يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

العهد القوي وصعاليك آخر زمن

Sunday, June 19, 2022 1:20:37 PM

بقلم حبيب البستاني

منذ تبؤ العماد عون رئاسة الجمهورية والحملات مستمرة عليه وعلى عهده وذلك بمناسبة وحتى بدون مناسبة، فالبعض بات لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، وكأنهم ينفذون أجندة أو لعلها اجندات خارجية الهدف منها ليس فقط إظهار العهد بمظهر الضعيف بل ذهبت إلى حد محاولة النيل من الدولة وحتى من الوطن، وكاني بهذا البعض يعيش ليس فقط زمن الوصاية السورية بل زمن الاحتلال العثماني للبنان وللشرق، وهم إنما درجوا وفي لا وعيهم على مهاجمة الدولة اللبنانية والحكم اللبناني معتقدين أنها الدولة العثمانية.

سلسلة مغالطات واكاذيب.
قبل الانتخابات راح الإعلام الرخيص يروج لمقولة ان العهد كونه خاسراً الانتخابات سلفاً، فهو يعمل لتأجيلها وراحوا يرسمون سيناريوهات التاجيل بحرفية ما بعدها حرفية، من قائل ان العهد سيسعى لتفجير الوضع جنوباً مما يدفع العدو إلى الرد فتؤجل الانتخابات، أو أن هنالك مشاكل وتوترات داخلية ستحصل وأننا سنكون في عشية حرب أهلية، إلى ما هنالك من تحليلات يقوم بها بعض نجوم الشاشات من مروجين ومنجمين. ولكنه وكما يقول المثل الدارج "المياه تكذب الغطاس" فحصلت الانتخابات ولم يحدث خلالها ضربة كف واحدة، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً.
وفي الأمس القريب راحوا يفبركون أخباراً مفادها ان الرئيس يؤخر الدعوة للاستشارات الملزمة، بحجة أنه لا يريد حكومة ويفضل الفراغ مما يعني تهميشاً للدور وللموقع السني في البلد، فكان ان دعا فخامته لإجراء الاستشارات ووضع لها موعداً وأنه لا صحة لهذه الشائعات.
واليوم فإن نفس الماكينة المولجة ببث الإشاعات، تروج أن رئيس الحكومة العتيد يتعرض لشروط وضغوطات، حتى أن هذه الماكينة الإعلامية بدأت بالرد على ذلك حتى قبل أن يعلن أحد عن مطالبه، وهكذا وكما في كل مرة بدأ الحكم على النوايا.

زوال الوصاية وفتور الوحي.
إن كل ذلك يحدث وهو إن دل على شيء فهو أن هذا البعض من "الإعلاميين" والسياسيين
قد اعتاد على جزمة الغريب وإملااءاته، وهو قد بات بعد الانسحاب السوري وضعف التأثير الدولي والإقليمي، لا سيما على موقع الرئاسة وشخص الرئيس الذي لم ولا يخضع للإملاءات والضغوط الخارجية، في حالة من الضياع واليتم، فهو قد بات عاجزاً ليس فقط في التأثير على مجريات الأمور إنما ايضاً عن التحليل، كون الوحي قد زال مع الوصي أو الأوصياء وبات من في يده الحل والربط لبناني الهوى والهوية – شاء من شاء وابى من ابى-

إعادة عقارب الساعة إلى الوراء أمر مستحيل
يحلم البعض ومن حقه أن يحلم أننا عشية اجتياح إسرائيلي أو حرب إسرائيلية على لبنان، ولكن حسابات الحقل لن تنطبق على حسابات البيدر، فالترسيم جنوباً الذي يقوده فخامة الرئيس يسير بخطى وتيدة وجادة نحو الأمام ومن دون التخلي عن شبر واحد من الحقوق اللبنانية، وذلك بالرغم من ضجيج الخطوط وكثرة الطوبوغرافيين وكأننا أمام مسابقة رسم للأطفال المعروفة بمسابقة Fabriano .

الرئيس القوي.
لقد هال البعض أن يمارس الرئيس القوي صلاحياته على قلتها والمنصوص عنها في الدستور اللبناني وهو أن يتولى التفاوض في المعاهدات الدولية باسم الدولة والشعب اللبناني، هذا البعض يريد رئيساً ضعيفاً على شكله وشاكلته رئيساً لا يتمتع بالجرأة والحضور والحزم، رئيساً كما اعتادوا عليه من طينة بشير الثالث أبو طحين.
بالأمس كان معظمهم يشكك بوجود الغاز والنفط واليوم هم أنفسهم باتوا غيارى على سيادة لبنان وحرية استخراج نفطه وغازه، بالأمس وقبل تبؤ العماد عون منصب الرئاسة كانو لا يجرؤون على المطالبة باستخراج ثرواتنا الطبيعية، لقد حاول الرئيس شمعون البدء بالتنقيب عن النفط قاثيرت في وجهه ثورة 1958 ومن ثم حاول سليمان فرنجيه وقد أثيرت في وجهه حرب 1975 ، وحده الرئيس عون لم يرضخ أمام ما عرف بثورة 17 تشرين التي كان الهدف الرئيس منها ثني لبنان عن المضي قدماً في التنقيب عن الغاز والنفط.
طبعاً الظروف تغيرت وحدثت الحرب الروسية الأوكرانية مما سيعزز فرص لبنان في استخراج غازه ونفطه، ولكن لولا وجود الرئيس القوي لما كان بالإمكان الحلم بكل ذلك.
لقد دأب البعض على مهاجمة التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل وهذه على ظلامتها ووقاحتها يمكن اعتبارها عملاً سياسياً، أما أن يُهاجم العهد وفخامة الرئيس فتلك مسالة أخلاقية.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟