أحيت لجنة اصدقاء غابة الارز، يوم العراب، في غابة العرابين على سفوح جبل المكمل، ولبى العديد من العرابين الدعوة مع أطفالهم وعائلاتهم للتعرف على عمق العلاقة مع الأرض والتاريخ.

وكرمت اللجنة هذا العام الموسيقار اللبناني الراحل ملحن النشيد الوطني وديع صبرا، بحضور ممثل وزير الثقافة ومؤسسة وديع صبرا الموسيقار فادي جان بارت، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، مسؤول مكتب مؤسسة الفريدو حرب حلو نبيل سمعان، مدير معهد جبران خليل جبران الموسيقى الفنان فريد رحمة ورئيس اللجنة والأعضاء.

استهل حفل تكريم صبرا بالنشيد الوطني وازاحة الستارة عن لوحة تحمل اسمه. ثم ألقى رئيس اللجنة بيار كيروز كلمة تحدث فيها عن الفنان صبرا قائلا: "في رحاب غابة اصدقاء أرز لبنان نرحب بكم باسم اللجنة. حول وديع صبرا (١٨٧٦-١٩٥٢) نلتقي، حول عبقري من لبنان أخذ عن والدته السيدة سارة خمس لغات في مدرسة كان والده رئيسا لها، وفي عائلة كان خاله خليل سركيس مؤسس جريدة الحال. بدأت رحلته مع الموهبة الموسيقية فتعلم أصولها في الكلية الأميركية على أيدي مبدعين كبار. ولكن هذا لم يشبع نهمه فسافر الى باريس سنة ١٨٩٢ والتحق بالكونسرفاتوار الفرنسي سبعة أعوام تعين خلالها عازفا على الارغن في كنيسة امسيري، وعندما نضجت موهبته أسس دار الموسيقى سنة ١٩١٠ وهو المعهد الموسيقي في لبنان.

مؤلفاته الموسيقية لا تحصى منها في الأوبرا وتراتيل كنسية ونشيد موسى. وفي العام ١٩١٧ وضع لحنا للنشيد الوطني اللبناني. وكان من آخر ألحانه قصيدة ذكرى الأم لشبلي الملاط، وامنا الأرض لرشدي المعلوف، وانتهى كل شيء لسعيد عقل. وفي سنة ١٩٢٥ عهدت اليه الحكومة اللبنانية تأسيس المعهد الموسيقى اللبناني الذي بقي حتى وفاته في سنة ١٩٥٢ رئيسا له.

نال وسام الارز والاستحقاق اللبناني، وبعد وفاته وسام الاستحقاق اللبناني المذهب. واليوم في الثاني من تشرين الأول ٢٠٢٢ نخلد ذكراه في غابة العرابين، في غابة اصدقاء أرز لبنان بأرزة على اسم الموسيقار وديع صبرا. بهذا التكريم يكبر الارز ويبقى أخضر على الدوام كما كانت حياة هذا اللبناني العظيم عطاءات على عطاءات".

وختم: "شكرا لكل من حضر ومن سعى وساهم، والارز يبقى البارحة واليوم وغدا القيمة الدهرية القائمة في كل الأزمات والمآسي".

بعدها وضع كيروز وافراد العائلة اللوحة والعلم اللبناني على جذع الارزة بمباركة الخوري سيمون طوق. وسلم كيروز العائلة شهادة العرابة. وألقى بارت كلمة شكر فيها "كل الذين ساهموا في الاعداد لهذا الحدث المميز"، وخص بالشكر "السيدة اليسار جعجع ورئيس لجنة الأصدقاء بيار كيروز والرئيس السابق بسام جعجع ومدير مؤسسة الفريدو حرب حلو"، مؤكدا انه سيواصل سعيه "من أجل ابراز كل انجازات الفنان العبقري الذي عمل دائما على مزج الموسيقى العربية بالاجنبية".

كما كانت كلمة وجدانية لبدران، نوه فيها بتكريم صبرا وغرس ارزة باسمه وبالجهود التي تقوم بها اللجنة "من أجل حماية نمو غرسات الارز لتبقى عبرة تاريخية للأجيال القادمة".