يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص - عندما يجتمع البخاري والنخبويون في "بيت البحر".. مخزومي: "لبنان الحقيقي جايي" لا محالة والمنظومة الى زوال

Friday, September 23, 2022 9:47:45 AM


 
خاص اللبنانية

ان يجمع رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي في منزله "بيت البحر" سفير المملكة العربية السعودية الدكتور وليد البخاري حول كوكبة من النخب السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية الطامحة لتحقيق التغيير لخير لبنان، فذلك يشكل بداية المسيرة لتطبيق نتائج الانتخابات الفعلية وليس "نتائج الارقام" او "أرقام النتائج " لأن القاصي والداني يعرف ان الانتخابات الاخيرة انتابها من التزوير ما لم ينتب أي انتخابات سبقتها، لأن غاية المنظومة الفاسدة منها كانت تأبيد وجودها الفاسد في السلطة ليستمر البلد دولة فاسدة.   
وعندما خاطب مخزومي السفير بخاري وبقية الضيوف، قائلاً: "شو بدنا بالارقام (قاصدا ارقام نتائج الانتخابات) نحنا اربحنا" فإنما تفرّد عن الآخرين بقراءة حقيقية لنتائج الانتخابات بحيث انها "انتجت طبقة جديدة لن تسمح باستمرار النهج القائم". وبهذا الكلام اراد مخزومي ان يقول: صحيح ان المنظومة الفاسدة بمختلف تلاوينها حصدت اعدادا كبيرة من المقاعد النيابية، إلا انها خسرت لفوزها بارقام ستبقى في قابل الايام ارقاما لأن اصحابها "كمالة عدد" بلا تمثيل حقيقي وبلا صدقية سيسقطون امام محكمة الشعب الذي ادرك للمرة الاولى ما كان يمارس عليه من تزوير تنبه له متأخرا بعد الانتخابات ولكن "ان تأتي متأخرا فخير من ان لا تأتي أبداً". ولكن القلة القليلة ممن يحملون فكر التغيير ولا يؤخذون بالشعارات ولا تنطلي عليهم الاكاذيب مقدر لها ان تغلب الفئة الكبيرة وهذا ليس بمستحيل. فتاريخ الانبياء والرسل من ابراهيم الى عيسى ومحمد وغيرهم حافلة بأمثولات الفئات القليلة التي امنت برسالاتهم كيف انها انتصرت للحق على الفئات الكبيرة الضالة والمضلة التي استبعدت الشعوب على مر التاريخ.

وفي قراءة البعض لنتائج الانتخابات، تبين بالبراهين والوقائع ان المنظومة الفاسدة ارادت من تكبير حجم ارقام نتائجها تأمين الفوز كيفما وفق مقولة "المهم الآن ان نبقى وبعدين منشوف" لأنها استشعرت ان الحراك الشعبي الذي تأمرت عليه وفسخته لم ينته بل ما زال لعنة تلاحقها وستلاحقها وها هي النقمة الشعبية عادت لتتعاظم كل يوم، ولعل هذا ما عناه مخزومي حين قال "نحنا انتصرنا" والنصر هو انكشاف المنظومة بكل عناصرها وفضائحها وفسادها المتمادي منذ عشرات السنين. اما الناس اهل الحراك الشعبي الحقيقي الذي سيأكل شيئاً فشيئاً أخضرهذه المنظومة ويابسها. فمقولة "بعدين منشوف" اصطدمت بمقولة الناس "لا بعدين ولا قبلين" وتبين للمنظومة ان ليس لها "بعدين"، اي ليس لها مستقبل. كذلك تبين انها بدأت تصير من الماضي، أي "لا قبلين"، فماضيها السيء سيكون عبرة للناس سيستفيدون منها لصناعة المستقبل الافضل، فيما سيكون بالنسبة اليها وصمة عار ستؤرخها كل كتب التاريخ. والتاريخ بمفهومه العملي عند الشعب والحضارات هو "علم اجتماع الحاضر" ولا يمحى من ذاكرتها.    
  
ويرى البعض ان مخزومي بكلامه  في حضور السفير السعودي ومعه جميع الحاضرين، اراد ان يؤكد ان نتائج الانتخابات الفعلية العابرة للارقام المزورة اسست نهج تغيير حقيقي بعيدا من الشعارات الشعبوية والشمولية، يقوم على امرين: انهاء المنظومة الفاسدة المتداعية واقامة دولة تحكمها المؤسسات لا الطوائف ولا الاقطاعات والاحزاب السياسية المقاولة ولا العشائريات والعصبيات الطائفية والمذهبية، واعادة لبنان الى عمقه العربي، والعمق هذه المرة كما في كل مرة تمثله دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وهذا لا يتم الا عبر التمسك بـ"اتفاق الطائف" واستكمال تطبيقه نصاً وروحاً، فهو الاتفاق الذي رعته السعودية ولا يزال تحت رعايتها على رغم من محاولات البعض الفاشلة لازاحتها عنه عبر الذهاب الى القول بـ"مؤتمر تأسيسي" او "حكم المثالثة".

على ان المراقبين رأوا في وجود البخاري في دارة مخزومي دلالات كثيرة لها معانيها الآنية والمنظورة والمستقبلية، سواء على مستوى نهج الرجل وقناعاته وثوابته الوطنية والقومية او على مستوى ادائه التغييري والسيادي ما جعل حيثيته التمثيلية تتعاظم في بيئته او على المستوى الوطني في ضوء خبرته التي راكمها ويراكمها من خلال مواجهته للمنظومة الفاسدة التي كان من اوائل من تصدوا لها قبل ثورة 17 تشرين وبعدها والى الآن رغم محاولات خصومه الكثيرة لاعاقته او تقويض مسيرته. ويرى هؤلاء المراقبون ان مخزومي بهذا النهج انما يتحول شيئا فشيئا مرجعية وطنية داخل بيئته وخارجها تدرك مكامن وجع الناس ومعاناتها من مظالم المنظومة الفاسدة والسلاح الذي يحميها او هي تحميه، كذلك يدرك مدى حيوية واستراتييجية العلاقة بين لبنان واشقائه العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي قال عنها امام سفيرها البخاري انها "لم تتوقف يوماً عن مساعدة ودعم لبنان وشعبه".رافضا اتهامات البعض لها بـ"التدخلبشؤونه الداخلية"، جازما مع ذلك  في انها "لن تترك لبنان من غير دعم ومؤازرة وهي تتطلع إلى مستقبل لبنان وتنظر إليه ضمن الخطط التنموية التي تعدها للبنان القادم". و"لبنان القادم" هذا يقصد به مخزومي ذلك اللبنان الذي ربح في الانتخابات والذي سيولد من "تغيير قادم لا محالة" على يد "طبقة جديدة افرزتها الانتخابات ولن تسمح باستمرار النهج القائم"، حسب تأكيده.

كذلك يعكس مخزومي في كلامه عن المملكة ووجود "لبنان القادم" ضمن خطط تنموية تعدها له، ادراكه للمضمون العملي والاستراتيجي لـ"رؤية المملكة 2030" التي يقودها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان،  وهو مضمون يتجاوز المملكة الى بقية اشقائها العرب لتكون رؤية لما ينبغي ان تكون عليه الامة العربية عام 2030 ما يعني ان رؤية المملكة ليست سعودية حصرا وانما رؤية عربية ولا تكتمل الا بتكامل البيت العربي معها.
ولذلك قال البخاري خلال اللقاء مخاطبا مخزومي والحاضرين "أن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المستقبلية والمشاريع التي تعدها المملكة ليست للسعودية فحسب بل للشرق الأوسط كله". وللدلالة على مكانة لبنان في هذه الرؤية شدد البخاري على أن "من الضروري أن يباشر لبنان الإصلاحات وإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده"، متمنيا له "أن ينهض لبنان ويزدهر بعد هذا المخاض الصعب".
وقد جاء كلام  البخاري هذا منسجما ومتطابقا مع كلام النائب مخزومي من حيث الثوابت التي ينبغي ان يقوم عليها "لبنان القادم" الموجود ضمن "رؤية المملكة 2030" التي تعولم عروبة المملكة ولبنان وكل العرب وتعيد صوغها بما يتلاءم مع روح العصر.

في المحصلة اراد مخزومي أن يؤكد للاقربين والابعدين من تغييريين وغير تغييرين، ومن موقع العارف أن "لبنان الحقيقي جايي" وهو اللبنان الذي غنته فيروز بـ"صوتها الملائكي" كما وصفه الفنان محمد عبد الوهاب. وهو "جايي" لا محالة على انقاض المنظومة الفاسدة التي بدأت تحتضر رويداً رويداً على وقع عودة لبنان الحضاري والسيد (المتحرر من سطوة المحاور ودويلات السلاح والهيمنة على القرار) رويدا ورويدا الى محيطه العربي والى المجتمع الدولي بفعل ثورة بدأت وستتوالى فصولا في الشارع كما في البرلمان وفي كل القطاعات الى ان تكتمل فصولها في وقت ليس ببعيد..
                             

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان

خاص- حزب الله يستعد للمعركة الكبرى