بقلم عماد حداد

بعيداً عن الصخب والضجيج والغبار والكلام الفارغ الذي يطلقه التيار الوطني الحر على المنابر، إلا أن الجميع يدركون بأن القوات اللبنانية قد حققت انتصاراً واضحاً في الإنتخابات النيابية وتمكّنت من خرق الحصار ومنع تقليص كتلتها والفوز بأكبر كتلة نيابية والمساهمة الفعالة في نقل محور الممانعة من كونه صاحب الأكثرية النيابية إلى اكتفائه بدور الأقلية المتفككة وغير القادرة على فرض مشيئتها بأريحية، وحطمت القوات الإستكبار الذي مارسه "ح ز ب الله" وحشرته في زاوية الدعوة إلى الحوار بمعزل عن النوايا من الدعوة.

حيال هذا الواقع، تمارس القوات اللبنانية تواضعاً لا يعكس أهمية الفوز الذي حققته، وتمارس دور اليد الممدودة لكافة القوى التي تتلاقى معها في النظرتين السيادية والإصلاحية، كما تمد يدها إلى تلك القوى التي تتموضع في المنطقة الوسطية لمواجهة محاولات "ح ز ب الله" لخداعها وإلهائها تمهيداً لاستيعابها أو تحييدها على أقل تقدير عن معركة السلاح غير الشرعي.

تمادي السلطة في قهر الشعب وإهمال واجباتها في تأمين متطلباته على الرغم من الإرتفاع الجنوني لسعر الدولار وما يرتبط به من ارتفاع لأسعار المواد الأساسية وفقدان بعض المواد الأخرى ينذر بعواقب خطيرة قد تدفع باللبنانيين إلى استكمال إسقاط المنظومة في الشارع بعد إضعافها في صناديق الإقتراع، والتلاعب الذي مارسته السلطة في نتائج الإنتخابات لن يمكنها ارتكابه في الشارع، ما لم تستدرك العواقب الوخيمة لممارساتها الكيدية وسعيها للمحافظة على المكاسب السلطوية على جبهتين أساسيتين، جبهة فساد التيار الوطني الحر وجبهة سلاح "ح ز ب الله".

اللبنانيون مدعوون للمواجهة، فتدوير الزوايا لم يؤدِّ في السابق إلى نتيجة، كما أنه لن يفيد مستقبلاً في وقف الإنهيار والإرتطام والإنفجار، إحياء الثورة سيكون العنوان الوحيد بالتكافل والتضامن بين وحدة النواب الرافضين للمنظومة في التشريع ووحدة المطالب الشعبية في الشارع بعيداً عن "كلن يعني كلن"، وبما أن القوات أثبتت قوتها وقدرتها التنظيمية مؤسساتياً كما في فوضى الشارع المنظمة، على الجميع تلقف يد القوات الممدودة لرفع قبضة ثورة الحق في وجه قبضة الباطل.