يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

خاص - ميقاتي الحائر والغارق في الفضائح والقلق على المصير

Wednesday, December 14, 2022 9:42:16 AM


خاص اللبنانية

في زمن البحث عن رئيس جمهورية جديد يحاول رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استكشاف ما سيكون عليه مصيره في العهد الرئاسي الجديد، فهو لم يعد نائبا في البرلمان لانه لم يخض غمار الانتخابات النيابية الاخيرة لان المنظومة التي ينتمي اليها فرضت عليه وعلى كل وزراء حكومته عدم الترشح للانتخابات ضمانا لعدم تدخل السلطة وصرف النفوذ في العملية الانتخابية.
في الظاهر يبدي ميقاتي زهدا في الكرسي الحكومي ويوحي انه ليس براغب في احتلالها مجدداً، ولكن تصرفاته توحي بعكس ذلك، ويعتبر انه الاجدر بتولي رئاسة حكومة العهد المقبل ويعتبر انه "الاكثر تمثيلا" لبيئته في غياب الرئيس سعد الحريري، وتراجع حظوظ الرئيس فؤاد السنيورة الذي فشلت لائحته فيالانتخبات النيابية، ووقوف الرئيس تمام سلام في موقع المتفرج كما يوحي، مع انه غير متفرج، ولا يبدي مخاوف من وصول شخصيات تغييرية سنية الى رئاسة الحكومة في زمن النقمة العارمة على المنظومة التي ينتمي اليها والمسؤولة عن خراب البلاد.
ومنذ سنوات وسنوات يحاول ميقاتي خطب ود المملكة العربية السعودية ولكن دون جدوى، فالسعوديون يعطونه من طرف اللسان حلاوة سرعان ما تذوب في حلقه ويتبلسه القلق مجددا لشعوره ان ما يبديه السعوديون من ود تجاهه لا يعدو كونه مجاملات يبدونها معه ومع غيره، وهو يدرك انه يصنفونه على انه في "المحور الآخر" منذ ان تولى رئاسة الحكومة مطلع العام 2011 على انقاض حكومة الرئيس سعد الحريري التي اقيلت باستقالة ثلث اعضائها نهاية العام 2010 عندما كان يهم لدخول "البيت الابيض" لمقابلة الرئيس الاميركي آنذاك.
لم يتجاوب السعوديون الى الآن مع رغبة ميقاتي في ان يتبنوه مثلما تبنوا كثيرين من رؤساء الحكومات ، ولكنه "تفاءل خيرا" عند تلقيه قبل اسابيع دعوة السفير السعودي وليد البخاري الى منتدى "الطائف33" في قصر الاونيسكو ليتبين ان هذه الدعوة لم توجه اليه خصيصا وانما لكثير من القيادات والشخصيات السياسية اللبنانية.
ثم تفاءل ميقاتي "خيرا" بإمكان حصول انفتاح سعودي عليه اثر تلقيه قبل اسبوع دعوة من الملك السعودي الى حضور "القمة العربية ـ الصينية" التي انعقدت في الرياض قبل ايام لمناسبة زيارة الرئيس الصيني للمملكة، ومنن النفس في امكان ان يلتقي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان، ليحاول ان يقدم لهما اوراق اعتماده للمرحلة المقبلة في لبنان في ان يستمر البديل للحريري المستبعد سعوديا حتى أشعار آخر، ولكن لم يتعد الامر المصافحة العابرة وتبادل التحيات اولا ليقتصر الامر لاحقا على لقاء بينه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قيل انه دام نصف ساعة وجاء نتيجة وساطة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدى القيادة السعودية. وكانت نتيجة اللقاء ان ميقاتي لم ينل شيئا وكان الموقف السعودي الذي ابلغه بن سلمان اليه هو : انتخابا رئيس جمهورية جديد وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة داخليا وعربيا ودوليا. اما المساعدات للبنان فستبقى من هلال الصندوق السعودي ـ الفرنسي فقط. ما يعني ان ميقاتي عاد من الرياض خالي الوفاض املا بلقاء اخر مع بن سلمان لا موعد محددا له.
اما حفاوة الاستقبال فهي كانت كغيرها من الحفاوات ببقية ضيوف القمة ولم يكن فيها ما هو مميز وهادف.
* ما يراهن عليه ميقاتي داخليا هو ان يتولى قائد الجيش العماد جوزف عون لانه يعتقد ان عون سيكون مقبولا لدى فريقي الموالاة والمعارضة، وانه هو شخصيا سيكون مثله مقبولا لدى هذين الفريقين، رغم انه يدرك ان العلاقة بينه وبين حزب الله وحلفائه تمر منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون تمر بشبه قطيعة لاسباب كثيرة منها عدم مبادرته الى اتخاذ مواقف حاسمة سواء على مستوى اقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة او على مستوى تأليف الحكومة في حينه وقبول المساعدات الايرانية النفطية وغير النفطية. اذ تبين للحزب ان لدى ميقاتي مخاوف من تسليط سيف العقوبات الاميركية عليه إن هو قبل الهبات الايرانية او تجرأ على اقالة سلامة. كذلك تبين للحزب ان تأليف الحكومة الذي الح عليه بقوة لانجازه، انما عطله نتيجة اتفاق ضمني مسبق او "قطبة مخفية" بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري لمنع عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من تحقيق اي مكاسب في السلطة سواء حصل الفراغ الرئاسي او انتخب رئيس جديد تمكنهما من التحكم بالعهد الرئاسي الجديد.
ولذلك يؤيد ميقاتي بشدة وصول قائد الجيش الى رئاسة الجمهورية لانه يتيح له احتمال ان يكون "جائزة ترضية" للذين يعارضون القائد وعلى رأسهم حزب الله وحلفائه، ولكن فاته انه ربما يكون لدى هؤلاء وفي ضوء تجربتهم السيئة معه في التردد وعدم اتخاذ القرار، شخصية اخرى غيره سيعملون مع الفريق الآخر لايصالها الى رئاسة الحكومة.
* لا يتمنى ميقاتي ضمناً وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فؤنجية لرئاسة الجمهورية ، لان ذلك سيعدمه فرصة تولي رئاسة الحكومة لانه مقابل فرنجية المحسوب على محور المقاومة والممانعة سيكون رئيس الحكومة حتما وحكماً من المعارضة في اطار ما تفرضته معادلة "التوافق" على رئيس الجمهورية الجديد.
على انه فات ميقاتي ان الاوراق التي يلعبها كلها محروقة ولم يدرك بعد ان الظروف التي اوصلته الى رئاسة الحكومة الحالية، تغيرت بعد الانتخابات النيابية، اولا لان حكومته فشلت حتى في ادارة الازمة، وثانيا لان عامة اللبنانيين ومعهم المجتمع الدولي ينبذون المنظومة السياسية الفاسدة التي ينتمي ميقاتي اليها ويتطلعون الى تشكيل حكومة فاعلة يتولاها رئاستها شخص موثوق ينتمي الى جيل التغييريين الجديين لا التغييريين الشعاراتيين والمرحليين الجائعين الى السلطة
وفات ميقاتي ايضا ان لديه من اوراق الضعف ما يجعله عاجزا عن الوصول الى رئاسة حكومة العهد الجديد، ايا كان رئيس الجمهورية الجديد، فما ينشر عنه في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام سابقا والآن يكشف كم هو في حال تراجع الى حدود انعدام اي فرصة جديدة له في الحياة السياسية لانه ما دخل الى السلطة يوما ومارسها الا تحت سقف مصالحه الشخصية التي نفرت الاقربين والابعدين منه.
فضائح بالجملة
فلقد كوّن ميقاتي ثروته بطرق ملتوية كما يعرف الجميع من خلال لاتي:
ـ انشاء اول شبكة هاتف نقال غير شرعية وعلى حساب شبكة اتصالات الدولة عام 1990 وتقاضى 2 دولار عن كل دقيقة تخابر . ثم تقاضى 500 دولار عن كل رقم هاتف خلوي ثابت قبل تأسيس شبكة الهاتف الخلوي في لبنان
ـ امتلكت شركته “seltec” نسبة مئوية من البنية التحتية لكل شبكات الهاتف الخلوي( cellis &libancell) عام 1994 التي اصبحت الان alfa&mtc التي تجعل$$ من كل مكالمة او سالة نصية او ميغابايتمن البيانات والخدمات يدفعها كل لبنان لديه هاتف خلوي.
ـ تمتلك شركته areeba البوابة الرئيسيةلبطاقات الائتمان في لبنان وحصريا في السوق الحرة في بيروت وتحصل على نسبة مئوية عن كل معاملة.
ـ تم تصميم مواقع libam post لتبدو وكأنها خدمة حكومية ولكنها تشكل نسبة مئوية عن كل خدمة والملاحظ ان لكل مكتب من مكاتب libanpost برج هاتف محمول على سطح البناء الذي يشغله.
والى ذلك هناك دعوى مقامة على ميقاتي ونجله ماهر ونجل شقيقه عزمي طه ميقاتي وبنك عودة امام المحكمة الاستئنافية في بيروت بتهمة مخالافة المادة الاولى من قانون الاثراء غير المشروع بالحصول على قروض سكنية مدعومة من مصرف لبنان بطريقة مخالفة لاحكام المادة العاشرة من القرار الاساسي الرقم 7853 الصادر عن مصرف لبنان.
لقطات ديبلوماسية
* تكون لدى ديبلوماسيين أوروبيين رفيعي المستوى انطباع بأن مقاربة ميقاتي للكثير من المسائل في الآونة الأخيرة تغيرت نتيجة عدم إحاطة كاملة بالمعطيات المرتبطة بجلسة مجلس الوزراء الاخيرة بما لا يتوافق مع شخصيته المتّسمة بالدقة والحنكة، وكذلك نتيجة تقصير ماكينته السياسية والإعلامية التي يقودها النائب السابق نقولا نحاس، ما وضعه في صورة مغايرة للحقيقة أو مغالطة لها".

* يقول الديبلوماسي الأوروبي أن ميقاتي في دعوته الى جلسة مجلس الوزراء الاخيرة اتكأ حصرا على دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعلى تشاور سريع مع حزب الله،وأهمل الجانب الأهم وهو موقف القوى المسيحية سياسية وروحية. بدليل ان تقدير ماكينته السياسية والإعلامية كان أن 4 من الوزراء فقط سيقاطعون الجلسة .

* يقول ديبلوماسي عربي رفيع في مجالسه ان ميقاتي ربطا بالأزمة الحكومية، “سلّم كل أوراقه الى حزب الله، وكذلك سلّمه مستقبله السياسي. إذ استعان بالحزب لتغطية دعوته الى الجلسة الحكومية ولضغط من أجل تأمين نصاب الثلثين، واستجاب له في تصغير حجم جدول أعمال مجلس الوزراء، حتى تبيّن أن أحد وزراء الثنائي الشيعي هو من تولّى مراجعة الجدول وشطب 40 بندا منه,
ويضيف هذا الديبلوماسي العربي أن "ميقاتي عاد الى تموضعه عام2011 حيث كان في صلب قوى 8 آذار، وعاد جزءا منها لو بحلّة جديدة ومنقّحة.
* في جردة حساب سريعة لفضائح ميقاتي الذي يتسلم الحكم اليوم في البلاد، يظهر الآتي:.
ـ برز اسم ميقاتي في مشاريع استقصائية دولية كونه ناشط في مجال تأسيس شركات الـ"أوفشور"، والتهرب الضريبي..

* من وثائق "بارادايس" الى وثائق ميانمار، وصولا الى الضجّة التي اثارتها مواقع إخبارية حول ارتباط إسم ميقاتي بقضية إحالة ملف الخطوط الجوية الملكية الأردنية إلى هيئة مكافحة الفساد الأردنية، وتدخل الحكومة للتعويض عن المستثمر "الاجنبي" ميقاتي.

* نقل أسقف ماروني في معرض تعليقه على تعميم ميقاتي باستبدال توقيع رئيس الجمهورية على المراسيم الجمهورية بتوقيعين عائدين له،بان سفيرة فرنسا آن غريو نقلت الى البطريركية الماؤونية باسم الرئيس إيمانويل ماكرون رسالة مفادها أن “انتبهوا من ميقاتي وممّا هو فاعل في حال الفراغ الرئاسي”. وقال الاسقف: “على ما يظهران ميقاتي لم يكذّب خبرا”.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة