يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص-حراك مخزومي ـ ريفي ـ معوض ـ عبد المسيح الاكثر جدية لمواجهة الفاسدين :المنظومة الفاسدة تعيد انتاج نفسها والمعارضة تزداد تفككا

Monday, June 27, 2022 10:55:07 AM

خاص اللبنانية

تساوت المنظومة الحاكمة ومعارضيها في الافلاس السياسي في ظل افلاس البلد على كل المستويات، فلا الاولى كانت لديها القدرة على تسمية شخصية أُخرى غير الرئيس نجيب ميقاتي الذي عليه ما عليه من شبهات فساد لتسميته لتأليف الحكومة الجديدة، ولا المعارضين كانت لهم القدرة على ايصال شخصية تشبههم الى هذا الموقع الدستوري، ما يعني ان هذا الافلاس قد ينسحب على الاستحقاقات اللاحقة.
من الواضح ان المنظومة الفاسدة ستؤلف حكومة تشبهها ولن يقوى المعارضون على منعها من ذلك، ولن يكونوا في وارد المشاركة في هذه الحكومة تلبية لـ "اليد الممدودة" التي اعلنها ميقاتي اثر تكليفه، وهم اصلاً قرروا الابتعاد عن هذا الامر بعدم ضخ الاصوات الكافية لتأمين فوز منافسه نواف سلام بذهابهم الى الامتناع بـ 47 صوتاً (ضمنها اصوات تكتل "لبنان القوي") عن التسمية "الا من رحم ربي" حيث سمى 25 منهم سلام، واحدهم سمى الرئيس سعد الحريري على سبيل "الزكزكة" بميقاتي ليس إلا وآخر سمى الدكتورة روعة الحلاب فيما قاطع النائب اشرف ريفي الاستشارات أصلا وفصلا.
ولذلك سيجد المعارضون ضالتهم في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية معتبرينه الاساس الذي يجب ان يُبنى عليه للمرحلة المقبلة لأن حكومة الشهرين او ثلاثة التي قد يشكلها ميقاتي لا تسمن ولا تغني من جوع سياسي لديهم لتحقيق التغيير الذي ينشدونه، فيما سيحاول رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل استجماع رصيد ما امكنهم من رصيد سياسي واداري منها لتسييله في الاستحقاق الرئاسي وما بعده، حيث ان باسيل يولي مستقبله السياسي ومستقبل تياره الاولوية بعد خروج عون من قصر بعبدا.
ومن الواضح ان المنظومة الحاكمة دأبت منذ انتخابات رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس ثم رؤساء اللجان النيابية واعضائها والمقررين، على مراكمة ما تسميه "انتصارات" في وجه المعارضين الذين يعتبرون أن الانتخابات مكنتهم من الفوز بالاكثرية النيابية، ولكن مرهذا الاستحقاق النيابي من دون ان يظهر اي اثر لهذه الاكثرية، بل تبين ان للمنظومة الفاسدة مجموعة من "الودائع" في صفوف المعارضين صبت اصواتها في مصلحة هذه المنظومة. فانتخب الرئيس نبيه بري لولاية مجلسية جديدة بلا منازع بدعم الاصوات الجنبلاطية،وفاز النائب الياس بو صعب بنيابة رئاسة المجلس بأصوات "الودائع" متغلباً على مرشح المعارضة غسان السكاف بخمسة اصوات، وكذلك فاز النائب الان عون على منافسه بأصوات تكتل "لبنان القوي" (التي لم تنتخب بري) على النائب "القواتي" زياد الحواط، اما بقية اعضاء هيئة مكتب المجلس ففازوا بالتزكية لغياب المنافسين او انسحابهم..
والآن تستعد المنظومة لتأليف حكومة جديدة تعتبرها "انجازا اضافياً" ستبني عليه للاستعداد لانتخابات رئاسة الجمهورية والدفع في اتجاه ايصال رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على الارجح. لكن اوساط المعارضين تؤكد وتشدد على انهم يستعدون لمعركة حامية الوطيس لإيصال رئيس للجمهورية من صفوفهم اذا استطاعوا الى ذلك سبيلاً او شخصية يجدون فيها المواصفات التي تليق بالمرحلة المقبلة، وليس بالضرورة ان تكون من صفوفهم.
ولا يخفي المعارضون، حسب اوساطهم، انهم سيعملون بكل ما اوتيوا من قوة لمنع ميقاتي من تأليف حكومة جديدة، يستفيد عون وباسيل بالدرجة الاولى من "خيراتها" سياسياً وعلى مستى اجراء تعيينات تعزز حضورهما في السلطة ومؤسساتها في ظل العهد الرئاسي المقبل حتى ولو كان صاحبه سليمان فرنجية او اي شخصية تشبهه، لأن فرص انتخاب باسيل رئيساً للجمهورية غير متوافرة بل معدومة كلياً لكثير من الاعتبارات ابرزها ان المنظومة وحلفائها لا يرون جدوى من انتخابه الذي سيكون امتداداً لعهد عون لأن المرحلة تتطلب الاتيان بشخصية تغير المسار بأسلوب آخر، ويمكن بعدها ان تكون لباسيل فرصة اذا احسن التعاون والتصرف مع الرئيس العتيد خصوصاً اذا كان هذا الرئيس سليمان فرنجية.
وقيل في هذا المجال ان الافطار الرمضاني الشهير الذي اقامه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على شرف باسيل وفرنجية، انتهى الى اتفاق على ان يكون فرنجية المرشح الجدي والوحيد لرئاسة الجمهورية وان يتداعى باسيل وبقية اطراف المنظومة الحاكمة الى دعمه وتأمين وصوله الى الرئاسة حتى اذا فاز ونجح عهده تكون لباسيل جائزة خلافاته في الرئاسة عام 2028.
ويستدل المراقبون من كل هذا ان المنظومة الفاسدة والمعارضين ذاهبون الى مواجهة ضارية في ما بينهم في معركة انتخابات الرئاسة ستكون الغلبة فيها لمن سيتلاءم ترشيحه الرئاسي ومواصفاته مع اجواء عواصم القرار والمحاور الاقليمية والدولية، حيث ان العادة جرت على ان اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية يتم في مطابخ هذه العواصم استنادا الى الترشيحات الرئاسية المحلية التي غالبا لا تطرح من فراغ وانما بالتنسيق مع تلك العواصم التي تكون امام خيارات عدة تختار احدها ويكون مقبولاً في الداخل ولا يفرض فرضاً.
ويسجل المراقبون في هذا المجال ان تحرك رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي والنائب اشرف ريفي ورئيس "حركة الاستقال" ميشال معوض والنائب اديب عبد المسيح لتوحيد صفوف المعارضة في كتلة نيابية موحدة، هو التحرك الاكثر جدية وحيوية في هذا المجال بعد فشل كل محاولات التغييريين والمعارضين المتكررة لتوحيد صفوفهم في مواجهة المنظومة الفاسدة، اذ ينطلق مخزومي وريفي ومعوض وعبد المسيح من مشروع جدي لتحقيق التغيير والانقاذ المطلوبين بعيدا من اي شعارات، وهذا المشروع سيتفشى كبقعة زيت في قابل الايام ويستقطب مؤيدين له لان لا سبيل الى مواجهة المنظومة وازاحتها عن السلطة إلا بهذه الطريقة.



يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!