يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الراعي يستنجد بـ البابا: كم دبابة يملك فرنسيس؟

Saturday, December 3, 2022 9:39:31 PM

"لبنان في قلب الفاتيكان وفي قلب البابا وفكره ويحاول، حيث يستطيع، أن يُسهم في اخراجه من أزمته". يكتفي مصدر كنسي لبناني في الفاتيكان بهذا التعليق"العام"، في الإجابة على نتائج زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى الفاتيكان ولقائه البابا فرنسيس وعدداً من المسؤولين في الادارة.
ليس التكتم الصفة الفاتيكانية الوحيدة في التعاطي مع الشؤون "السياسية" العامة. تفضل الكنيسة الكاثوليكية الحديث عن "حقوق الانسان وكرامته"، منطلقاً لاي كلام وأهداف. وهي تتشدّد في الاعراف الديبلوماسية متوقفة، حتى، عند موقع الفاصلة في الكلمات ودلالاتها.

ليست هذه حال لبنان واللبنانيين، سواء كانوا رجال دين أو دنيا. لذا تطلب الدوائر الفاتيكانية تزويدها بنصوص مكتوبة عن كل تفصيل من تفاصيل كنائسها، اكليروساً وعلمانيين، المنتشرة في العالم.

يعرف البطريرك الراعي ذلك جيداً. لذا حمل معه إلى الفاتيكان "مذكّرة مكتوبة، تفصل واقع الحال في لبنان وتؤشر إلى المخاطر التي تهدده وتهدد الوجود المسيحي التاريخي فيه وفي المنطقة، عارضاً رؤيته للحل التي تتمثل، كما يعلن دائما، بوجوب اعتماد الحياد في لبنان وعقد مؤتمر دولي لإنقاذه"، كما يشير مصدر كنسي لبناني.

الحياد واللجوء والمؤتمر الدولي
يضيف "البطريرك مقتنع أن لبنان اليوم عاجز وحده، بزعمائه وأحزابه، عن ايجاد حلول للازمات التي يتخبط فيها والوقت يزيد من الإنهيار. لذا توجه إلى البابا لطلب مساعدته في تطبيق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن، للحفاظ على لبنان واسترجاع سيادته على أرضه وتطبيق القوانين، دائما تحت سقف الدستور والطائف".

في المذكرة يكرر البطريرك ما يقوله علناً لجهة "عبء النزوح السوري وتداعياته الإقتصادية ومخاطره الأمنية" معتبراً "ان لبنان أعجز من أن يحل هذا الموضوع المعقد من دون مساعدة فاتيكانية ودولية. والوقت هنا ليس لصالح لبنان أبداً. ويجب تجنب تكرار ما حدث مع الوجود الفلسطيني في لبنان ، وذلك على خلفية مصلحة الجميع، اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، هذا إن اراد العالم احترام حقوق الإنسان فعلا لا بالكلام الفارغ من المضمون العملي".

دبابات البابا
اذا كان الراعي قد نقل الهواجس اللبنانية، المسيحية تحديداً، إلى البابا فرنسيس فماذا سمع منه؟
يؤكد مصدر كنسي أن لقاء الرجلين "يبقى أقرب إلى سر الإعتراف في مضمونه. لكننا كإكليروس نسمع توجهات البابا من الدوائر الفاتيكانية، وهي واضحة ولا تتغيّر وفق الظروف. فالبابا حريص على عدد من الثوابت في لبنان اولها تثبيت المسيحيين في هذه الأرض وفي المنطقة. والذهاب ابعد في قضية العيش المشترك والتركيز على ما يجمع بين الناس ويقرّب نظرتهم إلى البلد وكيفية النهوض به. وفي رؤية الفاتيكان الحوار هو السبيل الوحيد ليفهم الناس بعضهم بعضاً بعيداً عن الافكار المسبقة والإسقاطات والأمنيات". يضيف"مساعدة الفاتيكان على المستوى الإنساني لا تتوقف وتتولاها المؤسسات الكنسية. لكن على المستوى السياسي سيكون لبنان حاضرا في لقاءات البابا مع عدد من رؤساء الدول سيلتقيهم قريبا".

لن تكون المرة الأولى التي يحاول البابا العمل بصمت مع دوائر القرار المؤثرة في العالم من أجل تجنيب لبنان دفع أثمان ما ارتكبت أيدي مسؤووليه. لكن في هذا الموقف تحديداً، باستثناء الثقل المعنوي للكنيسة، يصح السؤال "كم يملك البابا من دبابات" قادرة وسط جنون حروب العالم اليوم، ان يُحسب لها حساب في معادلة توازن القوى والساحات المفتوحة على خيارات لا تبدو سيناريوهاتها وردية.

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

تدابير سير يوم الأحد لِمواكبة سباق ماراثون بيروت

جعجع: إذا لم ننتبه لوطننا قد يصبح اللبناني لاجئاً في بلده

قبلان: الحل السيادي يكمن بتسوية رئاسية لا انتخابية نيابية مبكرة

الجلسات في المحاكم لا في المحكمة داخل سجن روميه

سليمان: مبادرة الاعتدال جاءت نتيجة تلمّس الكتلة للمصلحة الوطنية

بعد ختم التحقيق الأولي.. الحجار يتسلّم ملفّ باسكال سليمان ويحيله على النيابة العامة في جبل لبنان

نقولا في رسالة لبري: ما دور ما يسمى مجلس النواب المنتخب من المواطنين ومن يدافع عن حقوقهم؟

بعد ختم التحقيق الأولي.. الحجار تسلّم ملفّ خطف باسكال سليمان وقتله وأحاله على النيابة العامة في جبل لبنان