يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

اللبنانيون اعتكفوا عقاباً للأحزاب.. والتغييريون أذلّوا عنجهية السلطة

Monday, May 16, 2022 10:18:10 PM

رغم كل المال الانتخابي الذي أغدق في كل المناطق ومن كل الأحزاب، لم تتمكن الأخيرة من لملمة صفوفها بوجه تراجع ثقة الناس التي ظهرت في نسب المشاركة المخزية التي حصلت في لبنان ووصلت إلى نحو 41 بالمئة من الناخبين. ورغم تراجع نسب المشاركة، فازت القوى التغييرية في أكثر من دائرة، ما يعني أن الحماسة التي حصلت للاقتراع، كانت تصب كلها بصالح قوى التغيير. لولا ذلك، لكانت نسبة المشاركة العامة ستنخفض أكثر وأكثر، في ترجمة واضحة لمدى تراجع شعبية الأحزاب، بعد سنتين من الانهيار.

هزيمة ماحقة
في قراءة أولية للنتائج التي ظهرت قبل الانتهاء من فرز أصوات المغتربين، تلقت الأحزاب، باستثناء القوات اللبنانية التي شدت عصب جمهورها، ضربات موجعة بتراجع نسب المشاركة في كل المناطق. كما أن ضعضعة الشارع السني، بعد قرار الرئيس الحريري عدم مشاركة تيار المستقبل، كان لصالح قوى التغيير، كما ظهر في دائرة بيروت الثانية، التي شهدت مفاجآت من العيار الثقيل تمثلت بفوز شبه مؤكد للمهندس إبراهيم منيمنة ونقيب المحامين السابق ملحم خلف. وتمثلت أيضاً في صيدا جزين حيث عاقبت بهية الحريري ونجلها أحمد، المهندس المرشح يوسف النقيب من خلال صب أكثر من ألفي صوت للدكتور عبد الرحمن البزري (على لائحة أسامة سعد) قبل إقفال صناديق الاقتراع بلحظات، حين توافد أكثر من ألفي صوت على مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة إلا ربع. مشاركة مستقبلية أدت إلى إلحاق هزيمة ماحقة بتيار الوطني الحر الذي ودع الدائرة حيث خسر مقعدين نيابيين، وإلى معاقبة "الحريري" للنقيب بسبب تمرده على قرار سعد الحريري. لكن الضربة الأخرى لحقت بالثنائي الشيعي الذي خسر مقعده في جزين أيضاً، ما أدى إلى تحليق القوات اللبنانية، التي دخلت المنطقة بمقعدين جديدين لها.

وما أدراك ما الجنوب الثالثة
في الجنوب الثالثة، ورغم كل التحشيد وعمل ماكينة حزب الله على إغداق "المساعدات" والوعود وشد العصب الطائفي وتخوين اللائحة المنافسة، فازت قوى المعارضة بمقعد مؤكد ومقعد غير محسوم. وقد بات أسعد حردان يحمل لقب النائب السابق، بعد أن احتل المقعد الأرثوذكسي منذ العام 1992 بقوة الثنائي الشيعي ورغبة النظام السوري، ليحل مكانه الطبيب الياس جرادة.. مع إمكانية فوز المرشح فراس حمدان على المصرفي مروان خير الدين. فبالأصوات التفضيلية تفوق عليه بأشواط، لكن في الحاصل الانتخابي تفرق المسألة على بعض الأصوات للفوز بالكسر الأعلى. هذا الإنجاز جاء رغم ضعف الماكينة الانتخابية لقوى المعارضة إلى حد عدم تمكنها من تأمين الأكل للمندوبين، وعدم تدريبهم بشكل جيد، هذا فضلاً عن غيابهم عن قرى عدة، بسبب عدم وجود عديد بالمندوبين، أي لم يكن لهم أي عين على مجريات العملية الانتخابية وكيفية التزوير المحتمل.

ضربات مدوية
وفي البقاع أحدثت قوى التغيير مفاجأة من العيار الثقيل بفوز لائحة سهلنا والجبل بمقعد مؤكد للمرشح ياسين ياسين، الذي تفوق على النائب محمد القرعاوي، بعدما أدى تضعضع شارع المستقبل إلى توزع الأصوات بين ياسين والقرعاوي.
في دائرة الشوف عاليه، كانت الضربة مدوية للائحة التيار العوني الذي خسر حليفه طلال أرسلان ونائبه فريد البستاني، لتفوز لائحة "توحدنا للتغيير" بمقعدين مضمونين وثالث قيد الفرز، يعودان للمرشح مارك ضو والمرشحة نجاة عون.

وفي الشمال الثالثة تمكنت لائحة "شمالنا" من الفوز بمقعد نيابي في زغرتا، بعد سقوط النائب اسطفان دويهي. ما يعني أن قوى التغيير قادرة على تشكيل كتلة نيابية من نحو عشرة مقاعد. هذا من دون احتساب قوى المعارضة التقليدية التي فازت بعدة مقاعد: في صيدا-جزين فازت لائحة النائب أسامة سعد بثلاثة مقاعد، وفي بيروت الأولى فازت لائحة بولا يعقوبيان-زياد عبس بمقعدين ولائحة نديم الجميل بمقعدين، وفي المتن فازت لائحة الكتائب اللبنانية بمقعدين، وفي كسروان فازت لائحة النائب نعمة افرام-الكتائب-الكتلة الوطنية بمقعدين، وفي الشمال الثالثة لائحة النائب ميشال معوض-مجد حرب بمقعدين. والأهم من كل ذلك في هذه الدائرة، الخسارة المدوية للتيار الوطني الحر، الذي حافظ على مقعد رئيس التيار جبران باسيل بشق النفس، وانعدمت حظوظه الرئاسية.

هكذا تمكنت قوى التغيير من الفوز بهذه المقاعد رغم كل الظروف، التي حصلت خلال تشكيل اللوائح، ولو توحدت وتشكلت لوائح متجانسة أكثر، لكانت أحدثت تسونامي عن حق وحقيقة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

ميقاتي: نعمل على تجنّب الانزلاق نحو حرب شاملة

خاص- معظلة أزمة السير في بيروت

خاص- القوارب جاهزة للذهاب إلى قبرص

خاص- لا حركة تُذكر

خاص - تهريبُ البشر بحراً ... شغّال ومش شغّال!

خاص- جمعيات خسرت أموالها

خاص- كوارث الموسم الصيفي!

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات