يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص - حال مطار بيروت: تسيّبٌ أمني ولا معالجات.. والحوت يدقّ ناقوس الخطر

Friday, November 11, 2022 8:28:58 AM

بقلم جانين ملاح
خاص اللبنانية


فسادٌ، تسيبٌ، وتفلّت أمني، هكذا هي حال مطار بيروت.
وكأنَّ المشاكل تتربص بلبنان من كافة جوانبه، فبحراً، وبراً، وجواً، لا ينفك يمر يوم إلا و مشكلة تخرجُ بأنيابها كالأرنب من القبعة.. وآخر هذه المشاكل تظهرُ أزمة مطار رفيق الحريري الدولي الجديدة القديمة، فهذه المعضلة قد استعصى حلها على عهود الحكومات المتعاقبة، فكيف يمكن للمتنفس الخارجي الوحيد للبنان أن يكون مرتعاً للتّفلت، والإهمال، والتشتّت، بوقت يجب أن يكون مركز الجذب، والعامل على تلميع صورة لبنان للخارج، فما يحصل في مطار رفيق الحريري الدولي هو أمر منافٍ، وغير مطابقٍ أصلاً لأي مواصفات تخصُّ المطارات.


وبصورةٍ خطيرة، تُعاود الطّائرات التي تحطُّ على مدرج مطار بيروت عيش لحظات أفلامٍ هوليودية، فرصاصٌ من هنا، وطيورٍ من هناك، ومناظر لا يمكن وصفها إلا "بالمقرفة"، تستقبلُ السّائح، والزّائر... هذا هو وللأسف ما يحصل على مشارف المطار، ومن أخر هذه القصص هو إصابة طائرة تابعة للميدل إيست تحملُ على متنها النّائبة بولا يعقوبيان، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الإعلاميين القادمين من الإردن، وذلك بعد مشاركتهم بمؤتمر إعلامي، فبدل تكريمهم على إنجازاتهم، تم تهديد حياتهم برصاصة اخترقت هيكل الطّائرة، ومن هنا أكدَّ وزير الداخلية بسام مولوي أن التحقيقات تشير إلى أنّ الرصاصة التي أصابت اليوم طائرة "الميدل ايست" مصدرها صبرا، وسنواصل التحقيقات لمعرفة هويّة مطلق النار.


حادثة إطلاق النّار هذه ليست وليدة اليوم، إنّما هي نتاج تراخٍ كبيرٍ من قبل الجهات الأمنية المسؤولة، فالتفلت السائد لا يوحي إلا بأنّ الوضع ذاهب نحو الإنحدار أكثر فأكثر، فرجوعاً إلى الزمن القديم، فإن عمليات إطلاق النّار، والرّصاص الطائش على مطار بيروت وطائراته، هي كثيرة، وهذا ما تُأكدهُ المصادر إذ أنَّ الحالة الأولى تعود لواحدة من الخطوط الجوية الخليجية، أصابت رصاصة طائشة أحد إطاراتها، وقد لاحظ القبطان خللاً في الإطارات، فأبلغ فرق الصيانة التي أصلحت العطل وتكتّمت على الأمر. أمّا الحادثة الثانية فكانت مع طائرة تعود لإحدى الخطوط الجوية الأوروبية، أصابت رصاصة طائشة قمرة القيادة، فخضعت بدورها لأعمال الصيانة لمدة يومين ثمّ غادرت لبنان، هذا عدا حادثة الطائرات اليونانية. كل هذا كان يحصل بوقت كان الوزراء يسعون إلى نفي كافة هذه الأخبار، ومن هنا يؤكد رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت لرويترز إن 7 أو 8 طائرات تصاب برصاصات طائشة من مناطق مجاورة لمطار بيروت كل عام، لكن هذه الحادثة هي المرة الأولى التي تصاب فيها طائرة أثناء تحركها.

ظاهرة التّفلت هذه ليست وحيدة، إنّما كوارث أخرى تُشاطر التّفلت الأمني الفتك بأمن المطار، فالطيور المتواجدة في المدى الجوي لهبوط المطار، أيضاً هي الأخرى تُشكل خطراً داهماً على حركة الطيران المدني، فالحكومة حاولت أن تتخذ إجراءات سريعة بعد تقارير توضح إمكانية سقوط الطائرات إلا أن طائر النّورس كان أذكى من خطة الحكومة الهشة التي لم تفضِ إلى أي شيء، فما كانت بذلك إلا بمثابة "فزّاعة بدائية" لا طعم لها ولا رائحة.
طائر النّورس لم يكن فقط أذكى من هذه الخطة، إنما تأثيرهُ كان جداً أقوى، إذ أنّهُ سنة 2015 اضطرت طائرة تابعة للخطوط الجوية الألمانية (لوفتهانزا) متوجهة إلى فرانكفورت للعودة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد دقائق على إقلاعها.
وبحسب ما روى أحد ركاب الطائرة لصحيفة "النهار"، فإنه كان يجب أن تقلع الطائرة في تمام الساعة الـ4:35 فجر الثلاثاء من بيروت، فتأخرت دقائق قليلة، وبعد الانطلاق بفترة وجيزة يمكن تقديرها بنحو 7 دقائق، شاهد الركاب شيئاً غريباً يلمع عند زجاج الطائرة، حينها بدأت حالة مرعبة من الارتجاج تصيب كل أنحاء الطائرة.
وهنا عمَّ الهلع والخوف بين الركاب، فسارع طاقم الطائرة إلى محاولة تهدئة الجميع. بعدها قاد الكابتن الطائرة بهدوء كبير وأفرغ ما تحتويه من وقود في البحر منعاً للانفجار، وبعدها اتجه صوب أرض المطار.

مشكلة أخرى تتركزّ على واجهة المطار هي أزمة النفايات، فكيف يستوعب عقل مسؤول أن يستقبل لبنان الطائرات الخارجية بمنظر "مقرف"، "شنيع"، إذ أن هذه الأزمة امتدت لسنوات وسنوات دون أي حل، حيث أنها لا تزال تدور في حلقة مفرغة، لتكون الروائح العابقة بالفشل والموت هي النتيجة الركيكة لتصرفات المسؤولين، وإهمالهم، وتراخيهم في تنفيذ أدنى موجباتهم.

إن سرد السّلبيات، والمشاكل، والعقبات التي يواجهها مطار بيروت هي كثيرة إجمالاً، فمن التّفلت، والضّياع، وسوء الإدارة، والتّهريب، فإنَّ المطار فعلاً لم يعد يستطيع تحمل هذا الإهمال، فما بين الأمن والآمان فإن أزمة مطار بيروت هي كبيرة جداً، فلا حسيب ولا رقيب من أي جهة أمنية أو حزبية، خاصةً تلك التي لديها سيطرة واضحة على حاملي السّلاح المنتشرين في المناطق المجاورة للمطار، فلا يمكن حقاً لهذه الجهات أن تعطي أوامرها بوقف هذه المهزلة التي لا تجلب إلا السّمعة السيئة للمطار؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!