يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

إنتخابات الرئاسة وأرانب بالجملة

Friday, September 30, 2022 11:33:25 AM

بقلم حبيب البستاني


غداة الانتخابات الرئاسية التي أجريت أولى جلساتها باتت الأمور اكثر وضوحاً وبدت مختلف الأطراف وبالرغم من ضبابية مواقفها أكثرتعبيراً. وفيما كان الجميع بانتظار أرنب رئيس المجلس ظهرت عدة أرانب، إذ يظهر وعلى ما يبدو أن اللعبة بدأ يتقنها اكثر من لاعب ولم تعد حكراً على لاعب واحد، حتى "التغييريين" بين مزدوجين باتوا الأكثر انخراطاً فيها حتى لا نقول الأكثر تبعية، وذلك بالرغم من مناداتهم جهاراً ضرورة عدم الخضوغ لإملاءات الخارج وانتخاب رئيس "صنع في لبنان".
بدء حرق الأسماء
لقد كان جلياً انه لا مجال لانتخاب رئيس جمهورية منذ الجلسة الأولى، وأنه وبالرغم من تاييد البعض لميشال معوض فإنهم كانوا متاكدين انه لن يمر وأن ميشال معوض لم يكن إلا بالون اختبار أو وعملية جس نبض، لا أكثر ولا أقل، وأكبر دليل على ذلك هو غياب ستريدا جعجع العضو الأكثر تأثيراً في "الجمهورية القوية" التكتل الداعم شكلاً لمعوض وذلك بدون سبب مقنع. فبان معوض وكأنه نموذج اختبار يمكن تجربته لمرة واحدة والتضحية به، بالرغم من الهوبرة الإعلامية والدعم اللفظي له من قبل أكثر من مرجع دولي مؤثر، فقد ظهر جلياً أن دعم ال USAID الإنساني لمؤسسة رينيه معوض لا يعني أبداً أن يتحول دعماً سياسياً أميركياً لميشال معوض كمشروع رئيس. فالأميركيون يفرقون بين العمل الإنساني والعمل السياسي، فلكل عمل ظروفه ومسبباته كلاً على حدة. كذلك فإن الدور ألأميركي لا يمكن ان يختصر أدوار باقي الدول المؤثرة في الانتخابات الرئاسية من جهة وفي مستقبل لبنان من جهة ثانية.
أرنب التغييريين
أما "التغييرييون فتلك حكاية ثانية فبعد أن فشلوا في الاتفاق على مرشح رئاسي يحمل برنامجاً للحلول في حده الأدنى دخلوا في لعبة "الطرة نقشة" لاختيار مرشح بمن حضر، يصطفون خلفه بدون تكبد جهد سؤال المرشح المذكور عن رأيه في الموضوع وأخذ موافقته في أضعف الإيمان. وبعد أن تنقلوا بين زياد بارود وصلاح حنين نزل عليهم الوحي وأُسقط عليهم إسم سليم إده، الإسم المجهول الذي لم يسمع به إلا قلة قليلة من الناس جل ما تعرفه عنه أنه إبن الوزير الأسبق ميشال إده وأن لا دخل له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، وأنه لا تعاطِ جدي له بالشأن العام وهو وكما يُقال "زاهد بالسياسة". وهكذا نرى أن ألتغييريين يتقنون لعبة الأرانب وأنهم يستطيعون "الاستعانة بصديق" لحل مشاكلهم السياسية وحتى الحلول مكانهم في القرارات المصيرية، ولكن الأرنب التغييري لم يكن على مستوى الإخراج المتقن، الذي يتقنه حتى أطفال صفوف الحضانة الذين يرسمون السيناريوهات القريبة من الواقع ويطلقون عليها لقب "semblant " حتى لا يختلط الواقع مع الحلم.
بعد الهمروجة الانتخابية إلى التاليف در
هكذا بدت خارطة المجلس السياسية مشرذمة، لا اتفاق على رئيس أو حتى على مشروع رئيس وان من شان الدورات الانتخابية أن تطول لحين انتخاب رئيس عتيد يتوافق عليه أكثر من طرف سياسي وتكتل سياسي. وحتى لا نقع في الفراغ القاتل بات لزاماً على الجميع لا سيما أولئك الذين في يدهم الحل والربط أن يبذلوا أقصى الجهود لتأليف حكومة كاملة المواصفات وممتلئة الصلاحيات في أقرب وقت، لقد أيقن الرئيس المكلف وكل الداعمين له ان اللعب في الوقت الضائع قد انتهى آوانه وأن ساعة الحقيقة لا بد آتية، وذلك بالرغم من الاجتهادات الهمايونية التي تجيز لحكومة تصريف أعمال تولي صلاحيات الرئيس في حال الفراغ أو الشغور بحسب دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال.
فهل تدب العزيمة في النفوس ويتوجه الرئيس المكلف إلى بعبدا لإعلان تشكيلة بالتوافق مع فخامة الرئيس، تبدأ في الحال بالانكباب على العمل بانتظار أن تؤدي الجهود الحثيثة بإعلان الاتفاق على رئيس عتيد للجمهورية. قولوا انشالله.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟