يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص - برنامجها يؤسس لعمل تشريعي ورقابي يليق بلبنان التغيير.. "كتلة التجدد" ستتفشى تجددا على مساحة الوطن

Tuesday, July 19, 2022 1:52:21 PM



خاص اللبنانية

ربما تكون المرة الاولى في تاريخ العمل النيابي اللبناني التي يُعلن فيها عن قيام كتلة نيابية بأهداف واضحة لا مواربة فيها ولا مناورة او غايات شخصية او مصلحية على حساب الصالح العام. فأصول العمل النيابي هو ان يكون تعبيرا عن نبض الشعب الذي انتخب النواب ليكونوا وكلاء عنه في التعبير عن تطلعاته والسعي الى تحقيقها لأن الشعب في الانظمة الديموقراطية البرلمانية ومنها النظام اللبناني هو مصدر كل السلطات، بعكس الانظمة الديكتاتورية والفاشية التي يمارس السلطة فيها الاشخاص الديكتاتوريون والطغاة. 

هي "كتلة التجدّد" التي ولدت الاسبوع الماضي وتضمّ النواب أشرف ريفي، وميشال معوض، وفؤاد مخزومي، وأديب عبد المسيح. وهذه الكتلة منفتحة على التوسع عدداً، وعلى التطور عملاً، بما يمكنها من التصدي لكل القضايا الوطنية بالتعاون مع غيرها من كتل ونواب يمكن ان يلتقوا معها على الاهداف السياسية والتشريعية والوطنية نفسها.

هي كتلة التجدد، والتجدد يعني هنا تجديد العمل النيابي وتحريره من التقاليد والتقليدية البالية لينسجم مع عالم التشريع الراهن في لبنان وفي كثير من البرلمانات في الدول الديموقرطية.

والتجدد يعني ايضا تجديد العمل التشريعي وتفعيله واخراجه من البوتقة التي كرستها المجالس النيابية السابقة ونوابها، حيث حولوه عملية "تعقيب معاملات" ادارية يمارسها كثيرون من النواب لكي يغطوا فيها فشلهم او عجزهم عن العمل التشريعي الجاد في سن التشريعات المطلوبة منهم لتطوير الحياة النيابية والسياسية خدمة لمصالح الشعب والوطن.
والتجدد يعني ايضا وايضا، تفعيل دور السلطة التشريعية كسلطة تشريع لمستقبل افضل للبلد، وتكريس دور مجلس النواب كسلطة مراقبة ومحاسبة للسلطة التنفيذية وأي سلطة اخرى في الدولة لا تقوم بواجباتها كاملة ازاء مصالح اللبنانيين وتطلعاتهم الى النمو والرقي والتطور تماشيا مع روح العصر.

كذلك يعني التجدد لدى "كتلة التجدد" التمدد في النشاط التشريعي والنيابي والسياسي الى كل المجالات الحيوية للبلد وشعبه وعدم التقوقع في بوتقة هذا الاصطفاف السياسي او الطائفي او ذاك، فهي كتلة متنوعة الانتماءات طامحة لضم او لانضمام من يرغب من نواب او حتى كتل اليها، لان النائب صحيح انه ينتخب في دائرته من عامة ابناء الدائرة لكنه يُحتسب في النهاية بسبب القوانين الانتخابية المتخلفة والمخالفة لاتفاق الطائف نصا وروحا على طائفته او مذهبه، في حين ان الدستور يعطيه تسمية "نائب لبنان" عابرا بها المذهبية والطائفية الى الوطنية.

 في اي حال فإن الاهداف التي حددتها "كتلة التجدد" لنفسها يمكن الاستدلال اليها مما قاله اعضاءها المنسجمين في التوجهات السياسية يوم الاعلان عنها وهي:
ـ خوض معركة الدفاع عن لبنان الدولة والانسان، وهي معركة عابرة للطوائف، معركة وطنية بين لبنانين، وبناء دولة قانون، وذلك بالتعاون مع المكوّنات المعارضة بحيث لا تكون مشتتة.
ـ تطبيق الدستور وبسط سلطة الدولة على كافة الأراضي وتسليم أي سلاح غير شرعي اليها.
ـ استعادة قرار السلم والحرب وترسيم الحدود البرية مع سوريا وبسط سلطة الدولة على المعابر كافة وإنجاز ترسيم الحدود البحرية.
 ـ تطبيق كل القرارات الدولية المتعلقة بحفظ سيادة لبنان واستقلاله، ودعم المؤسسات الشرعية وتعزيز قدرات الجيش.
 ـ رفض توطين الفلسطينيين في لبنان واعادة النازحين السوريين الى بلادهم.
 ـ التمسك بالعدالة في قضية استشهاد رفيق الحريري وجميع الذين سقطوا على طريق الدولة والسيادة والاستقلال، وكذلك التمسك بالعدالة في انفجار مرفأ بيروت
 ـ التشديد على حياد لبنان عن كل المحاور والنزاعات الإقليمية والدولية.
 
 
باسم اللبنانيين

وقد اطلقت الكتلة اهدافها هذه  "باسم اللبنانيين المصرين على السيادة، وباسم الشعب الذي يريد الخروج من الانهيار، وباسم كل من صوّت لتغيير ولاستعادة الدولة المخطوفة" حسبما قال النائب اديب عبد المسيح، متعهدا ان تكون الكتلة "كتلة دفاع عن لبنان الدولة والانسان، وعابرة للطوائف، في سبيل بناء دولة القانون".
وكذلك شددت الكتلة بلسان النائب أشرف ريفي على  الانتقال "إلى مرحلة جديدة لجمع الجهود لمواجهة الواقع وتسليم أي سلاح غير شرعي"، معتبرة ان "سلاح حزب الله فقد أي صفة مقاومة"، وانه "السلاح الحامي الأوّل للفساد"، مشددة على ان المواجهة "تكون على المستوى الوطني لإخراج لبنان من السجن الكبير".
واعتبرت الكتلة بلسان النائب ميشال معوّض، أنّ "فقدان السيادة هو السبب الأساسي للانهيار، وان لبنان لا يمكن أن يقوم  وهو معزول عن العالم وان لا استقرار في ظلّ وجود سلاحين وقرارين"، معتبرة ان "النظام الموجود اليوم غير قادر على إدارة دولة والدولة فاسدة وفاشلة وغير قادرة على اتخاذ القرارات وهذا ما أنتج الانهيار"، وشددت على " مواجهة منطق الحكومات الوطنية، وإقرار النظام اللامركزي والحكومة الإلكترونية وإقرار قانون استقلالية القضاء"، مشدّداً على أنّ "التغيير لا يحصل "بكبسة زر" ولكن قرارنا اتخذ وعزيمتنا قوية ولن نلين".
 
وبلسان النائب فؤاد مخزومي شددت الكتلة على " أن نتوحّد حول إسم واحد للانتخابات الرئاسية وليس الهدف فقط المعارضة من دون البناء فيجب أن يكون لدينا البديل والبرنامج"، معتبرة أنه "يجب العودة للاقتصاد الحر والمنتج والعادل وهذا ما يتطلب الخروج من عزلتنا وإعادة العلاقات مع العرب والعالم"، مشددة على  الحاجة الى "إصلاحات جديّة، تبدأ بطرح حلّ متكامل، وإصلاح جذري في القطاع العام، وخصخصة الإدارة من دون بيع ممتلكات الدولة، وإعادة هيكلة للقطاع المالي والمصرفي"

ويرى متابعون ان "كتلة التجدد" تطلق بخطابها ومضمونها واهدافها مفهوما متجددا وجديدا على مستوى ما يجب ان يكون عليه العمل النيابي انطلاقا من توجه جدي وفعلي لتوحيد المعارضة وقوى التغيير بكل مكوناتها ومسمياتها في الوقت الذي فشل كثيرون في الوصول الى هذه الوحدة التي لا يمكن ان تحصل الا بتغليب المعنيين المصلحة الوطنية على مصالحهم الخاصة والضيقة، فلبنان بعد كل ما جرى عليه ويجري في حاجة الى معارضة موحدة جارفة عابرة لكل الانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية تستطيع اقتلاع جذور المنظومة الفاسدة التي تسببت ولا تزال  بخراب البلاد وانهيارها على كل المستويات.

وبهذا المعنى، يرى البعض، ان كتلة التجدد زرعت بذور الوحدة لمعارضة فاعلة في امكانها اقتلاع بذور الفساد وجذوره، لتشكل بقعة زيت يفترض ان تتفشى لتشمل مساحة الوطن وتقيم  فيها بنيان التجدد والاصلاح الحقيقي الذي يليق بلبنان المعاصر.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!