث لجأ اللبنانيون إلى هذه الخطوة ليستحصلوا على أموال وأرباح بشكل سريع وكبير، حيث كان هؤلاء يلجأون لسماسرة يتلطون وراء المقاهي الشعبية ويودعون أموالهم، وإن صحت توقعاتهم بشأن المباريات فإنّ ما دفعوه سيسترجعونه أضعافا وأضعاف، حيث تبدأ المراهنات من ١٠٠ ألف ليرة لبنانية وصولا إلى ما يفوق ٥٠ مليون ليرة، هذا عدا عن السماسرة الذين لا يتعاملون إلا بالفريش دولار.

إلا أن ما حصل معهم لم يكن بالحسبان، حيث أنه وبدون سابق إنذار، وعلى وقع ارتفاع الدولار، همَّ السماسرة بالهروب إلى خارج لبنان حاملين معهم الأموال المودعة لديهم، ضاربين بعرض الحائط كافة الرهانات التي تمت، ليخسر بالتالي المراهنون الذين أصابوا بتوقعاتهم أموالهم المودعة أولاً، بالإضافة إلى أرباحهم من هذه الرهانات.
وفي معلومات لموقعنا "اللبنانية" فإن معظم سماسرة المضاربات، وبعد حجزهم لأموال المراهنين وعدم دفعها مباشرة بعد نهاية المباريات، قرّروا أن يستفيدوا من بلبلة الدولار الحاصلة، والهرب إلى خارج لبنان.

الأمر لم يقتصر على مراهني المباريات، بل امتد إلى مراهني دولار السوق السوداء، حيث أن بعضاً من الصرافين الذين وضعت لديهم أمانات مالية، حجزوا على هذه الأمانات وهربوا بها بعد أن ارتفع سعر السوق لما يناهز ٤٣ ألف للدولار في وقت كانوا هؤلاء مراهنين على نزوله، ليتفاجأوا بما حصل من ارتفاع، ولاذوا بالفرار.

كانت بادية البلبلة من الذي حصل، وذلك من خلال انتشار رسائل صوتية توضح حجم الخسارة الكبيرة، إذ يشير هؤلاء لموقعنا إلى أن كبار الصرافين فعلاً حجزوا على الأمانات وهمّوا بالهروب، مشيرين إلى أن كل ما حصل هو تحت علم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.