خاص اللبنانية

فشل فؤاد السنيورة في المواجهة انتخابيا في بيروت قبل ان تخوض لائحته "بيروت تواجه"، فـبيروت تعرف من الادرى بشعابها وهم بالتأكيد ليسوا الطارئين عليها والمجنسين ولا "ابناء السبيل" اللاهثين خلف مقعد نيابي بأي ثمن على حساب كرامة المدينة وأهلها...
مشكلة السنيورة ولائحته "الميمونة" أولاً، انه ظن مخطئنا انه يستطيع وراثة الرئيس سعد الحريري وتيار"المستقبل" في غفلة عن عزوفهما عن الانتخابات ترشيحا واقتراعا، ليتفاجأ ان الحريري كامن ويترقب الاستحقاق الانتخابي و"كلمة السر" التي اعطاها لمحازبيه ومناصريه في بيروت وبقية المناطق ان لا يشاركوا في هذا الاستحقاق لا ترشيحا ولا اقتراعاُ، لانه يريد من خلال هذه "المقاطعة" ان يظهر للرأي العام وللذين "أبعدوه" عن هذا المعترك انه "ما يزال الاكثر تمثيلا" في بيئته من بين الآخرين.
ومشكلة السنيورة ولائحته ثانياً، انه فشل في تسويق فكرة انه لا يريد ترك بيروت للفراغ الذي يمكن الآخرون ان يملأوه، وكنه فوجىء ان هناك قامات بيروتية تغييرية تملاً وستملأ هذا الفراغ "المستقبلي" وبعضها سابق على الحريري وتياره في هذا المجال وتعرضت على ايديهما لمحاولات الغاء كثيرة ولكنها اثبتت وجودها في الساحة البيروتية على الدوام.
وفي هذا المجال لا مبالغة  لدى المتابعين في القول ان لائحة "بيروت بدها قلب" التي يقودها رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي نابعة من قلب بيروت وتنبض بنبضه وليست طارئة على البيارتة بكل مشاربهم وانتماءاتهم ولها الاولوية في ملء الفراغ لان رئيسها كان ولا يزال وسيبقى حاضرا في كل الساحات البيروتية والوطنية وله بعد التجربة مريدون حتى في صفوف جمهور "المستقبل" الذي لن يترددوا في التصويت لـ"بيروت بدها قلب".
اما السنيورة ولائحته فالمرجح  انهما لن يحصدا الا الخذلان والخسران، لان المزاج البيروتي عموما و"المستقبلي"  خصوصا يكره السنيورة او على الاقل لا يؤيده وفي هذه الحال ستكون لائحة "بيروت تواجه" اولى ضحاياه لانه لم يثبت حتى اللحظة ان الحريري يؤيدها وانه يرتاح الى تحركات السنيورة الخارج عن طاعته فهو، اي السنيورة، يدرك انه بعزوفه عن الترشيح  اعطى الحريري في الشكل ولكنه خالفه والتف عليه في المضمون بالذهاب الى تركيب ودعم لائحة "بيروت تواجه" التي سيكون مصيرها الفشل في ما ستواجه لان "المستقلبين" لن يصوتوا لها، بل انهم سيتوزعون بين عازفين عن الاقتراع او مقترعين للائحة "بيروت بدها قلب" لأنهم يجدون انها الاقرب الى مزاجهم من بين بقية اللوائح لانها ستواجه بقوة لائحة حزب الله وحلفائه بالدرجة الاولى والتي يخاف السنيورة وصحبه من ان تملآ هي الفراغ الناجم من عزوف الحريري وتياره والانصار. وبات القاصي والداني يعرف ان المعركة الانتخابية الجدية في بيروت ستكون بالدرجة الاولى بين "بيروت بدها قلب" ولائحة حزب الله وحلفائه.
اما بقية اللوائح من "جمعية مشاريع" الى "جماعة اسلامية" والى منصات التغيير والمجتمع المدني فانها كلها ستأكل بعضها البعض بحيث ستتسابق في ما بينها على اقتناص الاصوات الناخبة ضمن صحن واحد ليخرج الجميع بما له من دون ضمان اي فوز في حفلة ضياع يفرضها زمن "الصوت التفضيلي" وبدعة "الحواصل" والنظام النسبي. ذلك ان البيارتة في زمن عزوف الحريري لن يسلموا امرهم للسنيورة وانما للقامات البيروتية ابا عن جد، وبيروت بعد الحريري ستكون غيرما كانت في ايامه، وهي الى ردح طويل من الزمن قررت ان تعطي وكالة تمثيلها في الندوة النيابية وخارجها لابنائها وليس للطارئين عليها من آل السنيورة وغيرهم، وحتى آل الحريري اذا اقتضى الامر...