يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

حبشي وحيداً ببعلبك بين نواب التنكيل وانعدام النزاهة

Monday, May 16, 2022 10:07:50 PM

خرقت القوات اللبنانية انتخابات دائرة بعلبك الهرمل بمقعد واحد لمرشحها الماروني أنطوان حبشي، الذي نال، وفقا للأرقام الأولية غير الرسمية، نحو 19 ألف صوت، مقابل حصول لائحته على نحو 22 ألف صوت، أمنت لها الحاصل الذي احتسب وفقاً لعدد المقترعين البالغ 182 ألفاً و796 مقترعاً، توزعوا على 590 قلم اقتراع في قضاءي بعلبك والهرمل، لانتخاب عشرة نواب.

حبشي ونواب السلاح
وحبشي كان الوحيد الذي نجح باختراق لائحة تحالف حزب الله وحركة أمل والتيار العوني في دائرة بعلبك، بعد أن كان تحالف القوات وتيار المستقبل في الانتخابات الماضية قد أمن لهما حاصلين. وفاز حزب الله وحلفائه بمقاعد الدائرة التسعة المتبقية كلها، ولم يتمكن الرئيس فؤاد السنيورة أن يحافظ على المقعد السني الثاني من خلال تحالفه مع القوات في المعركة الحالية.
إلا أن قراءة الأرقام في دائرة بعلبك تفتقد علميتها. وسقوط مصداقيتها توج على عتبة يوم انتخابي، جاء محملاً بكل المخالفات السابقة التي ارتكبت، منذ مرحلة تقديم الترشيحات والضغوط التي جرت لسحبها، وفاقت فضائحيتها ما رافق اليوم الانتخابي من مخالفات وتجاوزات، دفعت إلى انسحاب حتى مراقبي نزاهة الانتخابات من بعض أقلام الاقتراع حماية لسلامتهم.

ولكن هل هذا يعني بأنه سيطعن بانتخابات على هذه الشاكلة في دائرة بعلبك؟ وحتى لو طعن بها هل سيؤخذ بهذه الطعون؟ طبعا لا. جل ما في الأمر، أن أهل بعلبك يبقون لمدة أربع سنوات أخرى، ضحية نواب فرضوا عليهم بقوة السلاح. ما سيشكل مبرراً لتعميم حال الفساد والذمية، التي تجعل ابن بعلبك إما خاضعاً لسلطة الأمر الواقع، أو منبوذاً من بيئته، ومعرضاً مع عائلته للخطر.

الجوهري والتنكيل بالمعارضين الشيعة
اسألوا ساره زعيتر. ولماذا لم تعد عائلتها تحضر إلى بعلبك ولا حتى للمشاركة في الانتخابات. ولماذا حرمت من حملة انتخابية عادلة في مدينتها. واسألوا كل من تعرض للضرب والتهديد من مندوبين وناخبين وحتى مرشحين، تلوا بيانات عزوف كُتبت لهم.

اسألوا الشيعة قبل السنّة والمسيحيين، عن حملات الترهيب والتخوين التي تعرضوا لها. اسألوا المندوبين عن الضغوط المهولة التي مورست عليهم، قبل أن ينسحب عدد منهم من أقلام الاقتراع خوفاً على سلامتهم، حتى لو عرضهم ذلك لحملة تخوين ممن وضعوا أرواحهم على كف عفريت لمساعدتهم.

فإذا كانت القوات اللبنانية قد تحدثت فقط عن الانتهاك الذي تعرض له مندوبوها، فإن انتهاكاً أكثر إيلاماً مورس بحق مندوبي المرشح الشيعي الأبرز الذي حمل على كتفيه هذه اللائحة. واضطهاد هؤلاء جاء من قبل أهلهم وأقرب المقربين لهم، وعرضهم لشتى أنواع الضغوط النفسية قبل الجسدية، من تخوين وتشكيك بالنوايا وبالانتماء والوطنية. قد يكون للبعض ملاحظات عدة على الشيخ عباس الجوهري، وشكوك حول مصدر قوته وتمويله، ولكن أحداً لا يمكنه أن ينفي أن معركته مع الثنائي كانت الأشرس، لأنها جندت عليه بيئة كاملة، فبقي صامداً بوجهها بعد أن تساقط مرشحو لائحته الشيعة واحداً تلو الآخر. ولكن هل ستتابع القوات اللبنانية معركتها مع الجوهري، بعد أن حازت على مقعدها الماروني في هذه الدائرة؟

لم يكن يوم أمس الأحد 15 أيار يومًا للانتخابات في بعلبك، "بل شبيه بسفك الدم" كما وصفه النائب أنطوان حبشي، مضيفاً أن "بعلبك الهرمل تثبت مرة ثانية أنها خارج الدولة"، ومتهماً "جزءًا من الدولة بخدمة من ينتهكون الانتخابات".

ولكن مهما كان إصرار حزب الله على ربح معركة يعتبرها مكفولة لمصلحة نواب أعاد ترشيحهم، رغم الاعتراضات على أدائهم حتى من بيئته، فهو لم يفز يوم أمس بمعركة سهلة في هذه الدائرة. وربحه تنغصه كمية المخالفات والارتكابات الموثقة بالصوت والصورة.

فوز مشكوك بشرعيته
وحجم الجهود التي بذلها حزب الله لخنق الصوت المعارض، من دون أن ينجح بإلغائه كلياً، لا يمكن إلا أن يفضح تلك النار التي تغلي تحت الرماد. وقد تكون قوى الأمر الواقع هي من يتسبب باشتعالها، إذا استمر أداؤها بالشكل الذي توّجت به الانتخابات الأخيرة.

أما الأرقام، فلا تحمل معها طعم الربح، لا للبعلبكيين ولا للذين صنعوها. بل هي شاهد فقط على حجم الغش الذي لا يختصره مشهد الهمجية التي وثقتها جميعة LADE في القلم رقم 33 في الرام البعلبكية، والذي أتلفت خلاله حقوق العشرات بإدلائهم بأصواتهم بسبب إشكال في قلم الأقتراع. وكذلك ما وثقته LADE أيضاً عن اقتراع المرشح السني على لائحة الثنائي ينال الصلح كموظف في هيئة قلم انتخابي. وتمعن الأرقام والوقائع في فضح حجم الطغيان الذي يتبعه حزب الله على أبناء الدائرة التي هي رهينة لقراراته وسياساته. وتشير الوقائع إلى شراسة اعتراض فعلي صمد في وجه حزب الطغيان ليحافظ على وجه المدينة.

فجزء من هذه الأرقام يبقى مشكوكاً به طالما أنه لم يثبت العكس. كما أن شرعية النواب الذين فازوا تبقى موضع مساءلة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص - محطات مشوشة!

خاص- بعد إغلاق المطار..هذا ما ينتظر الرحلات المتبقية في مطار بيروت

خاص - ثروة داني خوري تطرح علامات استفهام..

خاص- شراء العقارات شغّال من قبل هؤلاء!

خاص- تحركات القادة تغيرت

خاص- نداء من المخاتير!

استياء في كسروان بسبب تعيين داني خوري بدل وليم الحاج في التنظيم المدني