يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19
خاص - مي الريحاني.. المُرشحة الرئاسيّة التّي أقنعت طالبان بالمستحيل وكسبَتْ اهتمام الإمام الصدر

Monday, September 19, 2022 8:10:26 AM




خاص اللبنانية

لبنان الذي نكّل به الرجال، باتَ يحتاجُ إلى الكثيرِ مِنَ التّأنيث.. هذه حقيقةٌ، وليسَت مقولة أو جملة عابرة، فمنذُ زمن لبنان الكبير، وصولاً إلى الحقبات المتنوعة التّي مرَّ عليها لبنان، بات واضحاً بأنَّ مراكز المسؤولية التّي تولّاها الرجال، قد أضحت عدماً، فالرجال لم يكونوا على قدر الحملِ.. حملُ لبنان الجميل، الرّائع، العاشق، والمتعطش للحياة.
وعلى مقربةٍ من أهم الاستحقاقات اللّبنانية، تنصبُّ العينُ على كرسيّ الرئاسة، فبعد عقود وصولات وجولات من العهودِ الرئاسيةِ "الذكورية"، باتَ لِزاماً بأن تُطَعَّمَ مراكز الرئاسة بلمسةٍ أنثويةٍ لبنانيةٍ. ومن منطلق لبنان الحلم، الذي يجمع تحتَ أجنِحَتِهِ السّلامَ، والمحبةَ، والأمان، تبرزُ المُرشحةُ الرئاسيّة السّيدة مي الريحاني؛ هذه المرأة التّي تحملُ فكراً تغييرياً واعداً، لا مستفزاً، ولا مُخاصماً، إنما جامعاً، وداعياً للحوار، والتّشاور، من خلال التّعالي عن المصالح الخاصة، والسّعي نحو لبنان الحرّ، الآمن، والمُستقلْ.

ومن هنا تنطلق السّيدة مي الريحاني نحو نهضة لبنان، فمن بيتٍ أدبيّ وطنيّ، منفتحٍ، ومُتَقَبِلٍ للرأي الأخر تسعى الريحاني إلى إطلاقِ عجلةِ التّغيير الرئاسية، كيف لا وهي التي أعلنت بأنها مرشحة كل اللّبنانيين من الشّمال إلى الجنوب، فالبقاع، مقيمين ومغتربين.
وخلالَ حديثها، ولقاءاتِها تصرُّ السّيدة مي الريحاني على أنّ نهوض لبنان لا يكون إلّا بالإحتكامِ إلى القوانينِ، والدستورِ فقط، كل ذلك بظلّ حماية الهوية اللّبنانيّة الحضارية المبنيّة على الحريّة، والتّعدُديّة، والتّنوّع، والقيم الإنسانيّة.
وانطلاقاً من ثقافتها الواسعة، وبناءً على اتصالها الكبير مع العديد من الدول العربية والإقليمية، تسعى المُرشحة إلى منصب رئاسة الجمهورية السيدة مي الريحاني إلى بلورة مفهوم مُتجدّد من العلاقات الدولية والعربية مع لبنان، وذلك من خلال الإنفتاح على جميع الدول التّي تسعى إلى مساعدةِ لبنان مؤكدةً دائماً على أهميةِ تمتينِ العمقِ العربيّ للبنان من خلال خلق مساحات حوار وتعاون وتنسيق كامل.

غيرةُ السّيدة مي الريحاني على لبنان ليس بالغريبِ، كيفَ لا، وهي الآتيةُ من بيتٍ وطنيّ، علمانيّ، ثقافيّ.. كيفَ لا، وهي التّي استطاعَت أن تجذبَ انتباهَ أهمّ المؤسسات العالمية، وذلك بسبب حنكتِها، وذكائِها، وإتقانِها لعمَلِها، فالسيدة مي الريحاني عَلِمَتْ ثقلَ مركزِ المسؤوليةِ، التّي أظهرت من خلال تولّيها بِأَنّها ليست مراكز وحسب، إنما هي واجب، وتعهّد، والتّزام أخلاقي، قبل أن يكون وظيفي. وعليه تستوقفنا رحلة "الريحاني" فِي عملِها الدائمِ، والطّويلِ، والحسَنِ الصّيت فِي التّربيةِ، والحقلِ الأكاديميّ.
فخلال مسيرتها المفعمة بالنجاح، استطاعت السّيدة مي الريحاني أن تصل إلى ما يُقارب السبعين دولة، عاملةً على تحسينِ التّربيةِ وتطويرها، لتُصبِحَ بذلِكَ من أهمّ النّساءِ الرائداتِ في ميدانِ التّخطيطِ، وتنفيذِ مشاريعَ الإصلاحِ التّربويّةِ، كما ودمج هذهِ البرامج في التّعليم مع الإنتاجيّةِ الإقتصاديّةِ، ومن هنا نكون قد أتينا على مِثالٍ واحدٍ من مئات ومئات الخطط التي تسعى المرشحة الرئاسيّة مي الريحاني إلى تنفيذها خلال الأعوام السّتة المقبلة.

وانطلاقاً من عظمة وجبروت، المرأة اللّبنانية، كانت مي الريحاني جاهزةً لأن تتحدى أصعب التنظيمات الإسلامية المُتشددة "طالبان"، حيث قرّرت أن تُجازف، وتكون المرأة المسيحية الأولى التي حاربت، وحاورت، وأقنعت "طالبان" بضرورة تعليم الفتيات، ولو من داخل المنازل، وبحنكتها تمكّنَت مي الريحاني "المسيحيّة"، أن تُقنِعَ تنظيم إسلامي مُتشدد، لتكون قطرة غيثٍ في أرضٍ قاحلةٍ، ولتشكّل منطلق رئيسي للتعليم الأكاديمي في أفغانستان من خلال رفع نسبة تعليم الفتيات من ٢٪ قبل زيارتها للتنظيم إلى أكثر من ٣٠٪ بعد زيارتها، لتُكلّل أصعب مهامها الأكاديمية، والأخلاقية، بنجاحٍ باهرٍ يَشْهَدُ لهُ أيّ كان.

أما رئاسياً فبأربعِ نقاطٍ أساسية، تسعى الريحاني إلى كسبِ ثقةِ المجلس النّيابي، تستهلُها بالدستور، وبضرورة الإلتزام بنصوصه، من خلال التّعاون الكامل بين جميع مؤسسات الدولة الدستورية بما فيها مركز الرئاسة، والمجلس النّيابي، والحكومة، متطرقةً ببندها الثاني إلى إستقلالية القضاء، مؤكدةً على أنَّ القضاء لا يستطيع أن يقوم بمهامه إلا من خلال استقلالية كاملة عن السّلطة السّياسيّة.
وتماشياً مع الأوضاع الإقتصادية، وتداركاً للمساوئ الناتجة عنها، تسعى المرشحة الرئاسيّة مي الريحاني إلى وضع خطة كاملة تضمن حماية ٨٠٪ من ودائع المواطنين، إذ تُعْتَبَر هذه الخطوة أولوية عند مي الريحاني، متطرقةً ببرنامحها التّرشحي إلى أهمية محاربة الفساد وذلك من خلال عدة نقاط أبرزها: إطلاق مسار تقييم أداء مصرف لبنان، وقطاع المصارف، بالإضافة إلى وضع مخطط تنفيذيّ، توجيهيّ، تطويريّ، للبنى التحتية والخدمات العامة.

أما سياسياً، وإيماناً من السّيدة مي الريحاني بالإنفتاح على الجميع، فإنها ستنطلق بخطة واضحة نحو لبنان القوي، والمتين، والمتعمّق بعلاقاته سواء عربياً، ودولياً، وإقليمياً، خاصةً وأن لهذه السّيدة "مشوارٌ" طويل من العمل الدولي الذي لا يمكن وضع عنوان له إلا "النّجاح، ثمَّ النّجاح، فالنّجاح"..
أما حوارها الذي ذكرناه مُسبقاً مع تنظيم طالبان، وما نتجَ عنه من نتائج إيجابية، ستعمد السيدة مي الريحاني إلى استعماله مرةً أخرى في لبنان، من خلال إيمانها بالحوار مع جميع الأحزاب، والتيارات اللبنانية، بدءاً من حزب الله الذي تعتبره مكوّنا أساسيّا، بظل وجود بضعة أمور أساسية يتوجب الوقوف عليها مثل حصر السّلاح بيد الدولة، والعمل على إعادة مكوناته إلى لبنان، فبالحوار وحده يمكن أن تُحلَّ أصعب النّزاعات، ومن هنا تأتي السّيدة مي الريحاني على ذكر موقف حدث معها خلال دراستها الجامعة وذلك عندما استدعاها الإمام المُغيّب موسى الصّدر وكانت مفاجأة بالنسبة للريحاني نظراً لصغر سنها وسألت عن الأسباب، فكان الجواب بأنّ الإمام الصدر قرّر إنشاء المجلس الثقافي الأعلى، وطَلب أن يكون اسمها من بين 3 طلاب أختيروا ليكونوا أعضاء في المجلس.
ومن هنا تستقي الريحاني من هذه التجربة، وذلك لتبني حواراً لا شكلياً، إنّما بنّاءً، وأساسيّاً، مع كافة أطياف، وأحزاب المُجتمع اللّبناني.
وبناء على ذلك، وانطلاقاً من الدعم الكبير المحلي والدولي الذي تتلقاه من بعض النّواب اللّبنانيين، ومن المجتمع اللبناني المغترب، ستحاول المرشحة الرئاسيّة مي الريحاني أن تستكمل خطوة التّغيير نحو لبنان الكبير الذي تحلم به، فما بعد الإنجازات الدولية التي استطاعت أن تُحققها الريحاني، كان لا بدّ من أن يكون لديها دور في لبنان، من خلال أهم المراكز، التّي من المتوقع أن يكون لها دوراً تغييراً كبيراً من خلالها.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان