خاص اللبنانية

جمع لقاء على إفطار دعا إليه أحد المتعاطين بالشأن العام في مدينة صيدا مجموعة من رجال الدين من طوائف مختلفة بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المدنية في إحياء لتقليد فرضت الظروف المعيشية الصعبة التي يمر فيها لبنان الإستغناء عن اللقاءات الموسعة في مناسبة شهر رمضان، وحرص الشخصية الصيداوية لعقد لقاء جامع كان من أجل توجيه رسالة للحاضرين عساهم ينقلونها كل منهم إلى محيطه.

اللقاء جاء على خلفية بعض الممارسات التي تعيد أجواء الحرب ومآسيها في صيدا وغيرها من المدن والبلدات في إطار الحملات الإنتخابية الفارغة التي يستفيق أصحابها على ضحايا الحرب مرة كل أربع سنوات لتنتهي الذكرى مع إقفال صناديق الإقتراع في محاولة أقل ما يقال فيها أنها استثمار في ضحايا الحروب نتيجة الإفلاس الذي يعاني منه هذا البعض.

وتوجّه صاحب الدعوة للحاضرين بالقول "أين الحكمة من العودة إلى الماضي الأليم على جميع اللبنانيين خلال سنوات الحرب في وقت يعاني فيه الجميع حاضراً أشدّ إيلاماً ومستقبلاً قاتماً في ظل الأفق المسدود الذي يحجب الأمل، العاقل هو الذي يتذكر الحرب وضحاياها ليتجنب تكرارها، والعادل هو من يعترف بأننا جميعنا شاركنا في تلك الحرب بشكل أو بآخر وجميع اللبنانيين هم ضحايا تلك الحرب بكافة الأشكال، فهل يعقل أن نعلق في ذلك التاريخ المخجل، فمن يستطيع إدانة الآخر، ومن بإمكانه تبرئة نفسه إذا كنا سنعيد فتح هذا الملف".

وتابع المضيف "لقد اختار اللبنانيون ومنهم المتحاربون سبيل السلم من خلال اتفاق الطائف الذي أصبح دستور البلاد ولعل هؤلاء الذين شاركوا في الحرب مباشرة هم أشد المتمسكين بالسلم ومنطقه وخطابه، فكفى إمعاناً في نكء جراح اللبنانيين فالجراح التي فيهم جعلتهم عاجزون عن الصراخ والشكوى لغير الله، فموائدهم فارغة وأمراضهم صامتة لعدم توفّر الدواء ورواتبهم إذا وُجِدَت لا تكفي لشراء الخبز، فارتقوا إلى مستوى عذاب هذا الشعب وأقلعوا عن إثارة الغرائز والضغائن في هذا الشهر الكريم".