يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

زوارق الضمائر المنسية على أمواج الوطنية

Friday, September 23, 2022 10:21:40 PM

بقلم دكتور عامر سنجقدار
عندما تدرك أن هنالك أمرين لا ثالث لهما، وليس هذا توصيفا لحالة بقدر ما هي واقع موجود فارض نفسه وجلي للعيان حتى جاوزه للعميان، أننا ما زلنا في مكان نعيش فيه لا ندرك كيف ولماذا...؟!!!،
نٌضرب ونُسحق ونُسرق ونذل ونُساق كالأنعام الى الهاوية بلا رغبة منا أو حتى إدراك، ومسؤولينا باعتبار ما مضى وما أتى وما زال...، القييمين على مقدرات البلاد والعباد، يسألون دائما عن ضريبة الحياة فيما تبقى من جيوب الناس، بلا استحياء أو خجل أو هو "إلَم تستحي فأصنع ما شئت".
نعم، لم يعتد الوقوف في طوابير الأفران أو التسكع على قارعة الطريق بانتظار محطة البنزين أن تشرع أبوابها، لم يدركه أنات مريض أو جريح يحمله أهله او ولده يستصرخ دما أمام ابواب المستشفيات، أو استظلوا حرقة الشمس في العراء صيفا او تبركوا من مياه الأمطار شتاء ساعات طوال بانتظار أن يطل الزعيم المفدى بابتسامته العريضة العرقوبية البالية لثوان، لم يرضخوا لإملاء متنفذ أن يغتصب لقمته اليومية وتعب عرقه من كفاف يومه واطفاله، ولم يخزه ضميره أبدا عند باب مصرف بوقاحة يسلب شظف الايام الطوال وسهر العمر وما جناه لتقاعد مريح ليستريح، وأية راحة.... وبنهاية المطاف تصيبك الدهشة بوقاحتها من زوارق الموت وقرراراتهم الجنونية، تتأمل جثامين حطمتها ودمرتها أنت وقراراتك في هذا الوطن الذبيح قبل أن تسكن قاع البحر لترتاح لموقف عظيم وحساب عسيرعسير...
الأزمة ليست اقتصادية ومواردنا خيالية تنتظر من يديرها استيلاءا واستعمارا من عمالقة الخارج بأدوات أقزام الداخل، تتربص الفتات اللاكرامة التي تعودوها منذ نشأتهم ولا أسف من على موائد ليسوا بغرباء عنها في الخارج بمسمى رجال أعمال ينتحلون صفة مواطن بهوية أو جواز سفر ملون رقمي تتصدره أرزة دونهم الوطنية والحس.
فالأزمة وياللأسف أزمة أخلاق وحس وطني انساني تجردوا منه بلا مبالاة بأنات أو أوجاع عائلات على مسافة الوطن بجميع اتجاهات بوصلته، أقاموا المشانق والمقاصل على صورة قرارات ومحاكم واجتماعات لأزمة مفتعلة هم سببها ومسببوها، ولم تزل في أعناقهم مجازر شركاتهم والصرف التعسفي يتلألأ بناصعها فوق صدورهم وسلاسل من حرقة يتامى وعوائل مكلومة حول اعناقهم.
يحضرني قول العالم الألماني:" من أشد أنواع الظلم، أن يلعب الظالم دور الضحية ويتهم المظلوم بأنه ظالم". فالى متى نرضخ لواقع مقولة جلال عامر توصيف حالنا اليوم : " في العالم الثالث يمتلك الحاكم حكمة لقمان ويمتلك رجل الاعمال مال قارون ويمتلك الشعب صبر أيوب"
الى متى... أيها الوطن...؟!!!

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟