يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

الحريات الفكرية في الدستور اللبناني

Monday, January 3, 2022 11:39:39 AM

بقلم المحامي الياس سليم طعمه



يعالج الدستور اللبناني موضوع الحريات الفكرية في مواده 9 و 10 و 13 وينطلق من فكرة أن الأنسان ليس كيانا" ماديا" فقط ، انما هو أيضا" كيان معنوي وفكري ، وحريته لا تتأمن بمجرد توفير الحماية لجسده ن بل أن هذه الحماية يجب أن ترفق بحماية لفكره وعقيدته ، ويتم ذلك بالأعتراف له بحرية المعتقد، وحرية التعليم ، وحرية الرأي والتعبير .

فالفقرة (ج) من مقدمة الدستور تعتبر لبنان جمهورية " تقوم على أحترام الحريات العامة ، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد " . والمادة 9 تعتبر أن " حرية المعتقد مطلقة " ، وأن الدولة " تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل اقامة الشعائر الدينية " ، وتضمن للمواطنين " أحترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية " .

أ_ وحرية الأعتقاد المطلقة تعني :

أن للمواطن حرية الأعتقاد أو عدم الأعتقاد ، وحرية أعتناق الدين الذي يختاره ، وحرية تغيير دينه ، وحرية التعبير عن رأيه في المعتقدات الدينية .
أن الدولة اللبنانية تعترف رسميا" بوجود خالق للكون ، وتحتفظ بحياد مطلق تجاه الطوائف اللبنانية ، ولا تعتنق أو تناصر عقيدة دينية معينة .
أن الجمهورية اللبنانية كدولة ليس لها دين رسمي .
أن الحرية الدينية مرتبطة بالنظام الطائفي ، لأن اللبناني في حياته الأجتماعية ( الزواج ، الطلاق ، الأرث ....) وممارسة حقوقه السياسية والمدنية (الوظيفة ، الأنتخاب ، الترشح.....) مقيّد بالأطار الطائفي الذي يتسب اليه .
ب- حرية التعليم :

تنص المادة 10 من الدستور اللبناني على أن " التعليم حر " في لبنان ، وعلى أن حقوق الطوائف من جهة أنشاء مدارسها الخاصة لا يمكن أن تمس . وهذه المادة تشكل نموذجا" من نماذج تكريس النظام الطائفي ، فهي تضمن حرية التعليم لصالح الطوائف الدينية ، وهي تكفل لهذه الطوائف حقها في انشاء المدارس والمعاهد والجامعات المذهبية .

ج- حرية أبداء الرأي :

تكفل المادة 13 من الدستور في شقها الأول " حرية أبداء الرأي ، قولا" وكتابة" ، وحرية الطباعة .... " . وحرية التعبير تعتبر من الحريات الأساسية التي تتصدر المواثيق والوثائق الدولية حول حقوق الأنسان ، وعلى أن هذا الحق يشمل حرية الفرد في أعتناق الآراء دون مضايقة ، وفي ألأتماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها الى الآخرين بأية وسيلة ودونما أعتبار للحدود .

وحرية الطباعة لا تختلف عن حرية الأعلام والتعبير . وعلى الرغم من أقتضاب العبارة المتعلقة بهذه الحرية في الدستور ، فأننا نعتبر أن مبدأ حرية الرأي والتعبير والأعلام مكرس دستوريا" في لبنان ، ولكن هل نجد أنعكاسا" كافيا" لهذا المبدأ الدستوري في القوانين اللبنانية وفي الممارسة الفعلية ؟ نجيب طبعا" بالنفي بدليل وجود قانون المطبوعات الذي من جهة يعلن أن الصحافة والمطبعة والمكتبة ودار النشر والتوزيع حرة لكنها من جهة ثانية تلقت ضربات قاسية أستنادا" لهذا القانون في مجالس الوزراء من خلال أقفال مؤسسات أعلامية أو من الوزير المختص لجهة فرضه وجوب الحصول على ترخيص مسبق لأصدار مطبوعة أو من خلال القضاء اللبناني بدعاوى عديدة تلاحق الأعلام والأعلاميين ، فضلا" عن أن قانون المطبوعات يشمل عبارات قابلة لأوسع التفسيرات لجهة معاقبة كل من ينشر ما من شأنه تعريض سلامة الدولة أو سيادتها للخطر أو تحقير الديانات أو أثارة النعرات الطائفية أو العنصرية أو التحامل بشكل مباشر أو غير مباشر على رئيس الدولة أو أي شخصية سياسية أو دينية أو رئيس دولة أجنبية ..... .



يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟