يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

خاص-هل فتح السنيورة خزانة الـ 11 مليار دولار لتمويلها؟! ​"بيروت تواجه" بدأت تواجه نفسها قبل منافسيها

Friday, April 15, 2022 10:22:23 AM

خاص اللبنانية
  
تدل كل المعطيات والمؤشرات المحيطة بالانتخابات في دائرة بيروت الثانية الى ان لائحة "بيروت تواجه" بدأت تواجه ازمة حادة ستنفجر بها قبل موعد الانتخابات المقررة في 15 أيار المقبل، وهي متأنية من نزاع شديد الاحتدام يدور حالياً بين الرئيسين السابقين للحكومة سعد الحريري وفؤاد السنيورةن وتطاول "شظاياه" اعضاء اللئمة وما لديها من مؤيدين. 
ويقول البعض ان الحريري اكتشف مؤخراً ان السنيورة الذي عزف عن الترشيح للانتخابات جسديا لم يعزف عنه سياسياً، وانما يسعى في غفلة عنه الى وراثته وبالتالي وراثة الحريرية السياسية وهذا ما دل اليه تشكيله للائحة "بيروت تواجه" برئاسة الوزير السابق خالد قباني، ودعمه لها بكل قواه تحت عنوان "عدم ترك بيروت لحزب الله وحلفائه في ضوء عزوف الحريري وتيار "المستقبل" عن المشاركة في الانتخابات ترشيحاً وإقتراعاً.
لكن يبدو ان الحريري لم ينطلِ عليه هذا العنوان، لأنه اراد بعزوفه وتياره عن المشاركة في الاستحقاق النيابي ترشيحا واقتراعا احداث استنكاف سني عام وليس بيروتي فقط عن هذه العملية الدستورية ليؤكد من خلاله لكل خصومه وللذين اكرهوه على الخروج من رئاسة الحكومة انه يمثل الاكثرية في بيئته وان الوضع لا يصلح الا بوجوده فاعلا في السلطة وتاليا في الحياة السياسية. ولذلك وجد الحريري في انخراط السنيورة في الانتخابات عبر لائحة "بيروت تواجه" تخريبا على هدفه من العزوف، وبالتالي ازاحته عن الساحة تحت ذريعة ان عزوف الحريري و"المستقبل" وتالياً عدم "المشاركة السنية" في الانتخابات ستمكن حزب الله وحلفائه من اجتياح بيروت انتخابيا عبر اكتساحهم كل مقاعدها النيابية، وبالتالي تغيير وجه بيروت والتوازنات السياسية والشعبية فيها.
وتفيد المعلومات ان الحريري اجرى مجموعة اتصالات مع عدد من معاونيه عبر خلالها عن غضبه العارم من تصرف السنيورة، معتبرا ان ما يسوقه الاخير من تخويف من اجتياح حزب الله لبيروت نيابيا وسياسيا ما هو ان تغطية على ما يضمره من رغبة بوراثة الحريرية على الاقل في هذه المرحلة الانتقالية المتأتية من خروجه، (أي الحريري) من السلطة فيما هو يعتقد ضمنيا وجازماً ان الحريري "خرج ولن يعود" قبل مرور سنوات.
في حين أن الحريري يدحض ادعاء السنيورة هذا ويؤكد لعارفيه انه مدرك ان حزب الله لا يمكنه اجتياح بيروت نيابيا بعدما كان اجتاحها عسكريا عام 2008 لانه يتجنب حصول اي صدام سني ـ شيعي يدرك مسبقا انه يمكن ان ينعكس سلبا عليه سواء انتصر في هذا الصدام او انهزم.
ولذلك، يسجل متابعون للاستحقاق النيابي أن لائحة "بيروت تواجه" انما هي تواجه الحريري ونفسها، قبل ان تواجه الآخرين، اي حزب الله وغيره، ولكنها ستكتشف بعد الاستحقاق النيابي انها حصدت الريح ولس مقاعد نيابية، علما ان الجميع يسأل: هل ان السنيورة فتح خزانة الــ 11 مليار دولار المتهم وآخرين باختلاسها ايام "حكومته البتراء" لتمويل لائحة "بيروت تواجه"؟. فهذه المليارات الدولارية كان حصل عليها لبنان ايام حكومته وقبل حرب 2006 وبعدها، فيما الجميع يعرف ان الداخل من مال الى خزانة السنيورة مفقود وان الخارج منها مولود ولكنه لا يغني ولا يسمن من جوع... وربما تقع "عتلة" التمويل على اعضاء اللائحة الذين يظنون ان فوزهم مضمون...؟   
ثم ان البعض يسأل ماذا عند السنيورة ليعطيه عبر لائحة "بيروت تواجه"؟ فهل يريد للبيارتة ان ينقسموا على انفسهم حتى يسهل عليه الامساك بناصيتهم فيما هم يمقتونه ولم يهضمونه يوماً، خصوصاً بعدما علموا حقيقة موقفه "الانقلابي" ضد القامات والقيادات البيروتية الاحق منه بتزعم بيروت.
وأكثر من ذلك فان البيارتة بدأوا يسألون ايضاً عما قدمه الحريري لهم ولبيروت طوال حكوماته سوى الاهمال حتى يستجيبوا لارادته بمقاطعة الانتخابات مثلما يسألون عما قدمه السنيورة لهم لمدينتهم، وبعضهم يسأل: هل ان بيروت باتت إمارة صيداوية وطرابلسية لا يرأس الحكومات أحد من ابنائها منذ ايام الرئيس الراحل رفيق الحريري الا في ما ندر، وان جاء اي منهم رئيسا لحكومة انما يكون من الدائرين في الفلكين السياسيين الصيداوي والطرابلسي (وهو ما ينطبق على الرئيس تمام سلام (على رغم تميزه انه من آل سلام) ومصطفى اديب وحسان دياب).
ويخلص المتابعون من كل هذه المعطيات الى القول ان الفكر الالغائي ما زال قائما في اذهان الحريرية السياسية وكل مشتقاتها، ولكن حسابتها الانتخابية والسياسية هذه المرة في بيروت لن تكون صحيحة، فأهل بيروت ليسوا قطعانا يسوقها الراعي الى اين يشاء، ومن خرج من السلطة لن يعود ومن يظن نفسه انه الوارث او الوريث لم يرث ولن يورّث، وان بيروت بقاماتها التغييرية الملتصقة بشعبها منذ سنين طويلة الى الآن هي من سيحمل مشعل التمثيل النيابي والسياسي الصحيح وراية التغيير الجدي لها وللبنان على جناح استحقاق 15 ايار المقبل.
                              
 

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان