يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

تأليف الحكومة يحتاج معجزة!

Monday, September 19, 2022 11:05:38 AM

بقلم منير الحافي - السهم
بين اليوم الإثنين ١٩ أيلول والإثنين في ٢٦ أيلول موعد انعقاد جلسة التصويت على الموازنة، يكون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غائباً بين لندن حيث يمثل لبنان في جنازة ملكة بريطانيا الراحلة اليزابيث الثانية، ونيويورك حيث يمثل لبنان في اجتماعات الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. (ميقاتي يعود قبل أيام قليلة جداً من ٢٦ ليعيد تصويب الموازنة قبل طرحها من جديد على مجلس النواب). خلال هذه المدة، يخسر لبنان إمكانية تشكيل حكومة، كان أكد الرئيس ميقاتي بعد لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا أنه «سيعود المرة الثانية وينام في بعبدا لتأليف حكومة» . فهل الوقت الدستوري ما زال ممكناً «للنوم في بعبدا» كي تصحو حكومة جديدة؟ يقول مراقبون إن الوقت صار ضاغطاً جداً على الرئيسين للتأليف. ويذكّرون بأن مجلس النواب اللبناني يصبح في الفترة التي تبدأ من الأول من تشرين الأول المقبل في حالة انعقاد كهيئة انتخابية لانتخاب رئيس جمهورية جديد بحسب المادة ٧٥ من الدستور. وتقول هذه المادة ما حرفيته: «إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس جمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر» . وتقول المادة ٧٣ من الدستور ما حرفيته: «قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد. وإذا لم يُدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق أجل انتهاء ولاية الرئيس» .

إذاً، بين ٢٦ أيلول الحالي يوم مناقشة الموازنة وإقرارها (أو ربما عدم إقرارها وتأجيلها) وبين الأول من تشرين عدة أيام، سيكون على رئيس الحكومة المكلف أن يرفع تشكيلته الجديدة إلى الرئيس ميشال عون. فإذا كانت الأجواء السياسية «مناسبة» لتشكيل حكومة فإن على الرئيسين أن يبتا التشكيل خلال هذه الأيام وإذا تعذر ذلك فإن تشكيل الحكومة الجديدة يصير صعباً.

المصادر المطلعة تقول لصحيفة «السهم» إن مسألة تشكيل الحكومة يجب أن تسبق إقرار الموازنة أيضاً وإلا فإن على الحكومة المقبلة أن تبت هذه الموازنة وتعيد طرحها من جديد على مجلس النواب. أما المسألة الدستورية المطروحة فهي: هل أن مجلس النواب بعد نهاية أيلول، وهو المنعقد كهيئة انتخابية لانتخاب رئيس للجمهورية، قادر على أن يجتمع ليناقش الحكومة العتيدة في بيانها الوزاري ويعطيها الثقة؟ وأيضاً لا تستطيع هذه «الهيئة الناخبة» أن تبحث في قانون الموازنة إذا تم تأجيل الجلسة من ٢٦ إلى أوائل تشرين! هذا هو التحدي الإضافي ويكون على جهابذة الدستور أن يفتوا في ذلك. وتضيف المصادر أن فكرة الحكومة الموسعة بستة وزراء دولة سياسيين لن ترى النور بسبب رفض الرئيس ميقاتي مدعوماً بموقف الرئيس نبيه بري الذي يخاف من أن يتحول كل وزير إلى «رئيس جمهورية» كما حصل مع وزراء الرئيس تمام سلام في حكومته التي خلفت الرئيس ميشال سليمان. وتضيف المصادر أنه في حال إصرار النائب جبران باسيل على ٦ وزراء إضافيين فإن ٣ وزراء سيسميهم الرئيس ويكونون من حصته يضافون إلى الوزراء المحسوبين عليه في الحكومة الحالية. وبذلك يحصل فريق الرئيس على الثلث المعطل زائداً واحداً. وهذا ما لن يرضى به ميقاتي ولا بري، حتى حزب الله. ويرى مراقبون أنه إذا حصلت «معجزة» فإن الحكومة العتيدة ستكون هي «الحكومة الحالية معدلة بوزير درزي للمهجرين يكون مقبولاً من الزعيم وليد جنبلاط» .

يعتقد مراقبون أن الأجدى بالرئيسين عون وميقاتي ملاقاة الرئيس نبيه بري الباحث عن حل المسألة اللبنانية عبر «الرأس» . أي انتخاب رئيس جمهورية وهو ما زال يبحث عن المواصفات المقبولة من الجميع. وفي هذا الإطار يبرز على الساحة مرشحان «قويان» للرئاسة. المرشح الأول هو سليمان فرنجية الذي بدأ الفرقاء بجمع عدد النواب الذين من الممكن تأييده إذا ما أعلن ترشحه صراحة خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة. ومن المنتظر أن يتحدث فرنجية عن رؤيته الرئاسية وكيفية حل المشكلة اللبنانية المستعصية والمستجدة خلال لقاء تلفزيوني مساء الخميس المقبل.

فرنجية سيحظى بدعم أصوات الثنائي الشيعي وأصوات من النواب السنة ويحتاج إلى أن يزيد من حصته من النواب المسيحيين. أما جنبلاط فسيكون بيضة القبان مجدداً في انتخاب الرئيس.
المرشح الثاني الذي لا يحتاج إلى «بوانتاج» هو قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يجمع كل الفرقاء على آدميته وتعاطيه الطيب مع السياسيين وصيته الحسن عند الغرب والعرب على السواء. في هذا المجال تقول مصادر موضوعية إن «ورقة قائد الجيش إذا أتت، أي أنه إذا تم اتفاق أميركي إيراني سعودي على شخصه فإنه سيكون الرئيس المقبل للبنان» . الجهة الوحيدة التي لا تحبذ جوزاف عون هي التيار الوطني الحر. ويعتبر التيار أن رئيسه جبران باسيل ما يزال مرشحاً «طبيعياً» للرئاسة. فهو رئيس كتلة نيابية مسيحية وازنة ويجتهد في العمل السياسي وله علاقات واسعة في محيطه المسيحي وفي المحيط المسلم على السواء. ويرى التيار أن النائب جبران باسيل إذا ما أحسن حل المشكلة مع الأميركيين فإن أبواب بعبدا لن تكون بعيدة عنه.

ماذا تحمل الأيام المقبلة للبنان حكومياً ورئاسياً؟ هذا الأمر في حكم التطورات السياسية، والتي يبدو أن تقلبات الدولار وتحرك المودعين ستلعب دوراً إضافياً في تحمية الأجواء، وصولاً إلى «إنضاج» الطبخة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟