خاص - اللبنانية
 
 مع دخول التحضيرات لخوض الانتخابات اسبوعيها الاخيرين الفاصلين عن 15 أيار، بدأت لوائح أنتخابية كثيرة في دوائر عدة تتهاوى او تترنح على المسرح الانتخابي قبل فتح صناديق الاقتراع لتعكس مدى المأزومية التي تعيشها بل التناقض الذي يعتريها وهو من طبيعة التنافس على الاصوات التفضيلية التي يريدها كل مرشح له قبل غيره، ناهيك ببحبوحة في التمويل لهذه اللائحة وبشح التمويل لتلك وانعدامه لثالثة.

مناسبة ايراد هذه المعطيات هي ما يصيب لائحة "بيروت تواجه" برئاسة خالد قباني في دائرة بيروت الثانية من ازمة تهدد بانفراط عقدها بحيث انها لن تقوى على ان تواجه وعلى من يواجهون، حيث انها فشلت في تأمين التمويل اللازم لها لان داعمها يريد لها الدعم من جيب الآخرين وليس من جيبه، وعندما فاتح بعض الممولين كان جوابهم له "إنك تطلب التمويل للائحة والناس تعرف ان ما لديك من امكانات مادية يمول عشرات اللوائح فعلام تطلب التمويل منا؟ الى درجة ان احدهم قال عن السنيورة "يطلب الدعم وهو مليء يملك كل الدعم  لو اراد"...

على ان السحور الرمضاني الذي استضاف السنيورة سفراء عرب فيه بقصد استدراج الدعم ظل سحورأ ولم يتطور الى اي شيء آخر، وإذ بالسنيورة بعد هذا السحور ينبري الى التصرف من عندياته فوزع على كل من رئيس لائحة "بيروت تواجه" واعضائها مبلغ خمسين الف دولار لكي يقيموا فيها نشاطات ولقاءات انتخابية، وإذ به يصطدم برفض غالبية هؤلاء هذا المبلغ لانه زهيد ولا يكفي لتمويل لقاء عائلي او شعبي واحد، وقد شعر قباني واعضاء اللائحة بما يشبه الخيبة، ونقل البعض عن قباني تبرمه من السنيورة واتهامه له بأنه "ورطه" في معركة انتخابية ما كان يريده خصوصا وانه تبين له انها فاشلة مسبقاً، واساءت الى سمعته امام البيارتة الذي عرفوه ابن المساجد.

ويبدو ان اصطحاب السنيورة لقباني في زيارته قبل لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان قبل يومين لم تهدىء من "ثورة" قباني عليه، فيما السنيورة يعرف ان المفتي لا يمكنه ان يقدم له شيء بعدما اعلن وقوفه الى مسافة واحدة من الجميع في الانتخابات، وخصوصا في بيروت.

والى ذلك ينتاب قباني وبقية اعضاء اللائحة قلق مما تلقوه من اصداء عن موقف لاذع يعبرعنه الرئيس سعد الحريري ضدهم، وعن الكلام عن عودته بعد الانتخابات الى بيروت، وقد ازداد قلقهم بعدما بلغهم من ان اتفاقا تم بإيعاذ من الحريري  بين الامين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري والمسؤول في التيار احمد هاشمية على دعم لائحة نبيل بدر في مواجة لائحة بيروت تواجه ما جعلهم يشعرون بانهم سيخسرون المعركة الانتخابية حتما او يكتب لهم الفوز بمقعد نيابي واحد فقط.
على ان ما حصل ويحصل في دائرة بيوت الثانية من اعمال شغب ونزع صور لمرشحين وشعاراتهم ولا سيما منهم رئيس لائحة "بيروت بدها قلب" رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي، انما تعكس في مطاويها وخلفياتها مدى الخطر الانتخابي الذي يشكله  مخزومي والآخرين في بقية اللوائح، ولكن مثل هذه الاعمال والالاعيب مكشوفة اما البيارتة الذين بدأوا يحسمون خيارتهم النهائية في ربع الساعة الاخير من موعد فتح صناديق الاقتراع بحيث سيصبون اصواتهم لإبن بيئتهم ومن وقف الى جانبهم والتصق دائما بقضاياهم. فما حصل ضد مخزومي لا يمكن تفسيره الا بانه منافسيه يتحسسون خطر تقدمه عليهم، خصوصا بعدما انكشف ان لوائح منصات التغيير في دائرة بيروت الثانية وغيرها من الدوائر تفوح منها روائح شهوة السلطة وحب المال وان التغيير عندها صار في خبر كان بدليل انها قد لا تفوز بكل ما تطمح اليه من مقاعد نيابية على الارجح.