يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص - واقع الألعاب الإلكترونية في لبنان.. فرق تصل للعالمية بميزانية زهيدة

Saturday, December 10, 2022 3:43:17 PM

خاص اللبنانية
بقلم جاد الحكيم

لم يعد عالم الألعاب الإلكترونية مصطلحاً عابراً في معظم الدول إذ أن هذا العالم بات حقاً يشكل مدخولاً كبيراً وضخماً جداً، إذ فتح آفاقاً كبيرة وصل العالم أجمع بدءاً من الدول العربية فالعالمية، حيث شكّل هو الآخر قرية كونية كبيرة يجتمع تحتها أرباب هذه الصناعة ليستحصلوا من خلالها على مئات الآلاف، لا بل حتى الملايين من الدولارات. فكيف هو الوضع محلياً؟

إنترنت وكهرباء

في لبنان الذي يعاني الأمرين من أمور على الصعيد التّقني، بات يكون ضرباً من الخيال أن يستثمر الشخص رأس ماله بعالم الألعاب الإلكترونية، إذ أن البلد هو غير مهيئ تماماً لاستقطاب هذا النوع من الإستثمارات علماً بأن ٣.٢ مليار لاعب هو العدد الكبير للاعبين حول العالم.
من ناحية أولى لبنان يفتقد تماماً للطاقة الكهربائية، ما ينعكس سلباً على أداء اللاعبين المتواصل، خاصةً وأن عالم الألعاب يستلزم أن يكون هناك تواجد مباشر و يومي وعلى مدار الساعات للاعبين، علماً أن بعضهم استطاع أن يحلَّ هذه المشكلة من خلال اللجوء لحلول الطاقة البديلة، إلا أن مشكلة أخرى لا حل فردي لها حسب تعبيرهم تتعلق بمشكلة سرعة الإنترنت، فيوضح اللاعب اللبناني ريّان الرّماح إلى أن أزمة الإنترنت تعتبر من أكبر وأهم المشاكل، إذ أن سرعة الإنترنت الخفيفة مقارنة مع الدول العربية والعالمية تعتبر عائقاً أمام تقديم اللاعب أفضل ما يملك، ما يضعه بمراتب متأخرة أمام غيره من اللاعبين المتواجدين في الدول التي أعطت حكوماتها اهتماماً خاصاً لهذا النّوع من الألعاب.


إنجازات لبنانية

محلياً كثيرةٌ هي الفرق اللبنانية التي كافحت وقامت بالمستحيل لأجل تحقيق أهداف ترفع من خلالها اسم لبنان، ومن هنا يذهب اللاعب اللبناني جاد عاصي إلى سرد رحلة فريقه الذي أسسه من الصفر لأجل منافسة أقوى الفرق العالمية والعربية، ورفع اسم لبنان عالياً محتلين المراتب الأولى. وبحديث خاص مع موقعنا أشار عاصي إلى أن عالم الألعاب الإلكترونية في لبنان يعتبر منفذاً ومخرجاً كبيراً وأساسياً لأي شاب أو شابة يسعى من خلاله إلى كسب الأموال بظل الأزمة الإقتصادية الراهنة، ويشير عاصي مؤسس فريق T4M إلى أن العمل المتفاني الذي يقوم به اللاعبون لا يُلاقى بأي تحرك جدي من قبل الدولة، أو حتى من قبل الوزارات المعنية، حيث لا كهرباء مؤمنة، ولا البنى التحتية اللازمة لهذه اللعبة نستطيع أن نجد سبيلاً لها في لبنان.

هذا الفريق اللبناني لم تقف طموحاته عند حدود البلد، لا بل بظل الأزمات التي يتخبط بها لبنان استطاع أن يحقق أهم المراكز سواء محلياً أو عربياً وحتى عالميا، فعلى الصعيد العربي، لم يوفر الفريق اللبناني فرصة إلا واستطاع من خلالها أن يصل للمراكز الأولى، أما أوروبياً فقد لمع نجمه وسط فرق أوروبية، وأجنبية تتمتع بدعم يضاهي مئات الآلاف من الدولارات، حيث يشير اللاعب جاد عاصي إلى أنّه ورغم الصعاب التي عانى منها الفريق استطعنا أن نجابه أهم الفرق محققين المركز السادس على صعيد القارة الأوروبية ضمن أقوى المنافسات الإلكترونية.


مداخيل بالمليارات

محلياً لا يخفِ جاد عاصي النتائج الإيجابية للعب الإلكتروني إذ يشدد على أن هذا العالم يحقق أرباحاً جيدة سواء من خلال المشاركة بالبطولات التي يرى فيها اللاعب اللبناني فرصة للربح، أو من خلال البثوث المباشرة، التي يتم خلالها دعم اللاعب من خلال إرسال الدعم عبر هدايا متعددة ولو كان الدعم متواضعاً.

هذا محلياً، أما عربياً مثلاً فالواقع مختلف تماماً حيث أن الحكومات باتت تبني خططاً استراتيجية للألعاب الإلكترونية إذ تخطط مثلا دولة السعودية إلى إنشاء ما يقارب 250 شركة ألعاب إلكترونية، طامحة لجني 50 مليار ريال، وأعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية عن استراتيجية المجموعة التي تستهدف تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى توفير 39 ألف وظيفة بحلول العام 2030.

أما محلياً ففعلياً لاتزال الفرق اللبنانية تنافس لوحدها باللحم الحي، دون أي دعم يذكر، محققة أرقام كبيرة، ومن هنا يروي جاد عاصي كيف اجتمع فريقه، وقرروا خوض غمار رحلة الألعاب الإلكترونية برأسمال لا يتجاوز 400$ يقتطعه من راتبه الوظيفي الشهري.
نتائج هكذا فرق تؤكد مراراً وتكراراً على أن شباب وشابات لبنان مستعدون على الدوام لأن يقدموا ويضحوا لأجل رفع اسم لبنان عالياً ولو لم يكن هناك أي تقدير رسمي لهم.

فرصة للنهوص

أوساط تؤكد لموقعنا إلى أن لبنان فعلياً يعتبر أرضاً خصبة لصناعة الألعاب الإلكترونية، حيث تذهب هذه الأوساط بعيداً لتشير إلى أن الخطط الجدية من قبل الوزارات المعنية، ورصد الموازنات المناسبة من شأنها أن تجعل من قطاع عالم الألعاب الإلكترونية قطاعاً قائماً بحد ذاته يدرُّ للخزينة اللبنانية ملايين من الدولارات. وتضيف هذه الأوساط إلى أن ما هو مطلوب اليوم طلبان لا ثالث لهما، الكهرباء والإنترنت السريع، فطالما تواجدا فإن هذا القطاع سيكون له استثنائية خاصة في الشرق الأوسط.

جهات اقتصادية أخرى تؤكد لموقع اللبنانية إلى أن عائدات هذا القطاع هي كبيرة نسبياً، فمن ناحية أولى فإن الشركات الأجنبية سترى الإستثمار في لبنان فرصة استثنائية بغض النظر عن تواجدها في الخليج، متوقعين أن حجم عائدات هذا القطاع في حال تم الإستثمار به بالشكل اللازم لن تقل عن ٥٠ مليون دولار، وقد تصل إلى ما يزيد عن ١٠٠ مليون وأكثر بحال كان هناك خطط واضحة، وقوية، هذا عدا عن حجم الوظائف الكبير الذي سيزداد معدلها كلما ازدادت شركات الألعاب أو حتى الإستثمار الحكومي داخل الشركات الأجنبية حيث قامت السعودية مثلا بالحصول على 100 مليون سهم بالشركة السويدية ”إمبريس للألعاب الإلكترونية، وكذلك شراء حصة 5% من أسهم شركات ألعاب الفيديو اليابانية Nintendo ، وغيرها الكثير من الخطط التي أمنت انطلاقة فعّلة لهذا القطاع، مترافقة مع نتائج كبيرة على صعيد المردود ووظائف العمل.

أشارت ورقة قدمتها Tencent وPubg Mobile إلى أنه ستبلغ قيمة سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 6 مليارات دولار بحلول نهاية عام بعدما بلغت قيمتها 4.8 مليار دولار أميركي في 2019 ومن هنا لا بد أن يكون للبنان نصيب من هذه النهضة التي فاقت توقعات الشركات عربيا حيث أتت العائدات على شكل أضعاف وأضعاف من ما كان هو متوقع من قبل الشركات الأجنبية.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان

خاص- حزب الله يستعد للمعركة الكبرى